قراءة سريعة في فكر الدكتور محمد شحرور (2) – مهدي الكبيسي
جميع الآراء الواردة في هذا الموضوع تعبر عن رأي كاتبها، وليس بالضرورة أن تكون متوافقة مع آراء الدكتور محمد شحرور وأفكاره
الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قد حذفت المبحث الثامن والاخير من البحث المنشور على الصفحة الحرة بعنوان قراءة سريعة في فكر الدكتور شحرور على سبيل الاختصار كي لا يكون البحث طويلا ومملا للقارئ ولغرض التركيز على هدفين رئيسيين هما طرح قراءة سريعة أولية لفكر الدكتور شحرور واستعراض بعض مساوئ المنطق القديم وأثرها على الفكر الإسلامي وعدم فاعلية الجدل المنطقي في إحداث التغيير في عقائد الناس واثر التخلي عنه في مناهج البحث والفكر الحديثة المتبعة في الدول المتقدمة. اشعر ان البحث اصبح ناقصا بدون هذا المبحث فرأيت أن الحقه به واترك الأمر للصفحة الحرة أن تفعل ما تشاء.
المبحث الثامن
أفكار قبيحة
وضعت هذه التسمية لتقابل اسم المبحث الخامس (آراء لطيفة). إن الأفكار الواردة فيه تستمد قبحها من المنطق القديم أيضا فلعلها توضح أو تعبر عن شيء من قبائح هذا المنطق.
مقارنة بسيطة
كمدخل لهذا المبحث اجري مقارنه مركزة وبسيطة جدا بين المنطق القديم والعلم الحديث تمس بعض الجوانب التي تهمنا في هذا المبحث.
المنطق القديم |
العلم الحديث |
1. يتبنى التحليل العقلي والمخيلة والعاطفة (مبدأ الاستنباط) |
1. يعتمد تحليل الواقع علميا وعمليا (مبدأ الاستقراء) |
2. يتمسك بالتقاليد والأعراف الموروثة |
2. يدعو إلى التخلي عن هذه التقاليد |
3. (يطلق على أتباعه عادة تسمية المحافظين) لمحافظتهم على هذه التقاليد |
3. (يسمى أتباعه عادة الأحرار أو المتحررين) لمحاولتهم التحرر منها |
4. المجتمعات التي تتبعه هي عادة مجتمعات متخلفة جامدة سكونية |
4. يتميز المجتمع الذي يطبقه بالتطور والنزوع إلى التغيير |
5. يعيش في بيئة الطغيان والاستبداد |
5. يترعرع في بيئة الحرية والديمقراطية |
6. يستعجل إصدار الأحكام بوجود ابسط الشواهد أو القرائن |
6. يدعوا إلى التروي والصبر والأناة والبحث والتمحيص والتدقيق قبل إصدار الأحكام |
7. من أصحاب هذا المنطق في الأمة الإسلامية مثلا (السلفيون) |
7. من أصحاب هذا المبدأ في الغرب مثلا (العلمانيون) |
- ومن عادة المناطقة التشبث بالرأي الذي هم عليه والتعصب له ومحاولة إيجاد الأدلة العقلية والنقلية لإثبات صحة آراءهم وخطأ الرأي الآخر فإذا فشلوا في ذلك لجئوا إلى تفنيد الرأي المقابل بالتشنيع والتشهير بصاحبه والتعرض لخصوصياته وشخصيته وحركاته وسكناته وقد يتهمونه بالارتباط بأعداء الدين وأعداء الإسلام والحركات الصهيونية والاستعمارية بهدف إخراج الموضوع البحثي من علميته وتحشيد عواطف الناس ضده لأنه لا يلاءم فكرهم الذي لا مجال لنشوء فكر أخر إلى جنبه فإذا ما فشلوا في ذلك لجأوا إلى السباب والشتائم……… أعاذنا الله منهم.
- ومن صفات أرباب وأحباب المنطق القديم هي قلة الصبر والاستعجال في الحكم بلا بحث وتمحيص كما ذكرنا في هذه المقارنة وكمثال على ما نقول هي البرامج الدينية الإفتائية التي تبث على الهواء مباشرة في القنوات الفضائية فتراها تحاول أن تستقبل اكبر عدد من الاستفسارات الفقهية من المتصلين في الحلقة الواحدة وبشكل مختصر وسريع لكي يتم تلبية الطلبات العديدة ثم يستعرض الشيخ أو المفتي هذه الأسئلة فيقول….. إليكم الجواب, محاولا الاختصار والسرعة والاجابة على اكبر عدد من المسائل قبل انتهاء وقت البرنامج. إن لديهم أجوبة سريعة وجاهزة واقيستهم محددة ولا حاجة لهم للبحث فكل شي مسجل في ذاكرتهم وإجاباتهم تصلح لكل أهل الأرض ولا فرق بين مسلم يتصل من ألمانيا أو أمريكا أو اليابان أو اريتريا أو الصومال فالجواب واحد وليس هناك أي تأثير للزمان والمكان والبيئة والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية……… وهذا ما اجمع عليه علماؤنا.
- اعتقد إن أكثرنا مصاب بداء المنطق القديم ولكن بدرجات متفاوتة ومن المبتلين بهذا الداء بشكل واضح هم السياسيون في بلادنا وذلك واضح في مجادلاتهم على الفضائيات التي تتم عادة بشكل مناظرات أو مقابلات بين طرفين على الهواء فترى إنهم يتميزون فيها بالصراخ والأصوات العالية والمقاطعة ومحاولة إلغاء الآخر وكثيرا ما تنتهي بالمشاتمة والسباب ونشر الغسيل لكلا الطرفين وعندما ينتهي اللقاء يبقى كل طرف متشبثا برأيه طبعا وربما يلجا الكثير من المتجادلين إلى الإدلاء بأكاذيب وتلفيقات ولا يجد من يحاسبه عليها حين تثبت عدم مصداقيتها لاحقا ويبقى المشاهد محتارا أيهما يصدق من المتجادلين الذين يأتي كل منهم بادلته العقلية وبراهينه النظرية. في حين أن الغربيين في مجادلاتهم السياسية التي تبث على الهواء يكونون حذرين وصادقين ويتميز كل طرف بطرح حقائق واقعية وإحصاءات عملية وحقيقية معتمدة على مصادر رصينة تدعم آراءه أو برنامجه السياسي أو برنامجه المعارض لأنه يعلم أن الناس لن ترحمه إذا كان يكذب أو إذا كان يقدم معلومات خاطئة والويل له إذا كان متعمدا بذلك فان تعرضه للمحاسبة الحقيقية القاسية سيكون مؤكدا وقد يفقده مصداقيته التي تفقده موقعه السياسي سواء كان حاكما ومعارضا.
من الأزهر الشريف
ولد منذ فترة قريبة مذهب جديد أطلق عليه تسمية المذهب الوسيط لمؤلفه الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف حيث تقرر إلغاء تدريس المذاهب الأربعة واستبدالها بهذا المذهب الموحد (بكسر الدال) وقد تم اتخاذ هذا القرار بالإجماع من المجلس الاعلى للأزهر عام 2009.
وبالرغم من إن هذا القرار يعتبر حدثا كبيرا إلا انه أثار في حينه جدلا بسيطا نسبيا وكان هناك اعتراضات لم يكم لها أثر فقد كان يرافق مثل هذه الأحداث في سالف الزمان (كأن يولد اتجاه فكري أو مذهب أو فرقه جديدة بشكل مفاجئ أو يُفعل فكر متنامي على حين غرة كما حدث في نشوء فكر الخوارج أو المعتزلة أو كما حدث في مشكلة القول بخلق القران وغيرها) حدوث أعمال مروعة من القتال والجدل وسفك الدماء يكون حطبها عامة الناس تحت مسميات عديدة كالجهاد وحفظ الدين وحفظ المذهب والحفاظ على الخلافة وهكذا. إلا إن الملاحظ هذه المرة إن الناس لم تعر هذا الموضوع تلك الأهمية. وسارت الأمور بسلام حيث شرع بتدريس هذا المذهب فعلا كي يتم تخريج دفعة من (الفقهاء) الذين سيشرعون بنشر هذا المذهب البديل.
مات شيخ الأزهر الشريف الشيخ طنطاوي مؤلف (الوسيط في الفقه الميسر على المذاهب الاربعة) يوم 10/3/2010 بالسكتة القلبية أثناء زيارته إلى المملكة العربية السعودية عن عمر يناهز 81 عاما…رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته انه مجيب الدعاء.
قبل أن يجف قبر الشيخ مؤسس المذهب الوسيط وفي نفس يوم وفاته ظهر على شاشات الفضائيات عدد من العلماء المصريين ومنهم مدرسون في الازهر وعدد من طلاب الأزهر يدعون إلى إلغاء تدريس مذهب شيخهم المرحوم والعودة إلى تدريس المذاهب الأربعة. لم يتحلى علماء الأزهر الشريف وطلابه بالصبر والأناة وهم لم يكملوا دورة دراسية واحدة ولم يجربوا هذا المذهب عمليا. يبدوا أنهم قد استعجلوا حكمهم برفضه ايضا وبسرعة عجيبة كأنهم كانوا ينتظرون موت شيخهم. لا اعلم شيئا عن المذهب الوسيط ولا احكم عليه ولكني أريد أن ألخّص بعض الآراء والتصريحات التي جمعتها من بعض المواقع على الانترنت التي تبين أسباب رفض هذا المذهب.
1. اتفق أكثر العلماء على إن قرار الغاء تدريس المذاهب الاربعة كان كارثة حقيقية لأنه يعني ضياع كل العلوم الفقهية التي بناها المسلمون طيلة هذه القرون الطويلة وتحول الأزهر بجرة قلم إلى مدرسة عامه لا فقه فيها ولا دين.!!
2. وقال آخرون ما فحواه إن علم الاستنباط (علم المنطق القديم) الذي هو علم الفقهاء الأربعة سيضيع وسيعم الجهل بالدين ولن تجد مستنبطا في الساحة بعد عشر سنوات والقرار إذن خطير جدا.!!
3. وقال آخرون إن علم الاستنباط وهو العلم المتبع في هذه المذاهب هو الذي حماها من اختراق الفكر التكفيري المتطرف.!!!! والحل هو بإعادتها وتنقيتها وتطويرها وليس بالغاها.
4. وطالب كثير من طلاب الأزهر بالعودة عن القرار لان المذهب الوسيط لا يغني ولا يسمن على حد تعبيرهم.
يبدو لي أن المشكلة التي حصلت بعد إلغاء تدريس المذاهب هي حصول فراغ لان الأزهر عندما ألغى هذه المذاهب فهذا يعني انه ألغى كل الكتب والمصادر المتعلقة بشروحاتها والتي تشكل المرجع والمصدر المهم لطلاب الأزهر واساتذته. فوجد علماء الأزهر وطلابه أنفسهم أمام علم واحد غر صغير ولا مصادر يستندون إليها في أحكامهم فوجدوا أن هذا المذهب لا يغني ولا يسمن ولا يصنع عالما متمكنا من كل أساليب وفنون الاستنباط المتنوعة الغزيرة المتوزعة بين هذه المذاهب ومصادره التراثية التي لا تقدر بثمن. وكل من سيتخرج منهم سيكون بلا علم ولا فقه ولا فائدة فشعروا ان البساط يسحب من تحتهم ولن يكون لهم دور وأهمية في المجتمع ولن يثق به الناس.
ووجدت كذلك من خلال كثير من التصريحات أن الأغلبية اتفقت على ضرورة إنقاذ الأزهر وتجديده وتطويره وعلى إن التجديد والتطوير لن يكون ممكنا إلا بإعادة تدريس مناهج المدارس الفقهية الأربعة والعودة إلى منابع الفقه الأصلية النقية للأسلاف.
من الواضح إن العلماء الأجلاء لم يجدوا أي بديل يقدمهم إلى الأمام فقرروا مع الأسف أن يرجعوا إلى الوراء مرة أخرى كما فعل الاولون حذي النعل بالنعل.
تهمة شنيعة
أثناء مشاهدتي لبعض التسجيلات المنشورة على موقع الدكتور شحرور سمعت احد ضيوف الحلقات يقول لقد أصبح الدكتور شحرور اليوم (الشيخ شحرور) وقال آخرون إن الدكتور شحرور يدعو إلى مذهب جديد أو يؤسس مذهبا جديدا……… وهذه والله تهم شنيعة……..
إن الدكتور شحرور يصرح دائما أنه ليس فقيها ولا داعية. انه يقدم فكرا جديدا يتناول كل مكونات الفكر الاسلامي بما فيها الفقه.
من المعلوم ان المصدر الرئيسي للشريعة في الدول الاسلامية هو الفقه الإسلامي الذي يعتمد على المذاهب التاريخية كمرجع رئيسي لإصدار الأحكام…..يرفض الدكتور شحرور ذلك ويضع (12) شرطا يجب ان تتوفر في التشريع الإسلامي المعاصر ومن هذه الشروط على سبيل المثال:
- عدم التقييد بأي مذهب فقهي تاريخي مهما كان نوعه.
- ضرورة الإعتماد على البيانات المادية والإحصائية وأن علماء الإحصاء والطبيعة والاقتصاد والاجتماع هم شركاء لا غنى عنهم للمشرعين.
اعتقد إن الدكتور شحرور بمؤلفاته وطروحاته وفكره إنما هو يغادر الطائفية والمذهبية. انه يدعو إلى حمل المعاول وهدمها وإعادة البناء من جديد على أسس جديدة والعودة إلى النبع المحمدي الصافي ولكنها ليست عودة إلى الوراء. إنها قفزة نتجاوز بها أخطاء وأحكام ومناهج أسلافنا الصالحين التي لم تعد تلاءم عصرنا لننهض من جديد ونثبت أن دين الله واحد وصالح لكل أهل الأرض في كل زمان ومكان ونغيير من نظرة العالم إلينا والى ديننا. فقد كان تمسكنا بالطائفية والمذهبية والمرجعية بتعصب وتزمت وراء كل ما بنا من تخلف.
إن الضيوف الكرام أصحاب هذه التهم الشنيعة إنما جاءوا يجادلون ويناقشون فكرا جديدا بلا إطلاع كاف عليه وربما لم يقرأوه….انهم لا يدرون…إذن ف….المصيبة أعظم.
السلم والثعبان
من الألعاب المسلية التي كنا نلعبها في صبانا هي لعبه عبارة عن رقعة مرسوم عليها مربع مقسم إلى مربعات صغيرة مرقمة من رقم 1 – 100 مرسوم عليها ثعابين وسلالم ولكل من اللاعبين قرص بلاستيكي صغير يحدد موقعه على الرقعة. وهي لعبه مشهورة وتلعب بطريقة رمي النرد وتعتمد على الحظ. فإذا وصل اللاعب إلى مربع يحتوى على سلم ارتفع به السلم قفزة إلى الأمام أما إذا كان حظ اللاعب تعيسا وصل إلى رأس الثعبان الذي يبلعه ويرجع به الوراء حيث ينزله إلى الأسفل ويخرجه من ذيله في مربع أدنى بكثير. وما يميز هذه اللعبة هو وجود ثعبان ضخم وطويل ومخيف يكاد يملأ الرقعة يقع رأسه في المربعات العليا ويقع ذيله في اسفل الرقعة تقريبا. إن حجم هذا الثعبان كبير جدا بالقياس إلى الأفاعي الأخرى. وكل الصبيان يخافون هذا الثعبان القبيح. لأنه إذا بلعهم يعود بهم من القمة إلى الحضيض كمن يهبط إلى واد سحيق انه يعود بهم إلى المربعات الأولى. ويوجد هناك سلم صغير يرفعك الى الاعلى قليلا لكن نقلته نوعية لأنه يتجاوز رأس الثعبان المخيف. فإذا كنت محظوظا وأراد الله أن يرحمك فإنك تصل الى هذا السلم فينقذك من شر هذا الثعبان اللعين ويقربك من النصر والوصول إلى الهدف. أما إذا كنت تعيسا فان الثعبان يعود بك إلى الوراء بمراحل سحيقة. إن رقعة لعبة السلم والثعبان هذه كأنها رقعة الحياة فاللاعب عليها كثيرا ما يتعرض للصعود والنزول وهذه من سنن الحياة. فيا ترى هل يعني مثلا (قرار العودة إلى تدريس المذاهب الأربعة الذي تحدثنا عنها سالفا) إننا سنقف قريبا في المربع الذي يوجد فيه رأس الثعبان المخيف فيقرصنا مرة جديدة فيعود بنا إلى الزمان السحيق أم هل يمكن أن ينقلنا فكر جديد كفكر الدكتور شحرور نقلة نوعية إلى الأمام نتجاوز بها رأس ذلك الثعبان القبيح.
…اللهم لطفك ورحمتك وعفوك.
في التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
- إن هذا العنوان يعبر عن منهج الإتباع في الفكر الإسلامي إن صح التعبير وهذا المنهج لازال يعمل به إلى يومنا هذا. وفي بعض المذاهب لا يصح إسلام المرء إلا بوجود إمام متبوع أو مرجع يعلنه أمام الناس ولا ادري كيف ومتى دخل هذا المنهج في فكرنا واعتقد انه ظهر في ما بعد عصر الخلافة الراشدة عندما بدا عدد الصحابة يقل تدريجيا بسبب الموت فظهر مفهوم التابعين ثم تابعيهم وهكذا إلى يوم الدين.
- إن منهج الإتباع هذا كان من العوامل المساعدة على نشوء وترعرع الطائفية والمذهبية على مر التاريخ الإسلامي فتفرق المسلمون إلى طوائف ومذاهب وفرق والى نشوء مرجعيات ضمن المذهب الواحد ونشأت الخلافات والصراعات الدموية التي مزقت المسلمين ودولتهم ولا تزال تفعل فعلها في عديد من دول المسلمين إلى يومنا هذا.
- لا ادري لماذا رتب المسلمون أنفسهم هكذا أرتالا يتبع بعضهم بعضا على مر الزمن ولم يأمرنا الله إلا بإتباع الرسول وما انزل معه فقط. وندرج هنا بعض الآيات الدالات على صدق كلامنا.
- {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} ال عمران 31.
- {قل هذه سبيلي أدعوا الله على بصيرة أنا ومن إتبعني وسبحن الله وما أنا من المشركين} يوسف 108
- {فإن حآجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن إتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين ءأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد} ال عمران 20.
- {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون} الأعراف 157
- {قل يا أ يها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون} الأعراف 158.
- {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير} لقمان 21.
- {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب * إذ تبرأ الذين أتِّبِعوا من الذين أتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتَّبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار} البقرة 167.
- {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولوا كان آباءهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون} البقرة 170.
- {وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار} غافر 47.
- {يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا *وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا} الأحزاب 66.
لا يصعب على القارئ إذا تفكر في هذه الآيات وتدبرها أن يستنتج ما يلي:
- إن الله يأمرنا بإتباع الرسول والكتاب الذي انزل إليه حصرا وأن في ذلك الهدى والفلاح.
- لم نجد أية آية في الكتاب تدعو أو تأمر بإتباع أصحاب الرسول وتابعيهم وتابعي تابعيهم ومن تبعهم إلى يوم الدين.
- كما لم نجد في الكتاب أية آيات تأمرنا بان نتبع ذرية محمد (ص)إلى يوم الدين.
بل على النقيض من ذلك نجد إن كثير من الآيات تحذرنا وتنهانا عن:
- عدم إتباع الرسول وما انزل إليه.
- اتخاذ متبوعين نتبعهم في الحياة الدنيا (إتباع الأحياء) بل إن الآيات تبين أن الله يحشر التابعين والمتبوعين سوية في النار.
- إتباع ما وجدنا عليه آباءنا وان كانوا على خطأ (إتباع الأموات).
- إتباع الشيطان
- إتباع الهوى
وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
(10) تعليقات
مهدي الكبيسي
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لجهود العاملين على موقع الدكتور شحرور …. واود ان ابين ان البحوث التي ارسلتها الى الصفحة الحرة قد نشرت لي كما هي بدون اي تعديل او تغيير وحتى الاخطاء الاملائية واللغوية بقيت كما هي. وهذا امر يشكر عليه هذا الموقع والعاملين عليه فالكلمة الحرة تنشر كما يقولها صاحبها وتثبت مسؤليته عنها . ونظرا لان هذه البحوث تكتب على الالة الحاسبة بصيغة
(ms_word) فاني اعمد الى الاستفادة من الخواص والتسهيلات التي تقدمها هذه الصيغة فاقوم باجراء بعض التنسيقات كأن اعمد الى كتابة بعض الفقرات او الكلمات بحجم اكبر او بخط عريض او بلون اخر او اضع تحتها خط مثلا … وهذه الطريقة تساعد على اختصار كثير من الكلام في رأيي وتجعل القاريء ينتبه بشكل مباشر الى الامور التي يركز عليها الكاتب او يريد جذب القاريء اليها بدون الحاجة الى كثير من الشروحات …. وقد يفهم القاريء منها بعض المقاصد المهمة التي يتحدث عنها الكاتب … ارجو من الاخوة والاخوات العاملين في الموقع ان يبقوا هذه التنسيقات وخصوصا في هذا البحث مع تقديري الكبير لجهودهم . مع الامتنان .
د.غزوان مهدي الكبيسي
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بيك على هذا الجهود .. وقد اعجبت بالمقارنة,واعجبت بطرحك للفكرة الخاطئة في البرامج الفضائية التي تعطي اجوبة عامة وثابتة لجميع المتصلين بغض النظر عن معطيات حياتهم وظروفهم وقوانين والبلدان المتواجدين فيها .. واعجبت بفكرة السلم والثعبان واعجبت كثيرا بطرحك لموضوع التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بأحسان الي يوم الدين لانه قد حان الوقت لنسأل انفسنا فعلا “كيف ومتى دخل هذا المنهج في فكرنا”
د.عبد العاطي شحرور
عزمت و على الله توكلت
اما بعد
سأتكلم بصراحة ووضوح .. ولو اعتبر البعض كلامي تخريفا .. فقد كتبت من قبل تخاريف كثيرة من قبل أن المرأة هي الحل والديموكتاتورية هي الحل .. فليس الأمر جديدا علي .. فالتخريف في رأيي هو حق لمن وصل مثلي الي أعتاب الستين ..
مفهومي للسلفية .. ببساطة .. ليس فقط هذا التيار الذي يمثله ابن تيمية و مريديه ممن يطلقون علي أنفسهم أهل السنة والجماعة .. وليست فقط السلفية في الاسلام .. بل السلفية والأصولية في كل الأديان والأيديولوجيات .. ولكن السلفية هي الفهم الذي يجد صعوبة في تقبل أي فكرة جديدة ويضع سدا مما يطلق عليه الثوابت والعرف ويجد نفسه بحسن نية مهاجما بحدة لأي فكرة قد تهز مفهومه لهذه الثوابت .. بصرف النظر عن صحة هذه الفكرة أم لا ….
والدليل كمثال ليس إلا .. هو الردود علي الإعجاز العددي للقرآن ووصف رشاد خليفة بالمقبور رغم المحاولات التالية من تخفيف أثر هذه الكلمة .. ومجموعة المقالات في الرد علي نهرو طنطاوي بحدة .. قد أتفق معها في عدم الاقتناع حتي الآن بفكرة الإعجاز العددي ولا حتي الإعجاز العلمي ولا حتي ما يقوله نهرو طنطاوي.. ولكن في نفس الوقت أري أن من حق صاحب أي فكرة جديدة عرض فكرته و من حق كل من لا يقتنع بها مناقشتها بهدوء إن وجد أنها تستحق النقاش أو تجاهلها من قبل من لا يستطيع تقبلها إطلاقا .. اما الهجوم الحاد بغرض وأد الفكرة في مهدها فهو مماثل للفكر السلفي الذي يؤمن أن أي فكرة جديدة هي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلاله في النار .. والهجوم الحاد في الغالب يأتي بنتيجة عكسية .. ولهذا وبصراحة شديدة أنا أرحب علي المستوي الشخصي بأي هجوم حاد علي أفكاري .. مثل هذا الهجوم يؤمن لها الانتشار ..
الإسلام وكل الأديان في بدايتها بل وكل ما حققه الانسان من تقدم هو في الأساس فكر خالف المألوف .. ولو حكمنا علي كل الرسل والأنبياء بمقياس ما حكم به المستشار شريف علي رشاد خليفة .. أو حتي بمقياس علم النفس الحديث لكان ممكن اتهامهم أنهم يعانون من الشيزوفرينيا .. وما يطلق عليه الوحي ما هو إلا عرضا من أعراض مرض الشيزوفرينيا .. وهناك من الرسل من قتل في بداية دعوته فهل هم مقبورين؟
.. وهذا لا يعني إطلاقا موافقتي علي ماكان يقوله رشاد خليفة أو غيره .. ولكنني أومن بحقه في عرض فكرته .. تماما مثل إيماني بحق المستشار شريف وحق الدكتور احمد في قول فكره ورأيه .. السلفيون يحكمون علي اهل القرآن بنفس طريقة حكم البعض من أهل القرأن علي بعض الأفكار الجديدة واصحابها علي الموقع .. هم يعتبرونكم مهرطفين وأنتم تعتبرون البعض ممن شارك وأثري الموقع في بداياته مهرطقا ..لا فرق إطلاقا ..
..
أما عن الوحي .. فهو من ضمن الغيب الذي نؤمن به والله قادر أن يوحي اللرسل والأنبياء ولكل إنسان …
وكل فكرة نبيلة وأختراع بدأ كفكرة أفادت البشرية هو في رأيي وحي من الله ,, تحرير العبيد في رأيي البسيط كان وحي من الله لإيراهام لنكولن .. عندما رأي الله الوقت ملائما والرجل ملائما ..
الأديان جميعها لا تختلف في الجوهر .. وتجمعها في الحقيقة .. فكرة الإيمان بالله واليوم الآخروالعمل الصالح .. وفي الدنيا .. تجمعها .. الوصايا العشر .. وهو ما يدفعنا الي مناقشة الحلال والحرام .. فالحلال في رأيي بين والحلال بين .. رغم أنني لا أدعي تفقها ولست عالما دينيا ولهذا لا استشهد كثيرا بآيات من القرآن تأكيدا علي هذا .. وفي هذا المقال سأستشهد بأية واحدة والتي تدل علي رحمة الله:
(فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (البقرة 173 ..
فبلاشك أن القتل حرام والسرقة حرام والكذب وشهادة الزور حرام .. وأكل مال اليتيم ومال الآخرين حرام والخمر و الميسر حرام .. وفي الاسلام أكل لحم الخنزير والميته .. وهذه الأشياء جميعا تتفق عليها معظم إن لم يكن جميع الأديان .. حتي الخمر الذي يؤدي الي السكر هو حرام عند كثير من الكنائس .. علي أساس أن النبيذ ماهو إلا عصير العنب الذي لم يتخمر .. هناك عقوبات دنيوية لكل ما هو حرام ويؤدي الي إيذاء الأخرين .. مثل السرقة والقتل والسكر الذي يؤدي الي إيذاء الأخرين وشهادة الزور .. والحدود في القرآن هي تأكيد علي التجريم .. وعلي ضرورة العقاب .. أما نوع العقاب فهو ما يمكن الاجتهاد فيه حسب ظروف العصر .. أما الحرام الذي لم ينص الله علي عقوبة دنيوية له .. فهو الذي لا يؤدي الي إيذاء الآخرين ويحاسب عليه الله في الآخرة أو يعفو .. وتنطبق عليه فكرة إنما الأعمال بالنيات .. وأن الله هو المطلع علي السرائر .. فقد يرتكب الانسان ما هو حرام وينجو بفعلته .. لأنه بم يراه أحد أو يجيد الكذب لدرجة أن يصدقه الأخرين ..
إذا الحرام بين والحلال بين .. وأدعي .. حتي لو لم يوافق البعض .. أن كل إنسان يعرف بينه وبين نفسه ما هو الحلال والحرام .. حتي لو حاول أن يخدعها ويجد مبررا لما يريد أن يفعله من حرام .. مثل من يريد أن يمارس الزنا مع فتاة فيخدعها ويخدع نفسه .. بزواج عرفي غير معلن .. أو من يسرف في الزواج والطلاق .. بسبب قدرته المادية .. فيظلم معه الكثير من النساء ..
أما الأمور التي لم ينص الاسلام والقرأن صراحة علي حرمتها أو حلتها .. فهي متروكة للعقل والمنطق والعلم وظروف العصر والمكان .. تخضع لمنطق الصواب والخطأ .. والقانون المدني .. ولعل أهم مثال لذلك هو نظم الحكم .. خلافة أو ملكبة أو جمهورية .. المهم أن تحافظ علي المثل العليا للأديان جميعا .. من عدل ومساواة …. وأضيف مثلا أخر حدث حوله نقاش أخيرا .. وهو الختان .. سواء كان للإناث أو الذكور .. فهو في رأيي من ضمن مالم ينص علي حرمته أو حلته بصراحة .. ومتروك لرأي العلم والتجربة ..
ولا أري أي مبرر عقلي أو إيماني .. لما يحدث حاليا من تنافس بينها في محاولة احتكار الله .. وهي محاولة مألها الفشل ولن تسبب إلا الألام والتقاتل الغير مبرر .. أنها إرادة الله بنص القرآن أن خلقنا شعوبا وقبائل ولكل أمة من هذه الشعوب والقبائل شرعة ومنهاجا ..
وتلخيصا لهذه التخاريف ..
هناك إيمان بالله واليوم الأخر .. متروك لله الحكم علي من يملك حقا إيمانا صحيحا به وباليوم الآخر .. وعلي أساسه يقرر الله وحده الثواب والعقاب .. الجنة أم النار ..
وهناك عبادات ومناسك مطلوبة من المسلم أو المؤمن .. هي في الحقيقة صلة بين العبد وربه .. مرتبطة بالنية السليمة .. والله وحده هو المطلع علي هذه النية .. وله حق الثواب والعقاب علي أداء هذه المناسك .. وليس لبشر في الدنيا أن يحاسب علي أداء هذه المناسك .. أو يجبر الآخرين علي أدائها أو عدم أدائها ..
وهناك حلال وحرام .. كلنا نعرف ما هو حلالا .. وما هو حراما .. ولكننا أحيانا .. نحاول أن نبرر لأنفسنا قبل غيرنا ..ارتكاب أو ممارسة ماهو محرم ..
الحرام الذي يؤدي الي إيذاء الأخرين .. له عقوبة دنيوية بعد محاكمة عادلة .. والحرام الذي لا يؤدي الي إيذاء الأخرين .. لله وحده فقط حق العقاب أو العفو ..
أما الذي لم ينص صراحة علي حلته أو حرمته من المستجدات .. فهو يخضع للصواب والخطأ والتجرية والقانون ..
وهناك العمل الصالح .. وهو ما يجب أن نؤكد عليه جميعا .. وهو في رأيي أساس الدعوة لأي دين وخاصة الاسلام ..
من يريد أن يدعو الي الاسلام .. لايد أن يعمل صالحا .. يضرب بنفسه مثلا في هذا المجال .. لا يؤذي الآخرين ماديا ولا معنويا .. ويحاول قدر الإمكان أن يكون صادقا أمينا عادلا متسامحا ..
من حقنا جميعا أن نناقش كل القضايا .. الخاصة بالإيمان و العبادات وحتي الحلال والحرام .. إلا أن نحلل حراما يؤدي الي إيذاء الأخرين ماديا أو معنويا ..
ما جذبني الي موقع أهل القرأن .. هو اتفاقي مع الكثير من الفكر القرآني من اعتبار القرآن هو المرجع الوحيد للمسلمين يقاس عليه أي شيء آخر.. وقدرة الدكتور احمد صيحي منصور علي فهم وتفسير عقلاني وعصري للقرآن .. حتي لو لم أقتنع بالقليل من تفسيره .. والأهم هو إحساسي أنني أستطيع أن أعبر علانية عن بعض أفكاري التخريفية دون التعرض لانهامات التكفير والعمالة .. التي يلجأ اليها للأسف الكثيرون في عالمنا العربي والاسلامي عندما يفتقدون الحجة .. وكل ما أتمناه ألا ينمو تيار سلفي داخل مجموعة تقدمية مثل أهل القرآن ..
التيار السلفي في الاسلام و الأديان والأيديولوجيات هو ما أورثنا كل مانحن فيه الآن من مشاكل وعنف..
اقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم
عبد الحق
و فقك الله اخي مهدي على قرائتك هذه و مجهودك في البحث و الثنقيب عن الحقيقة.
السيد الهاشمي
نعم التفق مع الاستاذ في ماطرحه وهذا هو الاسلام الرحيم العظيم العادل الذي يساوي بين الناس ويجعل الانسان حر في تفكيره وعبادتة وفي الختام اقول بعض من الناس ان لم يكن اكثرهم ماقدرو الله حق قدرة نسال الله ان يهدي كل ضال الى السراط المستقيم ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعة ويرينا الباطل باطل ويرزقنا اجتنابة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
فؤاد النمري
اتق الله يا شحرور وتذكر قول علي ابن ابي طالب عندمى سئل عن معنى ايه فقال اي سماء تضلني واي ارض تقلني اذا قلت في كتاب الله ما لا اعلم
بلال
بسم الله الرحمان الرحيم
اود في البداية التوجه بالتحية للدكتور
الاسلام دين الرحمة للانسانية كافة بهذا الفكر المجتهد يمكن ان نؤسس لمجتمع واع يتنافس فيه الناس للخروج من ازماتهم المتكررة و بلوغ مستوى الانسان يدرك قيمة طاعته حين ادراكه هبات الله و نعمه
zahed
لماذا لم يفهم بعض الاخوة انه لايمكن الاثبات العلمي لوجود الخالق وانما يستدل بة من خلال مخلوقاتة
كذا ايه تقول ذلك ..فلماذا نهاجم ستيفن بطريقة غير مجديه
ولماذا لاتؤول الايات الكونيه بحسب هذة المستجدات!
سامر إسلامبولي
الاخ زاهد تحية طيبة وبعد
نحن غير ملزمون بتعريف العلم من منظور الغرب وحصره في الطريقة التجريبية، فالعلم في اللسان العربي والقرءان أكبر من ذلك ويشمل الطريقة العقلية التي تعتمد على الاستنتاج والاستنباط والاستقراء والاستنبات وهي اساس للطريقة التجريبية.
انظر قوله تعالى ( فاعلم أنه لا إله إلا الله…) فالعلم بتوحيد الالوهية لله يقتضي ضرورة العلم بوجوده أولا، وعدم التركيز على إثبات وجود الله في القرءان والتركيز على وحدانيته في الربوبية راجع إلى ان مسالة وجوده فطرة تنبع من داخل الإنسان نفسه ويشاهدها في الواقع بداهة فصارت عنده قاعدة وتحصيل حاصل ، وماكان كذلك لايصلح ان يناقش أو يطلب البرهان عليه، ومن هذا الوجه صحت المقولة التي تقول : التصديق بوجود الخالق فطرة وبداهة، والإيمان به حرية واختيار، وكلاهما لايخضعان للبرهنة لأن الاولى تحصيل حاصل وإنكارها مكابرة ، والثانية موقف اخلاقي شخصي.
بينما مفهوم الربوبية وتوحيده أمر بحاجة لدراسة وتفكير كي يثبت هذا المفهوم في نفوس الناس وليس في الوجود ،فهو ثابت سواء صدق الناس به أم لا. وطريق ذلك هو العلم في الكون واكتشاف نظامه.
وشكراً
بشرى التاجر
احب ان ادخل بالموضوع من ناحية التشجيعية فقد
فانا احي اولا الاستاذ محمد شحرور على صلاته وحجه واجتهاده في فتح الابواب الذي اغلقها السلف التي فرقت الامم وشتتتهم الى فرق متعصبه وختم بها السلف على قوبهم فهم لايبصرون صم بكم عمى فهم لايعقلون ولا يرجعون ولا يتفكرون وجعلتهم يتخلفون عن العصر وابقتهم بعصر العباسين والاموين حتى الان ..
واحي الدكتور عبد العاطي شحرور على مفهوم السلفية الذيعرفه على ان السلفية هي الفهم الذي يجد صعوبة في تقبل أي فكرة جديدة ويضع سدا مما يطلق عليه الثوابت والعرف ويجد نفسه بحسن نية مهاجما بحدة لأي فكرة قد تهز مفهومه لهذه الثوابت .. بصرف النظر عن صحة هذه الفكرة أم لا