محمد شحرور.. صديقي القديم – محمد ملّاك

محمد شحرور.. صديقي القديم – محمد ملّاك

لم يقدم محمد شحرور قراءة معاصرة للقرآن فقط، بل منهجاً للقراءة لكل زمان. وإذا كان القرآن لكل زمان ومكان، فإنّ من يعيشون اليوم هم بالضرورة أكثر معرفة ودراية ممن عاشوا قبل ألف وخمسمائة عام، وكلّما توسعت المنظومة المعرفية وتطورت أدوات المعرفة، كان الناس والعصر أقدر على الفهم وتفسير العالم.

1990 العام الذي نُشر به أول كتب “شحرور”

شبّان يذهبون إلى الجامعات قادمين من أحياء دمشق، آخرون تخرّجوا مهندسين وأطباء ومدرسين، لم يكن لديهم الوقت حتى الآن لفتح باب الأسئلة البسيطة حول ما يعيشونه، يقلدونه دون عميق تفكير، أسئلةٌ تراكمها السنوات من خلال توسّع دائرة الحياة، تطور المعارف وإجابات غير مرضية، يصدمون رؤوسهم بإجابات الأسئلة القديمة الجديدة التي كان أجاب عليهم آباؤهم وشيوخ مساجد أحيائهم.

شبّانٌ يبحثون عن الطمأنينة في محاولة السكون إلى ما بين أيديهم من عقائد تناولوها مغلّفةً بطبقةٍ من التأخّر والبعد عن العلم، غارقة ما بين الأهواء والشطحات، طبقة بسماكة ألف وخمسمائة عام. آلاف كتب “الفقه، السّيَر، الأَعلام، الاجتهادات، الفتاوى، والتاريخ المستند إلى الكثير من الروايات المتناقضة”، ألف وخمسمائة عام من المحاججة، والذرائعية في خدمة السياسة وأهواء الساسة، وطلب السلطة، أو التطرف في رفضها، ومساحات من الهذيان يختلط فيها الفقيه بالصوفي بالمؤرخ بالمجذوب بالشاعر بصائغ الفتاوى بالمغني بمنادي السلطان، وأيضاً خطاب كراهية إقصائي مقلق.

لا أقصد هنا أن الواقع كان هكذا بشكل مطلق، ولا أُغفل فلاسفة مميزين وأصواتاً نقية، بينها ابن سينا وابن رشد وابن خلدون وابن الهيثم وابن النفيس وابن الشاطر وغيرهم. لكن للأسف كل ما ذكرته كان واقعاً مريراً عَبَر الأمةَ وما زال يتابع دفنها حتى اليوم في عماء الغابر الموحش المرير. عالمٌ لا يبدو أنه سيتغير ولو قليلاً حتى ذلك الوقت.

1999 انفتح الباب واسعاً على عالم محمد شحرور

1999، لم يكن هناك إنترنت بين يدي الناس بعد، ولا حتى “موبايل”، وإن كان الساتلايت قد بدأ بالظهور ليطل منه عالم أكثر اتساعاً، ويتبدى منه أفق لزمن جديد. لم أكن حينها قد سمعت شيئاً عن (الكتاب والقرآن) ولا عن كاتبه محمد شحرور.

في ذلك العام كنت أكتب نصاً قصيراً لفرقة المسرح الجامعي، وكنت أنجز المسودة الأولى من مسرحية (الأبابيل.. طيور النار) والتي تقوم على توقفات حول التفسير التقليدي لسورة “الفيل” مع تحليل للظرف التاريخي لعام الفيل، وهو العام الذي ولد فيه النبي حسب روايات متواترة، وتحت ذلك الطرح جرت نقاشات كثيرة حول كتب التفسير بيننا نحن مجموعة الأصدقاء والزملاء.

شباب سوريون من كل المشارب والانتماءات، نلتقي في السكن الجامعي بدمشق، هكذا انفتح الباب واسعاً على عالم محمد شحرور باحثاً وصديقاً.

في شتاء ذلك العام قرأ زملاء لنا كتاب محمد شحرور الأول، “الكتاب والقرآن.. قراءة معاصرة”، ولم يستطيعوا أن يحسموا موقفاً مما يطرح، كانوا على موعد للالتقاء بشابين من مدينة دوما من مريدي شحرور وأصدقائه للنقاش حول الكتاب، وأرادني زملائي جزءاً من الحوار/المناظرة، بما أن شيئاً مما أتكلم به وأكتبه في نصي، يبدو مشابهاً أو قريباً من حيث العمل على المفردة والدلالة حول مفاهيم الروح الجنة والنار، صفات الذات، وحول المشهديّة في النص القرآني.

أولى قراءاتي للدكتور محمد شحرور

قبل أيام من اللقاء، كان أمامي (الكتاب والقرآن) بغلافه الكحلي وصفحاته الثمانمائة، محاوراً جميلاً حاكّاً للذهن محرضاً ومولداً للأفكار، مشوقاً في طرحه للقديم المعتاد حول النص القرآني برؤى جديدة. محاوراً يتمتع بالأناقة والتنظيم، من حيث الوقوف على التفاصيل، والوجاهة من حيث تناوله للنص عبر لغته التي كُتب بها، في مزج أنيق بين المفردة والدلالة والسياق، في فضاء شرطه التاريخي. ويتمتع كذلك بالمثابرة استناداً إلى أصالة المشروع في عقل صاحبه ورؤياه، والحزم والمصداقية استناداً إلى الثقة بما يصل إليه من نتائج أفضتها آليات البحث ومنهجه.

كان مهماً لي وأظن للعديد من الشباب متدينين، أو منتمين إلى كافة المذاهب والتيارات الفكرية والفلسفية حينها، لأنه يحتوي على طرح يكسر احتكار النص القرآني من قبل أفراد فسّروه قبل أكثر من ألف عام، تفسيراً لم يرقَ إلى مستوى القراءة المعمّقة، طالما كان محكوماً بقبول غير المنطقي والخارق والغيبيّ. كان ذلك قبل عصر التجريب والتطبيقات، والرياضيات العالية، نظريات الفيزياء، واكتشاف القوانين الكونية، كان ذلك حين كانت السموات سبعاً، والأرضين سبعاً مسطحة، والقمر يجري بعيداً عن التناول، ملَكٌ يشد الشمس من الشرق إلى الغرب، وأخر يزجر السحاب، ملائكة لزيارة القبور، فيما يجلس آخرون على أكتاف كل منّا يعدّون أنفاسنا فنسلّم عليهم خوفاً كل صلاة.

رؤىً “تفسيريّة” تمنح المشروعية لكل مجتهد كي يحاول إيقاف هذا الخروج المسرع من التاريخ الذي يدفعنا إليه الفقه المشيخيّ عبر مئات السنين، وتفتح الباب واسعاً لباحث كمحمد شحرور لمراجعة ما بين أيدينا، انطلاقاً من مركزيّة النص القرآني -كعماد للإسلام- مؤثراً بشكل كبير في حياة سكّان عالمنا الإسلامي، متدينين كانوا أم لا، هذا ما اتفق عليه المختلفون، فقال العلمانيون وأصحاب المشروع القومي: “خسرنا حرب (٦٧) لأننا لا نزال متمسكين بالنص يدير حياتنا”، وقال المتدينون أصحاب المشروع الإسلامي: “خسرنا حرب (٦٧) لأننا ابتعدنا عن القرآن وتعاليمه.

ويذكر شحرور: “أن هذا ما دفعه للتفكير بإطلاق مشروعه، حيث رأى أنه لا بد من قراءة معاصرة للنص القرآني، تعيد فتح الباب للعرب والمسلمين كي يكونوا جزءاً من الحاضر واحتمالات المستقبل، ما دام الناس يتناولونه يفهمونه ويأتمرون به من بوابات التفسير، مارّين خلال أذهان شيوخ التفسير الذين عف عليهم الزمن”.

لم أستطع إكمال الكتاب قبل اللقاء، فقد كان يحتاج وقتاً أطول، لكن المنهج الذي يجري عليه والآلية التي يعمل بها “د. محمد” بدت واضحة.

كان اللقاء بياسر ويحيى، تعارفنا يومها، وبقينا أصدقاء حتى اليوم، ساعات من الحديث والحوار غير الاحترافي، حيث تأخذنا الأسئلة والاستطرادات خارج الموضوع جميعاً، وبكثير من الحماس وقبول الآخر، الاستماع الأنيق والجدية والعمق. لن يصدق أحد لو رآنا، أننا نتحدث في ذات النص وذات التفاصيل التي تصدر بها فتاوى الذبح، وتحليل الدماء الحرام، وتنشأ عنها التيارات السياسية وتصطرع الدول والكيانات والطوائف.

كان ثمّة باب مفتوح على حاجة البحث عن مخاطبةٍ أرقى للعقل، مخاطبة ترقى إلى فهم وثقافة شبابنا الذين يزيّنون جامعات العالم ومؤسساته وإداراته، ويستحقون أفضل ممن يريدون حبس القرآن في عقولهم المحدودة، وإمكاناتهم الثقافية والفكرية المتواضعة، وأفكارهم الإقصائية المتقوقعة على ذاتها.

“مشروع شحرور“

كان هناك مصطلح جديد يرد في حديث الشابين، حيث يقولان “مشروع شحرور”، لنعلم أنه ليس كتاباً فقط، وإن كان الكتاب أثار الكثير من الجدل في الأوساط الإسلامية في سوريا وخارجها، وجوبه بالرفض من الجميع تقريباً، حتى أن معظم المحاضرات التي حضرناها لاحقاً، كانت بدعوات من أحزاب تُحسب على اليسار. كان شيء من قلقٍ انتابني من كلمة “مشروع” يتمحور حول القرآن، فهو مشروع إسلامي، ليس هذا غريباً على السوريين في تسعينيات القرن الماضي من نواحٍ أمنية وفكرية وإيديولوجية في قلق انغلاق الأفق السوري بظل الاستبداد.

لكنّ ما قرأتُه في “الكتاب” على كل الصعد، بما فيه رسالة “د. جعفر دك الباب” في نهايته بعنوان: “أسرار اللسان العربي”، تعكس الكثير من الجدية وتثير لديّ فضولاً يتجاوز الحرص، كيف لا، وأنا أرى الباب يُفتح على نقاش المقدّس، بجرأة ومنهجية، ويظهر الطفل في جموع العامة مشيراً بإصبعه إلى “الملك العاري”، أقصد بالطفل هنا عقلنا سجين ألف وخمسمائة عام من التقليد الأعمى وعدم التجديد، غير متناسٍ الكثير ممن حاولوا واجتهدوا طبعاً. وأقصد بالملك العاري “الفقهَ بكل عريه وفقره وقيوده”.

اللقاء الأول بالصديق محمد شحرور

يبدو أن الفضول دائماً أداة الحركة، ولم أكن وحدي من انتابَه. بعد أيام قابلت ياسر ويحيى في السكن الجامعي، فلم يكن لدينا نحن القادمين من خارج دمشق هواتف، وأخبراني أن الدكتور شحرور متحمس لدعوتي إلى زيارته.

كان أول لقاء بيننا في مكتبه “بالجسر الأبيض”، أكثر من ثلاث ساعات مسائية تحدثنا كثيراً يومها، وكانت زيارة رائعة فتحت الباب لصداقة استمرت لسنوات ولقاءات عديدة. وعديد النقاشات حول المشروع وآثاره، الضرورات، الصعوبات والمرحلة. بالنسبة لي كانت تحمل الكثير من الإثارة والتحريض.

ولمن لا يعرف محمد شحرور، أقول: هو مستمع ممتاز، سريع البديهة، لبق، مهذب، مضياف، بسيط في كل ما يفعله، جلسته، لباسه، حركته، وانفعالاته الحماسية اتجاه النقاش والمعلومة، مبتسمٌ ساخرٌ مع بعض اعتراض على الأخطاء ومرتكبيها، ولا بدّ لك أن تنتبه إلى أن مئات الأفكار تدور في رأسه في آن واحد، مخلصٌ مستغرقٌ لما يفعل حدَّ الذهول.

قدرتُ خلال الجلسات اللاحقة أن حبّه للنقاش وتناول الأفكار والتفاصيل مع الجميع، كان أحد الآليات لتوليد الأفكار والوصول إلى الاستنتاجات التي ترفد السياق العام للبحث. هادئٌ حليمٌ وإن أخرجه بعض المحاورين والانفعاليين عن طوره أحياناً بسبب تدخلٍ قاسٍ أو اتهام مشينٍ، أو سوء فهمٍ، أو جهل بما يتكلم ويتكلمون به. لكنه لا يغادر حدود اللباقة، كيف لا، وقد عرف أنه يتكلّم ويناقش في قدس أقداس الناس.

كان يسعد بالأفكار الجديدة، رؤيةً جديدة كانت أو تفصيلاً، أو إضافةً، أو تفسير دعوى، بدهشة طفل، غارق بين القواميس والسرديات والتاريخ والفقه الحديث، عالَمٌ من الكتب المربِكة والمربَكة، لم يخرجه يوماً عن العيش في الواقع، والنظر إلى المستقبل، لم يُنقِص من تركيزه على مشروعه، أو ما يعمل عليه بجدِّ وعمقِ ودقةِ باحثٍ أكاديميٍّ أصيل.

الجدل حول كتابات شحرور

حول ما كتبه محمد شحرور كثيرٌ من الجدل اللّذيذ والغنى الثقافي، كثير من الدهشة والجمال، كثير من المعرفة، وأيضاً، كثيرٌ من الحب والصدق والتّفاني والإنسانيةِ، ومساحةٌ كبيرة من روحه. دائماً كان هناك أسئلةٌ نقاشاتٌ وردود واتهامات، وأفرّق بشكلٍ عميق هنا، بين الاتهامات والنقد المنهجي، بين الفتاوى القاتلة والتكفير وبين الردود الموضوعية، بين قصدية الإساءة والتجريح وبين النقاش البنّاء، ولن أتعرض للاتهامات في هذه الأوراق، فكلنا يعرف أصحابها أسبابها ودعواها، جهلها، غضبها وتناولها.

مشروع محمد شحرور فيما كتب وحاضَرَ، وفيما طرح في مقابلاته التلفزيونية العديدة، والمقاطع المصورة، يهدد كل ما يسند العالم الذي يعيش ويسيطر فيه من يريدون حبس القرآن في عقولهم المحدودة ومصادرة واعتقال الحياة برغباتهم وسعيهم للتسيّد بالعيش في الماضي، ومحاربة كل فكرة جديدة باعتبارها بدعة وكل بدعة ضلالة.

أما الأسئلة، فكان هناك سؤال مصدره استغراب الجرأة التي تعامل بها مع قراءة النص، قراءةً عميقة تفصيلية تتناول شرطَهُ التاريخي والموضوعي، تجري وراء المفردة واستخدامِها إلى حدود حدوثها وتطور حمولتها عبر الوقت، تتناول الجدوى والمآل، تكسر قدسية الجهل والإغلاق، لتقف على عتبة قدسيّة القيمة والجمال، استغراب الجرأة بالكلام في الأسماء والصفات، والتنزيل والنزول والجعل، مخالفاً الذي وصلنا مكرَّساً كأنه قضاء. الجرأة حين قسّم الميراث بين الرجل والمرأة بالتساوي، واعتبره “قطعاً زائداً”، استناداً إلى النص القرآني.

كسر قيد التحريم في شرب ما يُسكر، على أن لا يطغى على العقل ويخالطه فيصبح خمراً. أعاد لآية تعدّد الزوجات سياقها في خدمة اليتامى، وليس بحثاً عن المتعة. حصر المحرّم “بالله” وأسنده فقط إلى نص واضح محدّد مكتوب.

كسر تابوات العيب الاجتماعي المتغيّر بتغيّر العصر ومنظومة القيم، والمنسوب إلى التحريم، لكنّه لم “يغيّر كلمة في النص القرآني” بل اقتصر عمله في حيّز التفسير استناداً إلى قواميس محقّقة ونظريات لُغوية معترف بها.

لقد فتح باب الاجتهاد بالنَّص لكل مستطيع، أتاح ترك ما عفا عليه الزمن، واستبدله بالحديث المعاصر مادام القرآن لكل زمان ومكان.

موقف شحرور من الاستبداد

وعن شحرور الإنسان، هناك سؤالُ أين وقف شحرور في موضوعةِ الاستبداد، ببساطة لا يمكن لرجل يحمل مشروع شحرور إلّا أن يكون ضد الاستبداد وتغوّل السلطة، كان آخر لقاء جماعيٍّ على خلفية غدر بشار الأسد بحلم من صدّقه من السوريين، وتداعيات تداعي ربيع دمشق.

في دوما بمزرعة الاستاذ أبو ياسر محمد سلام، وكان حينها أميناً لحزب العمال الثوري، الصديق الجميل الذي سرقه منا الموت باكراً. العديدون كانوا هناك يومها، بينهم عبد الرزاق عيد، عبد الكريم الجباعي، عبد الحافظ حافظ، ومحمد شحرور. حينها كان بصيص الضوء الذي فتحه موت الديكتاتور الأب قد بدأ يخبو، وتتقلص الخطة حتى تصبحَ أقل من توجُّه، فلا شيء يمكن فعله، ولم يمض وقت حتى بدأت الاعتقالات والسجون والتّهم الغريبة!

وداعاً محمد شحرور

شرّدتنا الحرب السورية، الموت السوري في كل بلد، أعاقت التواصلَ، كنّا في الشهور الأخيرة في برلين مع الأصدقاء نفكر بدعوة الدكتور محمد شحرور وقد بات حديث الآلاف على يوتيوب، لكن الوقت كما كان دائماً أسرع من الأمنيات.

مشروع محمد شحرور وقراءتُه المعاصرة، هو أحد الآفاق في العالم الإسلامي وأحد أهم المشاريع التنويرية ومواكبة الواقع، في وجه التطرف والتخلف والانغلاق، ليس كحلٍ وليس باعتباره تفسيراً جديداً، بل كمنهج يتيح إعمال العقل والمنظومات المعرفية الحديثة والأدوات المعرفية الحديثة في قراءة النص القرآني وما نتج من آثاره، قراءة حداثية معاصرة، كلما تطورت المعرفة تطورت القراءة.

أخيراً، لا أكتب هذه الأوراق بهدف الدفاع عن محمد شحرور، فإن لم ينصفه الحاضر سينصفه التاريخ، لكنني أتوجه فقط لمن يتعرض لقراءة وسماع ومشاهدة الآراء التي تنال من الرجل، اهمِلوا ما كتبه، قِفوا معه أو ضده، ليس مهماً أبداً، لكن لأجل مصداقيتكم مع أنفسكم، افعلوا ذلك فقط، بعد أن تقرأوه.

وداعاً محمد شحرور صديقاً ومفكراً وإنساناً. لن يموت إرثك يوماً، أنت في قلوبنا وستبقى في ذاكرة أجيال تنظر لما أنتجتَه باحترام كباحث ومفكر، وأنت حي في نهر إنجازات الإنسانية.

محمد ملّاك

https://www.abwab.eu/%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%88%d8%ad/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b4%d8%ad%d8%b1%d9%88%d8%b1-%d8%b5%d8%af%d9%8a%d9%82%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d9%85/

اترك تعليقاً