رحيل محمد شحرور.. نصف قرن من هندسة التراث – حسام أبو حامد
عن عمر ناهز 81 عاما رحل عن عالمنا العربي، المفكر السوري محمد شحرور، الذي وافته المنية السبت الماضي (21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري)، في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وأعلنت صفحته الرسمية على “فيسبوك” أن جثمان الراحل سينقل إلى دمشق لدفنه في مقبرة العائلة بناء على وصيته.
ينتمي الراحل إلى جيل المثقفين العرب الذين صدمتهم هزيمة حرب العام 1967، وحرضتهم على البحث عن أسباب الهزيمة القاسية التي مني بها العرب مجتمعين، والتي لم تكن، بحال من الأحوال، مجرد هزيمة عسكرية، بل بدت هزيمة حضارية. وفي العام 1970 بدأ الدكتور شحرور دراسته المنهجية للقرآن والحديث مستفيدا من المنطق الرياضي، كما أشار في غير مناسبة، فاستحدث نهجاً جديداً وعلمياً لفهمها، وكان كتابه «الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة» في طبعته الأولى العام 1990، حصيلة عقدين من البحث والدراسة والإعداد، وفاتحة لعدة كتب في نقد التراث صدرت تباعاً.
ضمن سلسلة “دراسات إسلامية معاصرة” التي أشرفت على نشرها دار الأهالي في دمشق، صدر له: «الدولة والمجتمع» (1994) – «الإسلام والإيمان.. منظومة القيم» (1996) – «نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي.. فقه المرأة “الوصية – الإرث – القوامة – التعددية – اللباس”» (2000)- «تجفيف منابع الإرهاب» (2008).
وصدر له عن دار الساقي (بيروت – لبنان): «القصص القرآني – المجلد الأول: مدخل إلى القصص وقصة آدم» (2010)- «الكتاب والقرآن: رؤية جديدة» (2011) – «القصص القرآني – المجلد الثاني: من نوح إلى يوسف» (2012)- «السنة الرسولية والسنة النبوية – رؤية جديدة» (2012) – «الدين والسلطة: قراءة معاصرة للحاكمية» (2014) – “فقه المرأة – نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي” (2015) – “أمُّ الكتاب وتفصيلها: قراءة معاصرة في الحاكمية الإنسانية: تهافت الفقهاء والمعصومين” (2015).
كما صدر له كتاب مترجم إلى الإنكليزية في هولندا العام 2009 عن دار Bril بعنوان:
The Quran Morality & Critical Reason
وهو الكتاب رقم 106 ضمن سلسلة:
SOCIAL, ECONOMIC AND POLITICAL STUDIES OF THE MIDDLE EAST AND ASIA (S.E.P.S.M.E.A)
هندسة المنشآت وهندسة العقول
قبل انتقالي لدراسة الفلسفة، التحقت في العام 1990 بكلّية الهندسة المدنية في جامعة دمشق، التي بقيت فيها حتى المرحلة الدراسية الثانية. ومنذ سنتي الدراسية الأولى انشغل الوسطان الطلابي والأكاديمي بالدكتور محمد شحرور، الذي كان أحد أعضاء الكادر التدريسي في الكلّية، وكانت لديه، بالإضافة لاهتماماته الهندسية، اهتمامات أخرى فكرية وثقافية، وهو بذلك لم يشذ عن عديد من هؤلاء الأساتذة الذين عملوا في التدريس، وكانت لهم اهتمامات أخرى غير هندسية. وأكثرهم شهرة ربما كان الدكتور سعد الله آغا القلعة، الذي درسنا لديه في مدرجات الجامعة مادة المعلوماتية، وهو خرّيج المعهد الموسيقي بحلب، أعدّ وقدّم العديد من البرامج الموسيقية المشهورة، كما نال العديد من الجوائز الإعلامية والموسيقية، وألف موسوعة “الأغاني الثاني” الذي هي بمثابة النسخة العصرية لـ”أغاني” أبي فرج الأصفهاني، كما انشغل بالسياسة (أصبح وزيرا للسياحة في وزارتين متتاليتين)، وأطلق مشروع التأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة. أما الدكتور طالب عمران، الذي درّسنا الرياضيات، فانشغل بالإعلام وقضايا الفلك والخيال العلمي، وألّف العديد من الكتب في هذا المجال. وهناك آخرون سعوا إلى مناصب سياسية، وغيرهم خسر غير مرة في انتخابات مجلس الشعب.
كان هذا هو الجو العام السائد في كلية الهندسة الذي لمسته عن قرب، وقد انعكس على طلبتها اهتماماً بشؤون ثقافية وفنية ورياضية تجاوزت الهندسة التي تهتم بالإسمنت والخرسانة المسلحة، إلى الهندسة التي تهتم بعقولهم وثقافتهم.
ألّف شحرور عدة كتب في الهندسة المدنية بقيت مراجع هامة في حقل ميكانيك التربة والأساسات. لكن كتابه (الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة) الذي صدر العام 1990، أثار ضجة كبيرة تجاوزت حي البرامكة الدمشقي، حيث تقع كلية الهندسة المدنية، ليشغل الأوساط الثقافة العربية والعالمية، مبشرا بولادة باحث جديد في حقل التراث، والدراسات القرآنية، بمنهجية جديدة غير معهودة.
وإلى جانب اهتمام أوساط معينة بالكتاب والترحيب بمنهجيته، لقي الكتاب، أيضا، اعتراضات وإدانات، فرأى فيه علمانيون عصرنة غير مجدية للدين، ووجد فيه متشددون دينيا كفرا وتجديفا. وللحصول على خصم معقول على نسخة من الكتاب الضخم (822 صفحة)، الذي لم يكن سعره زهيدا، انتهزت لشرائه فرصة معرض للكتاب أقامه المكتب الطلابي لإحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية قرب كلية الهندسة، والتي كانت، وغيرها، لا تزال تنشط جماهيريا قبل دخولها في سبات عميق مستمر إلى اليوم. بعض من طلبة زملاء التقوا الدكتور شحرور، في حينه، ونقلوا لي أنه كان مستاء من الهجوم على الكتاب، وبدا مقتنعا أن كثيرين ممن انتقدوا الكتاب إما أنهم لم يفهموه أو لم يكلّفوا أنفسهم عناء قراءته.
أقبلت على الكتاب بكل ما أوتيت من إمكانات طالب في سنته الجامعية الأولى، وحاولت هضم ما تمكنت من هضمه، وكنت طبعا بحاجة لإعادة قراءته في السنوات اللاحقة، والاطلاع على مزيد من مؤلفات شحرور التي بدأت تصدر تباعا، لا سيما بعد متابعة دراستي الجامعية في كلية الفلسفة. ومنذ البداية، اقتنعت أني أمام مشروع فكري آخر لنقد التراث يكمل ما بدأه كل من حسين مروة، والطيب تيزيني، وعابد الجابري، وحسن حنفي وآخرين.
الموقف من الحديث خصوصا والتراث عموما
يعتقد شحرور أن صناعة الحديث قدّمت صورة للرسول مشوهة تماماً عن تلك التي وردت في التنزيل، فنسبت إليه الكثير من الصفات السلبية، سواء في سلوكه أم في أفعاله كإنسان وكرسول، فظهر شخصا محبا لسفك الدماء وللقتال وللجنس، بينما قدّم التنزيل صورة مهيبة لإنسان على خلق عظيم، منزه عن النقائص، ضمن الشروط الموضوعية لكونه إنسانا مكلفا بإبلاغ رسالة من ربه. وقد نسب الحديث إلى الرسول علمه بالغيب، فيما نفى التنزيل ذلك عن أي إنسان. عدا عن العصمة التكوينية التي وضعوها به، واستمرت في سلالته، علماً أنه كان معصوماً فقط في مقام إبلاغ الرسالة، أما المعجزات المادية التي نسبوها له فالتنزيل لم يذكر عنها شيئاً، بينما معجزته الخالدة هي نبوته، أي ما جاء في القرآن من علوم لا يظهر تأويلها إلا مع تقدم الزمن وحتى قيام الساعة، كما ذهب شحرور.
أيضا، تمّ الخلط بين مقامي النبوة والرسالة، وتحوّلت اجتهادات النبي في بناء دولته وفق مقتضيات عصره ومجتمعه إلى دين، وفي حين أن الدين الإسلامي عالمي يصلح لكل زمان ومكان، صار ديناً محلياً، يصلح لشبه جزيرة العرب، ويقف بنا عند القرن السابع الميلادي.
كما جرى حصر العدالة والخيرية في الصحابة، وأصبحت أقوالهم وأفعالهم جزءاً من الدين لا يجرؤ أحد على مخالفته، وبات رضى الله محصورا بهم دون غيرهم، علماً أن التاريخ يسير إلى الأمام، وكما “رضي الله عنهم فقد رضي عمن كان قبلهم وعمن جاء بعدهم بكل ما فيهم من عيوب وأخطاء، كل حسب زمانه”.
يدعو شحرور إلى قبول أي حديث له بعد إنساني بغض النظر عن شروط صحته التقليدية، فالشرط إنساني لا إيماني، ويجب أن ترفع عن الحديث صفة القداسة، مقتنعا أن الحكمة من صفات النبوة، لكنها وحدها لا تحتاج لنبوة، فكونفوشيوس وأبو العلاء المعري وفولتير وغاندي وغيرهم امتلكوا الحكمة، وهي لا تنقطع حتى قيام الساعة، إنها إذاً تتعلق بالأخلاقيات. أما فيما عدا ذلك فعلينا إحداث قطيعة معرفية مع هذا الكم الهائل من الأحاديث التي تمنعنا من السير قدماً.
يزعزع شحرور ثقة المسلمين في تراثهم، بكل ما يحتويه من كتب تفسير وحديث وسيرة نبوية وفقه، ويؤكد على أنه تراث إنساني عرضة للصواب والخطأ والنسيان والتقديم والتأخير، وكتب التفسير والحديث تمثّل ما فهمه أصحابها من الكتاب والقرآن والأحاديث النبوية، وفق أدواتهم ونظمهم المعرفية، والكتاب الوحيد المبرأ من العيب والريب، والحاوي على الحقيقة المطلقة، هو كتاب الله فقط. ناهيك عن أن أخبار التراث عند علماء الأصول دليل ظني، والظن لا يغني من الحق شيئاً.
إن ما يعانيه المسلمون اليوم، برأي شحرور، هو إحدى نتائج تقديس التراث وأخذه بمجمله دون تمحيص، فإذا فرقنا مثلاً بين مقامي الرسالة والنبوة تتهافت الكثير من المسلمات في تفكيرنا، فأطروحة “صاحب الوحيين” التي اعتمدها الشافعي، وجعل من كلام الرسول وحيا، لا صحة لها، وتخالف أبسط قواعد التنزيل الحكيم، والغيبيات الواردة في كتب الحديث من معراج وعذاب قبر وأهوال الساعة والأعور الدجال لا علاقة لنا بها، ولا يمكن أن يكون مصدرها الرسول لأنه لا يعلم الغيب، أما عصمته فهي في مقام تبليغ الرسالة فقط لا غير، بينما لا عصمة في مقام النبوة، والله تعالى كان يوجه النبي بتعليماته حين يخطئ.
أما اعتبار السنة، بوصفها كل قول أو فعل قام به الرسول، مصدراً للتشريع، فإنه جعل من الرسالة المحمدية العالمية رسالة محلية لعرب شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي فقط، وحوّل العقل العربي الإسلامي إلى عقل قياسي، أي أن أوامر النبي ونواهيه في غير الشعائر، كالسفر واللباس وولي اﻷمر بالزواج، تتبع أعراف مجتمعه، وهي بمثابة القانون المدني للدولة التي أسسها، ولمجتمعه وفق الأعراف السائدة، وهي وثائق تاريخية بحتة، حتى إن صحت ﻻ يقاس عليها.
في أسباب عجز العقل العربي
فتحت دراسة شحرور للقرآن طوال نصف قرن تقريبا على مشروع أوسع؛ هو دراسة العقل العربي الجمعي، والشروع في تقديم أجوبة حول عجزه عن إنتاج المعرفة. وفي مايو/ أيار 2017، حدد شحرور في محاضرة ألقاها في “معهد العالم العربي” في باريس، أسباب عجز العقل العربي عن الإنتاج المعرفي، فرأى أن العقل العربي يعاني من ثلاث مشاكل تعطل عملية إنتاج المعرفة، تتمثل في أن العقل العربي “ترادفيّ وقياسيّ ومتماش مع البنية الاستبدادية”.
بخصوص النقطة الأولى يقول بأنه عقل لا يفرّق بين القرآن والكتاب، كما لا يفرّق أيضاً بين الأب والوالد، وبين الأم والوالدة. وسبب سقوطه في مشكلة الترادف أنه بقي عقلاً شعرياً، والشعر لا يعيبه الترادف ولا الخيال ولا حتى الكذب، حتى أن الإعجاز القرآني نفسه جرى تقديمه في الحضارة العربية كمباراة بين الله والشعراء.
والعقل العربي قياسي أي أنه عاجز عن التفكير لحاجته إلى نسخة أصلية ليقيس عليها. أتى ذلك خلال القرن الثامن الميلادي من مجموعة عناصر كان أحدها اعتبار الشافعي أن الحديث النبوي وحيٌ آخر، ومن هذا المنظور بدأت مشاريع جمع الأحاديث في كتبٍ يرى شحرور بأنها تشبه عملية قياس على الإنجيل الذي يحمل تركيبة مخالفة للقرآن، باعتباره السيرة الذاتية للمسيح، وهكذا جرى داخل الإسلام اختراع دين جديد صار فيه النبي محمد والصحابة مركزاً للإسلام مثلما أصبح المسيح وحواريّوه مركز المسيحية، ومن ثم أضيفت المعجزات، واعتبرت حياة الرسول والصحابة مصدراً يقاس عليه في ممارسة الحياة التي تحوّلت هي الأخرى إلى مكوّن من مكوّنات الدين، ينبغي تعميمها في الزمان والمكان.
إن صلب مشروعه الفكري، كما رآه، يهدف إلى إعادة المركز إلى القرآن، وأن يكون النبي محمّد مبلّغاً، أي أن كل ما يقوله ينبغي أن نأخذه كوثائق تاريخية ولكنها غير ملزمة لأحد.
وذهب إلى أن الثقافة السائدة كرّست أن الإيمان أوسع من الإسلام، أو ألغت الفرق بينهما، في حين أنه يرى أن كل من يؤمن بالله مسلم، وأن من اتبع النبي محمد يعتبر مؤمناً، وهو ما يؤكّد عليه القرآن. ويقول «لقد عزلنا أنفسنا عن العالم حين اعتقدنا أننا الأمة الناجية من بين جميع الأمم، وقد استعملنا هذا المنظور المقلوب في فهم الآية التي تقول “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ”».
نبه شحرور أيضا، إلى أن خلطا نتج من كون معظم المصطلحات التي نستعملها وُضعت في عصر التدوين؛ القرنين الثامن والتاسع. يتخذ هنا نماذج مصطلحات مثل الكفر والردّة، والتي صيغت معانيها متناسبة مع طروحات دولة قوية وباطشة، وهو ما يضعنا أمام السبب الثالث لعجز العقل العربي المتمثل في اتساقه مع الاستبداد، إذ إنه يتساءل عن المسموح والممنوع قبل التساؤل عن الموجود وغير الموجود، وهذا الأمر يتناسب مع البنية الاستبدادية ويعيد إنتاجها. فالإسلام، بصيغته التي سوّدت، يقمع التعدّدية التي يدعو إليها القرآن.
رسائل وداع
نعى شحرور عديد من ذويه ومحبيه وقرائه والمختلفين معه، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وغرد أبنه الدكتور طارق شحرور عبر “تويتر” فقال: “البقاء لله توفي أبي ووالدي محمد شحرور منذ قليل بعد أن أضاف لي درساً أخيراً في الشجاعة وعدم فقدان الأمل. رحم الله والدي وأسكنه فسيح جنانه وجعل الجهد الذي بذله طوال سنين حياته في خدمة الرسالة المحمدية في ميزان حسناته”.
وحفلت صفحات الفيسبوك بالتعليقات على رحيله:
كتب الصحافي والكاتب جابر بكر: “بعض الخسارات لا تعوض، رحل محمد شحرور. من خط قلمه لا يموت ذكره، فكيف بمن سطرت يمينه مدرسة جديدة في فهم الإسلام وكتابه… لروحك السلام”.
وكتب الإعلامي نبيل شوفان: “رحم الله الدكتور العظيم، من سوء حظ هذه الأمة أن المفكر الشحرور ولد ببلد تتحالف فيه المؤسسة الدينية الفاسدة مع سلطة دكتاتورية ضد كل ما هو جيد لصالح كل ما هو رديء، فغيب وحورب”.
وكتب الشاعر رامي العاشق: “كان هذا الرجل كنزاً عظيماً، وهو الآن خسارة عظيمة! شيء واحد يخفف من ألم خسارته، أنه ترك إرثاً معرفياً كبيراً، ولا يعوّض جزءاً من خسارته إلا قراءته… وداعاً يا محمد شحرور!”
وكتب الباحث حسام الدين درويش: “الشحرور أدخل كثيرين جنة التفكير، فحكم عليه كثيرون بجهنم التكفير. لا يحتاج المرء إلى الاتفاق مع رؤى محمد شحرور ومنهجه ومشروعه وتأويلاته الإشكالية المهمة لإدراك مدى أهمية وجوده ووجود أمثاله، ومدى خسارتنا بغيابهم ورحيلهم. ما يحتاجه الإنسان، لهذا الغرض، هو حدٌّ أدنى من الإنصاف، وإدراك أو إقرار حق الإنسان في الاختلاف، عموماً، وحقه في الاختلاف في المسائل والسياقات الدينية خصوصاً.
منهج شحرور اللغوي كان إشكاليّاً، في أسسه ومضامينه ونتائجه، إلى أبعد حد، لكنه فتح العيون على رؤى وتأويلات وممكنات في النص الديني لم تكن موجودة بهذه الصيغة و/أو لم تكن موجودة بهذا الانتشار والتأثير.
ما يأخذه معظم المحافظين والمتزمتين عليه هو ذاته ما يراه كثيرون سبباً للإشادة به، وأقصد أنه جاء بأفكار جديدةٍ لم يسمعوا بها من قبل وتخالف الإجماع المزعوم وجوده لدى “علماء الأمة”.
كثيرون لا يرون في الإبداع إلا كونه بدعة، ولا يرون في الاختلاف إلا كونه أساساً لخلافٍ وازدراء، ولا في التغير إلا كونه ابتعاداً عن الأصل الواجب التمسك به والجمود عنده.
بالإضافة إلى منهجه اللغوي المدهش الذي أثار، في أحيانٍ كثيرةٍ، دهشتي وإعجابي وتفكيري أكثر مما أفضى إلى إقناعي، فإن القيم الأخلاقية الإيجابية التي تتضمنها الكثير من أفكاره وتأويلاته، هي أكثر ما أعجبني في فكره ودفعني إلى تقييمه تقييماً عالياً، عموماً”.
حسام أبو حامد