قراءة معاصرة حول مسألة الصيام – مها علي التيناوي
جميع الآراء الواردة في هذا الموضوع تعبر عن رأي كاتبها، وليس بالضرورة أن تكون متوافقة مع آراء الدكتور محمد شحرور وأفكاره
نقدم لكم دراسة معاصرة عن تكليف الصيام وحقيقة الصيام بتشريعه وأحكامه كما نص عليه التنزيل الحكيم، مع الإشارة لتنويه هام أن ما نقوم به من دراسات ليس هدفنا به النقد أو الطعن بأحد (حاشى لله) إنما هدفنا الوصول إلى الحقيقة لاسيما بعد أن ثبت لدينا الكثير من التلفيق والتدليسات التي أدخلت واقتحمت عقيدتنا (الرسالة المحمدية).
هي نوع من الرؤية الجديدة من خلال القراءة التي تعتمد على كتاب الله عز وجل أولاً، ومن ثم على التحليل والتسلسل المنطقي من خلال الأرضية المعرفية التي نحن بها اليوم، ومن خلال التحليل والمقارنات والرجوع لكتاب الله والأحاديث والروايات نكشف النقاب عن الحقائق والخفايا التي وحسب رأي الشخصي بغياب هذه الحقائق وإغفالنا عن دراستها و كشفها، فبدل أن نكون كما قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} آل عمران/110نكون كمن أعطى سكينه لعدوه ورجاه بأن لا يقتله.
عندما تقدمت بهذا البحث للنشر طُلب مني أن أقدم موجز عن البحث كمقدمة له، وفيما بعد من أراد أن يقرأه كاملا عليه العودة للرابط المرفق.
وفي الحقيقة لم أجد أي موجز يوضح مضمون البحث لأنه لسبب بسيط هو فقرات مترابطة مع بعضها البعض ولم أجد طريقة للفصل بينها أو التعبير عنها بسطور قليلة، لأنه مترابط من أول سطر لأخر سطر، لكني حاولت قدر المستطاع وضع خطوط عريضة للقارئ تدله على مضمون البحث وعذرا إن أغفلت شيء منه بهذه المقدمة، إلا أن الموضوع غني بكشف حقائق كنا زمن غافلين ومُغفلين عنها، لذا أرجو القراءة ومن ثم من أحب المناقشة والاستفسار فسيتم عن طريق الموقع بإذن الله، مع مراعاة الأدب والعقلانية والتفكر بالحوار، وأن نضع الغيرة على أشخاص معينين جانباً، مؤكدة بكل مرة أنني لا أهاجم أحد لشخصه لأني على يقين أنه من شبه المؤكد أنهم ربما قُولوا هذه الأقوال والروايات، وليس بالضرورة أنهم هم من قالوها، لنتحاور بتجرد وعقلانية وكل منا قابل للخطأ والصواب لأننا بشر ولو لم نخطئ فنحن بهذا آله وحاشى لله أن يكون هناك إله غير الله عز وجل، فمهما كبرت حكمة وذكاء و.. و..الإنسان فلطالما هو من البشر سيخطئ لأن الكمال لله وحده عز وجل. وإن كنا لا نُخطئ أحد وأعطيناه صفة الصح المطلق كما يحدث معنا اليوم فنحن إذا نشرك بالله، ونعوذ بالله بأن نشرك به أحد.
بهذا البحث نبين حقيقة الصيام كما جاءت بالتنزيل الحكيم حقيقة، وليس كما وصلنا عبر التاريخ وفيه من المسائل الفقهية التي أوردها السلف أو أوردت على ألسنتهم (فالله أعلم) الكم الكبير من التناقضات، منها ما ورد عن أسباب النزول وهي من أهم الأسباب التي منها نتجت المسائل الفقهية والتي لا تمت بصلة بأحكام الصيام، لدرجة أن المسائل الفقيهة بأكثر الحالات تخالف ما جاء بالتنزيل الحكيم. ولابد أن ننتبه لشيء هام لكي نخلص إلى نتائج صحيحة ونعرف كلام الله بالشكل الحق والصحيح هو: أن كلام الله واضح لا لبس فيه، ولا يخضع للتخمينات أو الاحتمالات، وأن الله لا يقول شيء ويعني به شيء آخر لأن كلام الله أكيد ولكل كلمة مدلولها الحق، وإنه عز وجل لا يقول شعراً كي نقول للضرورة، إنما هي أحكام وقوانين لحياة الناس والقوانين لابد أن تكون واضحة جلية لا تخضع للاحتمالات أو التلاعب فيها لا سيما أنها من الخالق عز وجل، فالكلمة منه حق ومقصودة كما في موقعها تماما. وهذا ما سنجده من خلال بحثنا بتكليف الصيام إحدى أركان الله التي كلف بها أمة محمد (ص). موضحين به أهم التناقضات التي جاءنا بها التاريخ مستنتجين الحقيقة وحقيقة تكليف الصيام.
ومن أهم النقاط لهذا البحث:
– تقديم شرح لآيات الصيام كما جاءتنا بالتفاسير وتحليها وتبيان التناقضات التي لا يتقبلها أدنى عقل. مع الرد على كل ما جاء بالتفاسير وما نسب لهذا التكليف. معتمدين على ما وردنا عبر التاريخ، ولم تأتي بشيء من عندنا ولم نجتهد بشيء وإنما ما قمنا به هو وضع النقاط على الحروف بشكلها الصحيح معتمدين أولا وأخيرا على كتاب الله.
– التعريف عن بدء وتاريخ الصيام منذ أول رسالة سماوية. وحقيقة متى كتب الصيام وما معنى كتب عليكم الصيام.
– الأحاديث التي وردت بما أسموه الناسخ والمنسوخ (ونحن نؤمن أنه ما من ناسخ ومنسوخ بكتاب الله). وتبيان حقيقة وعلى الذين يطيقونه، وحقيقة وأن تصوموا خيرا لكم، حقيقة فمن شهد منكم الشهر فليصمه … إلى آخر الآيات وحقيقة كافة الأحكام التشريعية بهذه الآيات.
– تحليل الآيات الصيام كما أتت بالتنزيل الحكيم، ولما اختار الله الصيام له ولما هو يجزي عليه دونً عن التكاليف الأخرى، واستنتاج بأن الصيام هو تكليف اختياري يتضمنه الإلزام ولما ؟؟ كيف هذا ما ستعرفه بعد القراءة. هذه بعض النقاط من البحث وهناك الكثير من النقاط الهامة ستعرفها عند قراءة البحث، مع ملاحظة هامة عزيزي القارئ أن الأحاديث التي صدرت واستنتجت منها الأحكام التشريعية والمسائل الفقهية، لا تعود لسيدنا محمد (ص) ولم يذكر على لسان النبي أي لغي أو نسخ أو تشريع أو حكم أو تعديل، بل (ص) طبقها تماما كما في التنزيل الحكيم، إنما تعود لما بعد وفاة النبي الكريم بسنين طويلة، مما يجعلنا نتسأل: هل صام نبينا الكريم التسع رمضانات بشكل خاطئ؟؟ وجاء من بعده بسنين من يصحح أحكام الصيام لدرجة أننا تجاهلنا حتى ما ورد بكتاب الله واتبعنا ما رواه السلف؟؟
أدعوك عزيزي القارئ لقراءة البحث وبشكل متأني لتكتشف أنت بنفسك أين نحن من كتاب الله، وهل ما نسير عليه اليوم من كتاب الله أم من كتب تاريخ السلف، وبعد ذلك لك الحرية بالرد، كل ما أرجوه أن لا نكون كما الذين قال بهم الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ * وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} البقرة/170- 171
ولنكن ممن يتفكرون بآيات الله ونبين أنه الحق والعدل، قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل/44
فإن كتاب الله ليس حكراً على فئة ونزل عليهم وحجب عن الآخرين، لنأخذ تفسير كلماته منهم، كتاب الله لكل الناس، ما لك إلا أن تفكر بآيات الله، ولطالما أنت قصدته فلن يضلك أبدا.
{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} البقرة/269، وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} ص/9
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق وقراءة فيها الخير والفائدة. ببحث الصيام وبحث الكفارات.
ربنا إن كنا مخطئين فاغفر لنا وإن أصبنا فزدنا من علمك يا رب آمين.
والله الموفق.
(26) تعليقات
إسماعيل ستيتية
أختي الكريمة مها علي التيناوي،
ربما تجدينني فظاً بعض الشيء في هذا المقال، ولكن صدقيني لم أرد التعريض بشخصك، ولكن أردت الحقيقة على الأقل فيما يبدو لي. فإن كنت مخطئاً فسفه وجهل أنت أكبر من أن تأسفي له، وإن كنت مصيباً، فمثلك يقبل الحق.
{يا أيها الذين آمنوا كُتِبَ عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ( ) أياماً معدودات}
قد غاب عنكِ دقيقة من دقائق اللغة، ربما تعذرين فيها، إذ قد تغيب على كثير من الباحثين. وهذه الدقيقة أن غير العاقل إذا جُمع على قلة كان وصفه جمع تأنيث سالماً، وإذا جمع على كثرة كان وصفه مُفرداً أو جمع تكسير.
وجمع القلة من ثلاث إلى تسع، وجمع الكثرة ما فوق ذلك.
ويقابل جمع القلة من الضمائر (هُنَّ)، ومن أسماء الإشارة (هؤلاء وأولئك).
ويقابل جمع الكثرة من الضمائر (هِيَ) و(ها) في المتصل، ومن أسماء الإشارة (هذه وتلك وأخواتهما).
وأمثلة ذلك من القرآن كثيرة:
1) قوله تعالى في أواخر آيات الحج من سورة البقرة: {واذكروا الله في أيام معدودات، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه،لمن اتقى} الآية. وهؤلاء الأيام المعدودات أيام التشريق بلا خلاف لورودها بعد: {فإذا قضيتم مناسككم}، فإن خالفتِ فقد بهتك قوله تعالى: { فمن تعجل في يومين}، أي هو جمع قلة، واستعمل لها جمع المؤنث السالم.
2) قوله تعالى في سورة الحج: {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}. وهؤلاء الأيام المعلومات أيام الحج أنفسهن مع أيام التشريق، لورودها بعد: {وأذن في الناس بالحج}، ولا تزيد في حال على ستة أيام، أي جمع قلة أيضاً، واستعمل لها جمع التأنيث السالم.
3) في سورة الواقعة: {والسابقون السابقون(10)} إلى أن قال: {على سرر موضونة(15)}، ولم يقل موضونات، لأن السابقين أكثر من تسعة. وأمثلة هذا في القرآن كثيرة (أرأيتِ، لم أقل كثيرات) وشعرِ العرب وكلامهم.
4) قد يلتبس على جاهل الفرق في الجمع بين قول الله الجبار المنتقم في سورة البقرة: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة}، وقوله في سورة آل عمران: {ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات}. وذلك لأن آية البقرة جاءت بعد قوله: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون}، وآية آل عمران جاءت بعد قوله: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يُدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون}. فمن المعلوم بداهة أن الكذب على الله وكتابته على أنه من وحي الله ثم يُشترى بهذا الكذب ثمن قليل، أشد وأفظع وأشنع من أن يُدعى امرؤ إلى كتاب الله فلا يُجيب، فكثير من المسلمين يدعون فلا يجيبون، ولم يجرؤ على ادعاء الوحي منهم أحد إلا مرتد مهدور الدم. حتى اليهود أنفسهم شعروا بالفرق، فحكى الله عز وجل عنهم شعوهم لا نص كلامهم، ليكون حجة عليهم. فمن أجل ذلك قال في الأولى (معدودة) على الكثرة، وفي الثانية (معدودات) على القلة.
5) قوله تعالى في (براءة): {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، منها أربعة حرم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم} الآية. فعدة الشهور اثنا عشر(جمع كثرة)، منها: أي من الاثني عشر أربعة(جمع قلة)، فلا تظلموا فيهن(أي الأربعة) أنفسكم.
فعلى هذا، لا بد أن يكون قوله تعالى في آيات الصيام: {أياماً معدودات} يشير إلى جمع قلة، وهذا ما ذهبت إليه أكثر التفاسير أنها ثلاثة أيام من كل شهر وعاشوراء. ولا يهمنا هنا أيُّ الأيام هن بقدر ما يهمنا أنهن لسن شهر رمضان يقيناً، لأن رمضان أيام معدودة، وإلا كان في القرآن لحن. وهذا الذي ذكر إنما علمناه (أي العرب اليوم) مما من الله علينا من الاطلاع والدراسة والبحث والاستماع، ولا ينطق به أحد منا سليقةً اليوم، أما جهابذتنا الأولون أبناء اللغة كعبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهما- فكان لهم كالأبجدية لنا، حتى إنهم لم يحتاجوا أن يذكروا سبب كون الأيام المعدودات جمع قلة. فمن هنا أمانةً لا تعصباً وجب علينا الركون إلى فهم العرب الأقحاح، ولا سيما من أنزل عليهم القرآن ليزكيهم، في كثير من الأمور التي ظاهرها إلينا خلاف باطنها إليهم، وإلّا فبأي شيء جَدُر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن يكون حبر الأمة وترجمان القرآن.
قول الله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}:
يطيقونه: من الإطاقة وهو القدرة على الشيء، كما نقلتِ من المعاجم. ولكن هل هو معنىً مترادف أم له مدلول آخر؟ فإن كان معنىً مترادفاً جاز لمن أراد أن يقول: (إن الله قادر على أن يقطع ألسنة المتخرصين) أن يقول: (إن الله يُطيق أن يقطع ألسنة المتخرصين).
لا نقول لشيء إننا نُطيقه، إلا ونحن نعلم أن لطاقتنا التي استوعبته حداً أعلى إذا تجاوزه لم نعد قادرين عليه. فلا يجوز في حق الله أن نقول له إنه يطيق أن يفعل كذا لأن قدرته مطلقة وليس لها حد.
فقادر يقابلها غير قادر أو عاجز (أي كلمة بكلمة).
فهل (مطيق) يقابلها (غير مطيق)؟
لنضرب على هذا مثلاً رجلاً طاقته القصوى في رفع الأثقال مائة رطل، ولو زاد على ذلك لم يقدر على الحمل.
فهو يطيق أن يرفع رطلاً واحداً،
ويطيق أن يرفع رطلين،
ويطيق أن يرفع ثلاثة أرطال،……..
ويطيق أن يرفع 99 رطلاً،
ويطيق رفع 100 رطل،
ولا يطيق رفع 101 رطل.
فهذه العبارة (ولا يطيق رفع 101 رطل) أياً من العبارات غير المتناهية السابقة تقابل؟
إذاً؛ (يطيق) لا يقابلها (لا يطيق).
ولكن الطاقة أو الإطاقة مجال مستقل بذاته، وأضدادها (متقابلاتها) في داخل المجال نفسه.
أي: بمقدار سهولة رفع 1 رطل تكون صعوبة رفع 99 رطلاً،
وبمقدار سهولة رفع 20 رطلاً تكون صعوبة رفع 80 رطلاً، وهكذا.
وننبه أنه لا يجوز أن نقول في هذا المثال إن الرجل قادر على رفع 100 رطل أو ما دونه بقليل، لأن القدرة تستلزم الاستحكام والعلو والسيطرة التامة، وهو في هذه الحالة بالكاد يقدر.
فكلمة (يطيق) إذاً لها حد أدنى وحد أعلى.
فبناءً على هذه النتيجة، أيَّ حد أراد القرآن الكريم في قوله: (وعلى الذين يطيقونه)؟
هل أراد القادرين عليه الذين يسهل عليهم الصيام ممن ليس لهم عذر؟
الجواب: لا، لأنه قال: (وعلى الذين يطيقونه فدية)، (وعلى) (وعلى) (وعلى) أكرر (وعلى) التي تفيد الاستعلاء والوجوب. إذ كيف يفرض عليهم الصيام ثم يفرض عليهم الفدية؟ لو كان كما تزعمين أي على التخيير من شاء صام ومن شاء أفطر وأخرج فدية لقال: (وللذين يطيقونه فدية)، (وللذين) (وللذين) (وللذين) أكرر (وللذين) باللام التي تفيد التخيير، كما قال:(لمن شاء منكم أن يستقيم)، و(لمن اتقى).
فإن زعمت أن الكتب ليس بمعنى الفرض، فقد بهتك قول الله عز وجل: (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر، وعلى الذين يطيقونه فدية). فكيف يلزم المرضى والمسافرين أصحاب الأعذار أن يصوموا ولو قضاءً ولم يقبل منهم فدية، ويُسقط التكليف عن القادرين ويأخذ منهم فدية؟
وهل أراد باللذين يطيقونه المرضى والمسافرين؟
الجواب: لا، لأنه ذكرهم قبلها، فلا مسوغ للتكرار.
من هم إذاً؟
الجواب: لم يبقَ إلا أن يكونوا من بالكاد تستوعب طاقتهم الصيام، أي أصحاب الحد الأعلى من الطاقة.
وهؤلاء هم من عناهم ابن عمر –رضي الله عنهما- بقوله: (يتجشمونه).
أما من هم بالتحديد، فمسألة فقهية نتركها لأهل الاختصاص. فإنه في الجملة
لا يوجد أحد لا يقدر على الصيام، حتى المرضى والمسافرون والعجزة والحوامل والمرضعات، لكل واحد من هؤلاء نسبة في تحمله من غير أن يعجزوا عنه، اللهم إلا في حالات نادرة يُشرف فيها المرء على الموت فهؤلاء ممن (لا يطيقونه). ولذلك لم يقل المولى عز وجل: (وعلى الذين لا يطيقونه) لأنها لا تشمل إلا المشرفين على الموت فإن صاموا ماتوا. وهذه الفئة القليلة من الناس قال الله في شأنهم: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً).
أما تفسير ابن عباس –رضي الله عنهما- قوله: (يطيقونه) أن معناه (لا يطيقونه)، فإنما هو تجوز لغوي سائغ لا يفهمه إلا أصحاب السليقة العربية، وعنى بهم الذين بالكاد يقدرون على الصيام على اختلاف درجات مقدرتهم.
ومثل هذا التجوز اللغوي كثير في القرآن وكلام العرب:
1) في سورة الكهف: {حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً}. فلو فسرنا هذه الآية بمنطق هندسي رياضي، أي فصَّصناها كلمةً كلمةً بمعزل عن المعنى البلاغي والإجمالي الذي يعقله صاحب السليقة العربية، لكان المعنى هكذا: لم يقاربوا حتى أن يفهموا كلمة ولا كلام أنفسهم. وهذا لا شك أنه معنى باطل، إنما أراد :(يكادون لا يفقهون قولاً). وهذا شائع في كلامنا إلى يومنا الحاضر، فيقول سائق سيارة في يوم ضباب كثيف مثلاً: لا أكاد أرى شيئاً. مع أنه يرى ولكن بغير وضوح. ولو أراد المعنى الحرفي لاصطدم بمن قدامه فقتل نفسه وغيره.
2) في سورة البقرة: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بعروف} وقوله في الآية بعدها: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف}. فالآية الأولى لوشوك اقتراب الأجل، والثانية لما بعد انقضائه.
3) في آخر سورة الحديد: {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله}، والمعنى المستقبل: (ليعلم أهل الكتاب)
4) في سورة الأعراف: {ما منعك ألاتسجد إذ أمرتك}، والمعنى المستقبل: (أن تسجد) لمن جعل (منع) بمعنى (صرف) أو نحوه، أما من جعله بمعنى (حصَّن) فلا غير زائدة.
وأمثلة هذا الباب لا تكاد تنتهي.
{وأن تصوموا خير لكم}: أراد بهم الفئة نفسها التي تكلمنا عليها وهم الذين (يتجشمونه)، فهم يقدرون على الصيام ولكن بعنت.
ولذلك قال: (فدية)، لأن الفدية جزاء أمر غالب افتكاكاً منه، ولم يقل: (كفارة)، لأن الكفارة جزاء خطأٍ مرتكب تكفيراً له.
وإذ لعلك تُعذرين في فهم ما سبق (فهو إليك نسيء)، فلا تُعذرين ولا يُعذر ناطق بالعربية في فهم أساسيات اللغة، ثم يبنيَ عليها تُرَّهاته، ويستغبي الناطقين بها. من أين جئتِ بأن الفاءات في قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} تفيد الترتيب مع التعقيب؟ أكلام حفظته في فوائد حروف العطف، ثم تنطعاً جررته على كل فاء صادفتك حتى في كتاب الله؟
لنهب جدلاً –وما أعقم الجدال وأسقمه- أن الفاءات تفيد الترتيب مع التعقيب. فلنحذف الفاءات إذن ولنضع مكانها (ثمَّ) التي تفيد الترتيب والتعقيب مع التراخي الزمني.
إذن، يجوز لنا لغوياً أن نقول في غير القرآن: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان، ثم من شهد منكم الشهر ثم ليصمه. وهذا هراء.
{فمن شهد منكم الشهر فليصمه}: جملة شرطية جازمة، ورحم الله من سماها من العلماء جازمةً، فالجزم في اللغة القطع، وكل اسم أو فعل مجزوم فإنما هو مجزوم أي مقطوع معنىً ولفظاً وكتابة، كقولك: لا تفعلْ، أو لا تفعلوا، أو ادعُ فلاناً، أو قُلْ خيراً. ففي كل من الأمثلة قطعتَ بالأمر أو النهي (معنوياً) وقطعتَ الحركة أو النون أو حرف العلة، فإن كان المجزوم جملة قدر الجزم تقديراً. والفاء الأولى استئنافية غير عاطفة تفيد الاستنتاج أو البناء على ما سبق، والفاء الثانية الواقعة في جواب الشرط.
هذا استطراد، نستبين منه بما لا يخفى أن {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}: للوجوب القاطع، فقد قُطِع به مرتين، مرة لوقوع الأمر في جواب الشرط (فليصمه)، ومرة لكونه في ذاته أمراً ربانياً (لوقوعه بعد لام الأمر الجازمة أي القاطعة).
يتبين لنا من هذا أنه لا بد عقلاً ونقلاً من وجود أحد أمرين بين الآيتين، إما تناقض: إذ كيف يأمرهم بصيام أيام معدودات غير رمضان كما بينا أعلاه، ثم يأمرهم بصيام رمضان؟ وإما نسخ.
فإذ كان لا بد من أحدهما عقلاً، فإنه لا ينبغي على الله التناقض. وأما النسخ فمن كان يظن أنه نقص في ذات الله، فذلك لأنه إنما قاس ذات الله العليةَ على نفسه القاصرة، فشبهها بنفسه حينما يتذبذب في إصدار أحكامه بغير علم وظن أن تغيير الله لحكم عن طروء ما لم يحتسبه الله سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً، فنقص من قدر ظنه بالله من حيث ظن أنه ينزهه، وما علم أنه ينقص من قدر نفسه. فما لنا ولغيب الله إذ أثبت النسخ في كتابه ليثبت نبيه –صلى الله عليه وسلم- والذين آمنوا، ويصنعهم على عينه، ويزكيهم، ولا يزال لهم كذلك حتى يكمل لهم دينه ويتم عليهم نعمته ، ليخرجوا إلى الناس كشجرة طيبة تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها، كانت نواةً أخرجت شطأها، فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه.
موضوع النسخ ذو شجون، ولندعه للمتخصصين، ولكن لا ضير أن نتملح منه طُرَفاً.
أليس هيمنة القرآن العظيم على سائر الكتب نسخاً لها؟
أليس ابتداء القرآن بأمر أو نهي كان مسكوتاً عنه، نسخاً لما كان مسكوتاً عنه؟ فالمسكوت عنه ما لم ينزل فيه شيء أو قرنت له قرينة على حكم فيه، جائز. فإذا نزل فيه حكم نسخ ما كان معمولاً به من الجواز. ولهذا نزل القرآن منجماً ليثبت قلب النبي-صلى الله عليه وسلم-، كما قال تعالى في سورة الفرقان: {وقالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة، كذلك لنثبت به فؤادك، ورتلناه ترتيلاً( ) ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً} أي: لا يأتيك من قصصهم وأحوالهم شيء مستجد إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً، وذلك مناسبات النزول.
أليس قوله تعالى: { وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} دليلاً صريحاً على نسخ حكم قديم؟ فإن قلتِ: إن القبلة القديمة كانت من اجتهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- دمغه قوله تعالى: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها).
ثم يقول الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} إلى أن يقول: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل}، فأي شيء فيما سبق من الآيات ينكر عليهم إلا أن يكون المرجفون منهم يشككون في ما يظنونه نقصاً في التشريع القرآني إلا أن يكون النسخ؟
لا أوافق كثيراً من المفسرين الذين تعسفوا وأسرفوا في استعمال كلمة النسخ، حتى ذهب بعضهم أن يجعل الخاص ناسخاً للعام، والمستثنى في ظرفه ناسخاً للمستثنى منه، واعتدل بعضهم فجعلهن آيات معدودات، ولكنني لا أجد بداً لما ذكر أعلاه أن أقر أن بين آيتي الصيام نسخاً.
في الآية الأولى قال: (فمن كان منكم مريضاً)،وفي الآية الثانية قال: (ومن كان مريضاً) بزيادة (منكم) في الأولى.
وهذه قرينة تشير إلى أن المخاطبين في الآية الأولى هم من عاصر نزول الحكم الأول من الصحابة فقط، ولذلك قال أيضاً: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) أي بعد الحكم الأول ممن التزموا به ولم يلتزم به إلى انقضاء الوحي غيرهم.
أما الأحاديث التي ذكرت في إفطار رمضان، فيجب أن نفرق فيها بين ثلاثة أشياء:
1) فظاعة أن يفطر الإنسان عامداً بغير عذر.
2) كفارة الإفطار عمداً.
3) أن من أفطر متعمداً، هل هو بمحض إرادته المجردة أم بغلبة شهوته؟
أما الأمر الأول فأحاديثه تدل على أن نقض أمر الله لا يكافئه كل أعمال الخير التي يعملها الناس وإن عملها، وما الغرابة في ذلك؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل أحدكم الجنة بعمله) الحديث، وإلا كانت أعمالنا منة وفضلاً على الله، بل الله بتوفيقه ييسر لنا أن نعمل الخير وبرحمته يقبله منا.
وهذا لا يعارض الأمر الثاني أعلاه، فمن رحمة الله وفضله أن فتح باب توبته لكل الناس من كل ذنب إلا الشرك حتى يتوب منه، وسميت كفارة لتكفيرها ذاك الذنب الشنيع. فلا يؤاخذه الله على ما اقترف قبلُ، ولا يُدرى أراضٍ الله عنه أم لا وإن تجاوز عنه.
أما الأمر الثالث، فقد وردت أحاديث أخرى تجلي ما أَبهم في قصة المفطر، وهو أنه غلبته شهوته، ولم يفطر معانداً لله تعالى.
والله ولي التوفيق
مها علي التيناوي
الأخ الكريم إسماعيل ستيتية
بالبداية أشكر لك جزيل الشكر ملاحظاتك على اللغة العربية وأكيد سوف تأخذ بعين الاعتبار هنا وفي الأبحاث القادمة إنشاء الله،
إلا أنه لي رجاء وهو إعادة القراءة للبحث بشكل أوسع والتركيز لاسيما على وقت نزول الآيات ومقارنتها مع الأحداث وأسباب النزول وتوقيت هذه الأحداث التي وردت بالتفاسير ،هذا أولا .
ثانياً: التركيز على أن الصيام هو تكليف اختياري يتضمنه الإلزام ، ولما مسألة الصيام بالذات هو تكليف اختياري أما الصيام أو اللاصيام إلا أنه بعد الخيار هناك إلزام..
وبعد ذلك لنا حوار انشاءالله تعالى
تحياتي
نادر الجندي
السلام عليكم … اولا .. هذا رد اولي … ثانيا ..بقد ابهرتني في حديثك عن اللغة العربية وعن طريقة الاستعمال الدقيق للاحرف والضمائر والكلمات .. ولكن عندما وصلنا الى حديثك عن الايام المعدودة والايام المعدودات ( في سورة البقرة وفي سورة ال عمران ) فلم افهم شيئا .. كل الذي فهمته هو ان الايام جمعت مرة على معدودة ومرة اخرى على معدودات …!!!!!
وبعد الحديث عن اللغة العربية وفصاحتها لتيتنا بلفظة هي صحيحة بنميويا ولكناه غير مطروقة .. اي غير مستعملة ( جدر ) لماذا ..؟؟!! ثم .. هل صيام الايام الثلاث من كل شهر بالاضافة الى عاشوراء هي فرض …!!! التي وردت بعد” كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم “… واخيرا ختمت حديثك بخير ما يمكن ان يختم به حديث ” لا يدخل احدكم الجنة بعمله ” … تؤكد مسالة خلافية شديدة الخطورة كما كنت قد اكدت ان الايام المعدودات المقصود بها غير ايام رمضان … تكتب وتؤكد ما تقول .. هل هذه هي الحقيقة المطلقة التي تمتلكونها انتم ولا يمتلكها احد غيركم ..؟؟!! ان ما اوقع المسلمين في ما هم فيه هو هذا الادعاء الباطل … كلكم يمتلك الحقيقة ومن خالفكم يصبح مدعيا ومتطفلا ومتسلقا ومتنطعا وووووو… ماهو سند حديثك هذا الذي ترويه بكل اريحية وراحة بال عن المصطفى عليه السلام … حتى انك لم تجرؤ على ذكر سنده او في اي الكتب مكتوب …!! هذا رد اولي ولي معك باذن الله رد نهائي بعد االتاكد مما ورد في مقالتك من موضوعات … واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
إسماعيل ستيتية
شكراً للأخ نادر الجندي وللأخت مها التيناوي،
استدراكاً على مسألة جمع غير العاقل نورد هذه القصة المشهورة في الأدب العربي:
وهي اجتماع الشعراء في الجاهلية في سوق عكاظ يحتكمون إلى النابغة تحت قبته الحمراء أيهم أجود شعراً، فقدم الأعشى والخنساء على حسان بن ثابت (رضي الله عنه وعن الخنساء)، وذلك أنه كان مما قال حسان:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى وأسيافنا يقطرن من نجـدةٍ دمـا
فكان مما انتقده النابغة (وهو الشاهد) أنه قال: قللت جفانك وسيوفك.
وذلك لأنه قال: جفنات بجمع التأنيث السالم أي جمع قلة كما ذكرنا سابقاً.
ولسنا هاهنا في معرض توجيه رأي حسان، ولكن كان رأي النابغة أن يقال مثلاً:
لنا الجفان تلمع………….. ولنا السيوف تقطر
فهو لم يعب عليه قلة درايته باللغة، ولكن عاب عليه أن يفتخر بالقليل من الجفان والسيوف.
فإن توضحت لك هذه القاعدة، فلنعد إلى الآيتين في سورة البقرة وآل عمران.
أما آية البقرة فتتحدث عن اليهود الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ويشترون به ثمناً قليلاً.
فقالوا: نفعل هذه الفرية العظيمة، فنكسب الشهرة والمال في الدنيا، وأما يوم القيامة فنصبر على عذاب النار شهراً أو شهرين أو أكثر، ثم يخرجنا الله منها إلى الجنة خالدين فيها أبداً لأننا يهود لا نخلد في النار. ولذلك ناسبه أن يقول حكاية عنهم :(أياماً معدودة) أي كثيرة على قدر الجرم الذي ارتكبناه. وفي هذا تنبيه وزجر للمسلمين ألا يركنوا إلى أن الموحدين لا يخلدون في النار، فما يدري أحدنا ما شدة مُقامه شهقةً أو زفرة واحدة في جهنم أعاذنا الله منها. وهذا مثل لص يسرق مصرفاً وهو يبيّت في نفسه أنه لو قبض عليه فسيخبئ ما سرق في مكان لا يصله أحد ويقول: يسجنونني كذا سنة وأخرج ثم آخذ المال وأتمتع أبداً.
وأما آية آل عمران فتتحدث عن أهل الكتاب الذين يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يعرضون، فتعللوا بأنهم إن عوقبوا على ذلك عوقبوا (أياماً معدودات) على قدر ذنبهم ثلاثة إلى تسعة أيام ويخرجون. وذلك أن عدم التلبية في ظنهم أقل خطورة من الإتيان ببهتان. وهذا مثل من يلزم بالخدمة العسكرية ويتهرب منها وهو يقول: أفتدي من ذلك بكذا من المال أو أتغرب كذا سنة حتى يعفى عني. فلعل في هذا بيناً شافياً.
وأما كلمة (جدُر) فما أدري ما رابك منها، وإنما عرَضت لي فكتبتها، ولو لم أكتبها لاخترت كلمة (خلُق) أو (قمُن) ولسألتني سؤالك نفسه. وأصدقك القول لم أطلع في المعاجم على هذه الكلمة لأعلم رواجها من عدمه.
وأما سؤالك: (هل صيام الأيام الثلاثة من كل شهر بالإضافة إلى عاشوراء فرض):
الجواب: بغض النظر عن تحديد الأيام المعدودات، فقد كانت فرضاً على الصحابة الذين عاصروا نزول الآية حصراً.
وأما حديث: (لا يدخل أحد الجنة بعمله)، فلشهرته ولضيق الوقت لم أتحقق منه، ولكني أردت المعنى الظاهر منه الذي على فرض أن الحديث موضوع فالمعنى لا شك صحيح. وليس هذا بعذر لي، فكان ينبغي أن أتحقق أن أقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أعلم. وبعد التثبت فإليك النص كما هو من صحيح مسلم:
(2816) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ”لن ينجي أحد منكم عمله” قال رجل: ولا إياك؟ يا رسول الله! قال ”ولا إياي. إلا أن يتغمدني الله منه برحمة. ولكن سددوا”.
وورد الحديث بألفاظ أخرى، فارجع إليه.
هذا إن كنت ممن يؤمنون بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما إن لم، فأسألك بالله لا ترد علي في هذا فستضيع وقتي ووقتك ولن نتفق أبداً.
وأخيراً أقول: لا أدعي أن الحق المطلق معي، ولكن من البداهة أن كل إنسان يرى الحق معه. وليس في هذا عيب ما التزم أمرين وإن كان مخطئاً:
الأول: ألا يصر على باطل وهو يعلم أنه باطل في قرارة نفسه.
الثاني: ألا يجادل في المسلمات الدينية أو اللغوية أو الرياضية أو أي علم آخر، فيكون جداله مثل أن يثبت أن الله ليس بواحد.
والحمد لله رب العالمين
نادر الجندي
السلاام عليكم .. اود ان اشكرك استاذي الفاضل على تكرمك بالرد عليي ولو انه كان ردا اوليا كما قلت من قبل ولكن تفضلك بالرد ينم عن ذوق عال وادب جم …انا اسف لانني لم ارد ردي النهائي على مقالتك بخصوخص موضوع الصيام … ولكن ردك اثار في نفسي تسلؤلا جديدا يتحتم عليي ان اجد اجابته قبل ان ادلي بدلوي في الموضوع المذكور .. هل افهم من ردودك انك تقول ان الصيام المذكور في اية الصيام الواردة في سورة البقرة المقصود به الثلاثة ايام وعاشوراء ..؟؟؟!!!!!!!!اذا كان ذلك مافهمته واعذر لي ان كنت فهمت خطا ولكني اجدك مصرا على هذا القول ان اياما معدودات هي ايام اقل من تسعة وبالتالي هي الايام التي تذكرها انت اود توضيح هذه المسالة بشيء من التفصيل بعد اذنك …وان كما لاحظت انك تتمتع بقدر كبير من الثقافة وسعة الاطلاع ونحن هنا لا نستعرض فهمنا لغة العربية بقدر ما نحاول فهم النص القراني بكيفيته وشكله الموجود بين ايدينا .. لذلك اقول ماذا تعني لك الاية من سورة يوسف ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين ) هل الدراهم المعدودة هنا اكثر من تسعة ام اقل … مرة اخرى اشكر لك تفضلك بالرد ومتابعة ماينشر في هذه الزاوية المتاحة للنقاش والحوار ..شكرا جزيلا وكل عام وانت بخير
محمود عبدالله نجا
لا شك ان هذه الدراهم كانت قليلة و لكن ليس الي الدرجة التي تجعلها تصل الي أن تسمي معدودات (جمع القلة)
قال البغوي في تفسيره
معدودة لأنهم كانوا في ذلك الزمان لا يزنون ما كان أقل من أربعين درهما ، إنما كانوا يعدونها عدا ، فإذا بلغت أوقية وزنوها .
واختلفوا في عدد تلك الدراهم : قال ابن عباس ، وابن مسعود ، وقتادة : عشرون درهما ، فاقتسموها درهمين درهمين .
وقال مجاهد : اثنان وعشرون درهما .
وقال عكرمة : أربعون درهما .
اذا فهي علي أي قول أكثر من تسعة
و بالتالي مازال راي الأستاذ اسماعيل هو الأقوي
ahmed
الاخت المحترمة مها, هذا البحث القيم قد ساعدنى كثيرا لمواجهة الكثير من السلبيات فى مدينتى الصغيرة التى اذا جاء رمضان سادها الاعياء و الكسل و ترك الناس العمل و اتجهوا الى الاستهلاك المحض.
علينا ان نعلم ان لكل بحث قيمته و ان كان قد جانبه الصواب فى شئ او اشياء فهو محمود فى مجمله و هى محاولة لأضاءة شمعة على طريق الهداية.
ايام كثيرة تسائلت عن كيف يرى الانسان الله؟ هل هو اله غاضب لا يرضى الا بعذابنا فأجده يقول سبحانه: مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا
او هو الاله الذى يريد التعسير على خلقه فاجدها واضحة: يريد الله بكم اليسر.
جهدك مشكور جدا يا سيدتى و علامة طيبة على ان الفكر اذا تحرر من ما وجدنا عليه اباءنا, لوصلنا الى ان نصبح ارقى مجتمع.
ابو حسن
بسم الله الرحمن الرحيم
اختي مها جزاك الله خيرا على هذا الجهد، انه محاوله لتدبر كتاب الله. اعلمي انه لقتل نمله لسنا بحاجه لدبابه.
ادعو لك بالتوفيق
د.عبد العاطي شحرور
عزمت و على الله توكلت
اما بعد
– فرض الله الصيام على كافة المسلمين المؤمنين والمسلمات المؤمنات البالغين العاقلين لقوله تعالى فى سورة الأحزاب: ” إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا(36). “سورة الأحزاب (35 – 36)
– وهناك نوع من صيام السابقين كان بالإمتناع عن الكلام فقط مثل صيام نبى الله زكريا حينما بشرته الملائكه بغلام ليس له سَمىَّ وهو نبى الله يحى فى حالة كونه قد بلغ من الكبر عتياً وكون زوجته عاقراً فطلب من الله آية تكون علامة على هذه الهبة فأمره الله بنوع مخصوص من الصيام وهو الإمتناع عن الكلام حين لقاء قومه لمدة ثلاثة أيام.
– وكذلك كان صيام السيدة مريم العذراء البتول حينما بشرها روح الله جبريل الأمين الذى تمثل لها بشراً سوياً بالحمل والولادة لنبى الله عيسى الذى هو معجزة من الله وآيته مكافئة لآية خلق آدم الذى خلقه الله من التراب من قبل. فنادها رسول الله عيسى بن مريم من تحتها فور ولادته أن عليها أن تصوم يوم ولادته عن الكلام.
– وهناك صيام فرضه الله على المؤمنين والمؤمنات كافة وهو صيام شهر رمضان تاماً فى كل عام بالإمتناع عن الطعام والشراب والنساء فى نهار رمضان إلا إذا كان الإنسان مسافراً او مريضاً فإن عليه أن يفطر ويعوض ما فاته بعد إنقضاء شهر الصيام وإنتهاء مرضه او سفره بأيام مكافئة للأيام التى أفطرها. وعلى من أفطر فى رمضان وليس لديه عذر من سفر أو مرض بأن يفدى نفسه بإطعام مسكين عن كل يوم من الأيام التى أفطرها علاوة على قضاء الأيام التى أفطرها.
– وهناك صيام الكفارة والعقوبة فى بعض الحالات الخاصة بالإمتناع عن الطعام والشراب والنساء:
1- من اصطاد صيداً برياً وهو محرم بغرض الحج او العمرة فإن عليه إذا كان متعمداً فدية من الهدى المكافئ لما قتله او إصطاده بالغ الكعبة أو إطعام مسكين أو صيام أيام مكافئة لما قتل او إصطاد من صيد البر وذلك بناء على حكم أثنين من عدول المؤمنين.
2- فى حالة ظهار الرجل من إمرأته ثم حنثه من ذلك فإن عليه قبل أن يمسسها كفارة عبارة عن تحرير عبد وإن لم يستطع فعليه صيام شهرين متتابعين وإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكين.
3- كفارة الحنث فى اليمين هو إطعام عشرة مساكين من جنس ما يأكله الإنسان او كسوتهم او تحرير رقبة فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.
4- إن من يقتل مؤمناً متعمداً فإن جزاؤه جهنم خالداً فيها أبداً وعليه لعنة الله. ولكن من يقتل مؤمن بطريق الخطأ فإن عليه تحرير رقبة مؤمنه وأداء الدية الى اهل القتيل إلا إذا عفوا عنه. وإذا كان القتيل من قوم أعداء لنا فتحرير رقبة مؤمنه هى الكفارة. وإن كان من قوم بينهم وبيننا ميثاق فعليه بالدية المسلمة لأهله وتحرير رقبة مؤمنه فإن لم يجد فعليه بصيام شهرين متتابعين.
5- فى حالة الحج والعمرة فإن على المؤمنين ألا يحلوا من إحرامهم بحلق الرأس حتى يبلغوا مكه محل الهدى إلا إذا كان الإنسان مريضاً أو به أذى من رأسه فإن عليه فديه صيام او صدقة او ذبح انعام. فعلى من شعر بالأمان وأتم وقته من بعد العمرة حتى بلغ موعد الحج فعليه ذبح ما تيسر من الأنعام فإذا لم يجد فعليه صيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة حين عودته الى موطنه حال كونه من الغرباء أما إذا كان من المقيمين فى البلد الحرام فعليه صيام عشرة أيام كاملة فى وقتها فى مكه.
* * * * *
فريضة الصيام فى القرآن الكريم
“إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا(36). “سورة الأحزاب (35 – 36)
تبين الآية جزاء الإسلام والإيمان والقنوت والصدق والصبر والخشوع والتصدق والصوم وحفظ الفرج وذكر الله كثيراً فتذكر أن جزاء ذلك هومغفرة من الله وأجراً عظيماً وذلك بدخول جنة الخلد. وتبين الآية عاقبة هجران ذلك هو الضلال المبين الذى يتبعه العذاب الشديد بدخول نار الخلد. وتذكر الآية بأهمية طاعة الله ورسوله والخضوع لأوامر الله بالنسبة للمؤمنين والمؤمنات.
* * * * *
صيام السابقين
“كهيعص(1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا(2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا(3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا(4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيًّا(5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا(6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا(7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا(8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا(9) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا(10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا(11)” مريم (1 – 11)
تذكرنا الآيات برحمة الله حينما دعاه النبى زكريا حينما ادركته الشيخوخه ولم ييأس من دعاء الله ويذكر النبى زكريا فى دعائه رغبته أن يكون له ذرية من بعده وخاصة أن امرأته عاقر ويطلب النبى من الله أن يكون ذلك الولد وارثاً له وللنبى يعقوب وأن يكون صالحاً. فنادته الملائكة بالبشارة بان الله سوف يهبه غلاماً إسمه يحيى لم يسمى احداً بإسمه من قبل فتعجب النبى من ذلك وقال كيف يكون لى ولد وإمرأتى عاقر وقد طعنت انا فى شيخوختى فذكرته الملائكة بقول الله تعالى وهو أن الله قد خلق زكريا نفسه من قبل وخلف الإنسان من العدم فإن خلق يحيى هو أهون وأيسر. فطلب النبى زكريا من الله علامة على تحقيق هذه الهبة والعطية فأوحى إليه الله أن يصوم عن الكلام لمدة ثلاث أيام فخرج على قومه موحياً اليهم ان يسبحوا الله صباحاً ومساءً، قبل شروق الشمس وبعد غروبها. فكذلك كان صيام النبى زكريا هو الإمتناع عن الكلام
بأمر الله.
“وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا17.فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا18.قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا19.قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاَمًا زَكِيًّا20.قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا21.قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلْنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا22.فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا23.فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا24.فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا25.وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا26.فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا27.فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا28.يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا29.فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا30.قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا” (مريم 16 – 30)
يقص علينا القرآن حينما اعتزلت مريم أهلها وجاءها روح الله جبريل الأمين ففزعت منه وسألته بالله ألا يمسها بسوء إن كان يخشى الله. فذكر لها أنه رسول الله اليها ليبشرها بميلاد السيد المسيح فتعجبت كيف تنجب غلام ولم تتزوج ولم تمارس البغاء. فذكرها الروح الأمين بان ذلك أمر يسير على الله وأنه معجزة للناس ورحمة من الله وأمر الله واجب النفاذ. فلما حملت به ابتعدت عن الناس. وحينما جاءها المخاض وهى أسفل النخلة تمنت الموت قبل أن يحدث لها هذا الإختبار العصيب. إلا أن السيد المسيح نادها من تحتها قائلاً لا تحزنى فقد جعل الله من تحتك من يسرى عنك هذه الأزمة العصيبة وطلب منها أن تهز جذع النخلة فيسقط عليها منه البلح الرطب الطرى وطالبها بأن تأكل وتشرب وتقر عينها ولا تحزن. وطلب منها عندما ترى الناس فعليها أن تذكرهم بانها نذرت للرحمن صوماً عن الكلام فلا تستطيع اليوم التحدث مع أى إنسان. فذهبت به الى قومها وهى تحمله فقالوا لها يا مريم لقد أتيت بشئ عظيماً منكراً. وذكروها بأنها أخت هارون وأن أباها كان رجلاً صالحاً وكذلك امها سيدة طاهرة. فأشارت الى السيد المسيح فقالوا لها مستنكرين كيف نكلم طفلاً فى مهده فقال لهم إنه عبد الله وأنه نبى. فكذلك كان صيام السيدة العذراء هو الإمتناع عن الكلام.
* * * * *
صيام العقوبة والكفارة
– هو الإمتناع عن الطعام والشراب ومعاشرة النساء للتكفير عن ذنب او وفاءاً لعقوبة:
“لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ94.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ95.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنْكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لَّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ96.أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” (المائدة 93 – 96)
تبين الآيات ان الله سبحانه وتعالى حرم على المؤمنين صيد البر وقت الإحرام لآداء شعيرة الحج والعمرة واحل لهم صيد البحر وطعامه وقت الإحرام. وتبين ان عقوبة من يمارس صيد البر أثناء الإحرام هو ان يقدم فدية من الأنعام مكافئة لما أصطاده ويقدم هذه الفدية عند الكعبة او يطعم مساكين او يصوم أياماً عن الطعام والشراب ومعاشرة النسلء مكافئة لعدد الأنعام التى إصطادها. وتبين الآيات أن الله قد عفا عمن ارتكب هذا الإثم ولكنه إذا عاود تكرار الإثم بالصيد وهو محرم مرة أخرى فإنه سوف يعرض نفسه لإنتقام وغضب الله. وقيمة هذه الكفارة سواء بالفدية او إطعام المساكين او الصيام يحكم بها إثنان من المسلمين ذوى الحكم الصائب.
“قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ2.الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ3.وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ4.فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن
يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكَافِرِينَ
عَذَابٌ أَلِيمٌ” (المجادلة 1 – 4)
توضح الآيات الخطأ الجسيم حينما يقول رجل لأمرأته انت حرام علىَّ كظهر أمى وتذكرنا بان هذا ظلم ومنكر وزور لان الزوجة ليست كالأم ولان الطلاق الشرعى فى خطوات اولها عظة الزوجة الناشز ثم الهجر ثم الضرب ثم إستدعاء حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة فإذا استحالت العشرة والتصالح كان الطلاق هو الحل وتبين ان من أخطأ بقوله لإمراته أنت حرام علىَّ كظهر أمى ثم راجع نفسه فى ذلك وأراد معاشرة زوجته فعليه عقوبة للتكفير عن ذنبه قبل معاشرة زوجته بعد هذا القول الزور المنكر واولى هذه العقوبات هو ان يشترى عبد ويعتقه فى سبيل الله وثانى العقوبات إذا تعذر تحرير رقبة هو صيام شهرين متتابعين وإن لم يستطع ذلك فعليه إطعام ستين مسكيناً. ويكون ذلك لكى يحسن الإنسان إيمانه بالله ورسوله بعد تنفيذ هذه العقوبة والإمتناع عن التعدى على حدود الله.وتهدد الآيات إن من يكفر بآيات الله يعرض نفسه للعذاب الأليم. والصيام هنا هو الإمتناع عن الطعام والشراب والمعاشرة الجنسية.
“لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُّؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (المائدة 89)
إذا حنث الإنسان فى يمين قد حلفه بالله فإن ذلك يستوجب الكفارة وهى أن يطعم عشرة مساكين من جنس طعامه او ان يكسو عشرة مساكين او ان يعتق عبداً فإن لم يستطع ذلك فعليه بصيام ثلاثة أيام بالإمتناع عن الطعام والشراب والمعاشرة الجنسية.
“وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا93.وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا” (النساء 92 – 93)
تبين الآيات أنه لا يجوز قتل إنسان مؤمن إلا بطريق الخطأ ومن قتل مؤمناً متعمداً فى فإنما جزاؤه الخلود فى نار جهنم وغضب من الله ولعنة من الله والتعرض لعذاب عظيم من الله. وتبين الآيات جزاء من يقتل مؤمناً خطئاً بصفه عامة هو ان يفك رقبة مؤمن من الرق وأن يؤدى تعويض مادى لأهل القتيل إلا إذا عفى أهل القتيل عن القاتل ورفضوا الدية. وإن كان القتيل خطئاً من قوم آخرين وهؤلاء القوم أعداء لفريق المؤمنين ولكن هذا القتيل نفسه مؤمن فكفارة القتل خطئاً هو فك رق رقبة مؤمنه. وإن كان هذا القتيل خطئاً مؤمناً ولكنه من قوم بينهم وبين القوم المؤمنين معاهدات ومواثيق فعلى القاتل خطئاً كفارة دية مسلمة لأهل القتيل وفك رقبة من الرق فإذا تعذر تحرير الرقبة من الرق فعلى القاتل صيام شهرين متتابعين لكى يتوب الله عليه. والصيام هنا إمتناع عن الطعام والشراب والمعاشرة الزوجية.
“وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنْكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (البقرة 196)
فرض الله الحج فى مواقيت معلومة وكذلك العمرة وعلى المؤمنين إتمام الحج والعمرة فإن لم يستطيعوا التمام فعليهم تقديم فدية مما يستطيعون من الأنعام. وأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين ألايحلوا من إحرامهم بحلق الرأس حتى يبلغوا مكة التى هى محل الهدى إلا إذا كان الإنسان مريضاً أو به أذى من رأسه فعليه فدية صيام او صدقة او ذبح ما تيسر. فعلى من شعر بالأمان وأتم وقته من بعد العمرة حتى بلغ ميقات الحج فعليه ذبح ما تيسر من الأنعام فإذا لم يجد فعليه صيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة أيام حين عودته الى بيته إذا لم يكن من سكان البلد الحرام اما إذا كان من سكان البلد الحرام فعليه صيام عشرة أيام كاملة. وعلى المؤمنين دائماً أن يتقوا الله وان يعلموا أن الله شديد العقاب لمن خالف عن أمره. والصيام هو امتناع عن الطعام والشراب والمعاشرة الزوجية.
* * * * *
صيام شهر رمضان
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ184.أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنْكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ185.شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ186.وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ187.أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ188.وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ189.يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (البقرة 182 – 189)
تذكر الآيات فريضة الصيام على المؤمنين فى شهر رمضان وذلك بالإمتناع عن الطعام والشراب وجماع النساء وذلك ما بين ظهور الفجر حينما يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وحتى سواد الليل. وتبين الآيات فائدة الصيام وهو التقوى. وتوضح الآيات أنه فى حالات السفر او المرض فيمكن للإنسان ان يفطر فر رمضان على أن يعوض تلك الأيام بأيام مكافئة بعد رمضان حين انقضاء المرض او السفر. وتذكر الآية انه إذا أفطر الإنسان وهو قادر على الصيام فى غير مرض او سفر فعليه قضاء الأيام التى أفطرها علاوة على فدية إطعام مسكين ومن زاد فهو خير له. وتبين الآية أهمية الصيام وأن به خير للإنسان فى جميع الأحوال. وتحرم الآية إتيان النساء فى فترة الإعتكاف بالمساجد وتبين الآية أن القرآن قد انزل فى شهر رمضان بدايةً وان الله قد جعل الأهلة مواقيت للناس والحج.
* * * * *
أفكار البشر الخاطئة فى فريضة الصيام
– لقد أشاع الناس ظلماً وزوراً خبراً كاذباً عن السيدة عائشة انها قالت كنا نحيض عى عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) فكنا نؤمر بتعويض الصيام فقط وعدم تعويض الصلاة.
– وهذا كذب وإفتراء نبرئ منه السيدة عائشة فالنبى لم يخالف القرآن بل أمرنا بإتباع القرآن والله سبحانه وتعالى لم يعطى تصريح بإفطار الحائض أو إمتناعها عن الصلاة. فكما أسلفنا أحل الله فقط للمريض والمسافر الإفطار فى رمضان ثم القضاء فيما بعد والحيض لا يعتبر مرضاً وإنما هو ظاهرة فسيوليوجية تمر بها النساء ولذلك لم يأمر اله بالإفطار فى فترة الحيض.
– والعنصر الكاذب الثانى فى هذا الزيف أن القرآن أيضاً حرم مضاجعة الرجل لزوجته الحائض فقط ولم يحرم على الحائض فريضة الصلاة والآية واضحة جداً.
“.وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” (البقرة 222).
– هناك عقيدة خاطئة عند بعض الناس إذا جاء رمضان فيجب الإمتناع عن معاشرة النساء تماماً وهذا خطأ شائع ومما أسلفنا فإن الله قد أحل معاشرة النساء فى ليلة الصيام.
” أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ” (البقرة 182 – 189)
– هناك عقيدة خاطئة عند بعض الناس ان العطر يفطر فى نهار رمضان وان المرأة بالذات إذا خرجت من بيتها متعطرة فهى زانية. وهذا يتعارض مع شرع الله الذى دعانا أن نكون من التوابين والمتطهرين والذى دعانا ان نأخذ زينتنا عند كل مسجد ومن الزينه حسن الملبس والتطيب بالعطر. والمنهى عنه فى نهار رمضان فقط هو الطعام والشراب ومعلشرة النساء.
“يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ32.قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ33.قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ” (الأعراف 31 – 33)
تحذير من أن يتقول أى إنسان على الله ما لم يأمر به الله ودعوى الى التزين.
– وبالنسبة للحقن الطبية فلا ضير فيها لأنها لا تتعارض مع الإمساك عن الطعام والشراب فالغرض من الإمساك عن الطعام والشراب المعاناة من أجل التعود على خشية الله ولكن الحقن الطبية ليس فيها إشباع. وإن كان هناك بعض الحقن التى تحتوى على مادة الجلوكوز فإنها تذهب الإحساس بالجوع فإذا كانت هناك ضرورة لهذه الحقن فمن الأفضل للإنسان أن يفطر ثم يعوض ما فاته فى رمضان فيما بعد فى أيام أخر بدلاً من الإحتيال على الصيام وهو مريض بتعاطى هذه الحقن.
– وهناك عقيدة خاطئة أيضاً عند كثير من الناس أن صيام رمضان قد فرضه الله علينا لكى يشعر الغنى بحرمان الفقير وفقره وجوعه وعطشه ولكن القرآن قد بين كما أسلفنا فى قوله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة 183) إن حكمة الصيام هى التعود على خشية الله وهم فى ذلك سواء، الغنى والفقير.
لقد أشاع بعض الناس ايضاً ظلماً وزوراً فيما زعموا كذباً وزوراً ان الرسول الكريم قال: “مازالت امتى بخير ما عجلوا الفطار وأخروا السحور” وهذا تعارض واضح وصريح مع قول الله تعالى “ثم أتموا الصيام الى الليل” كما اسلفنا فغالبية أهل السنة يتعمدون عصيان اوامر الله بان يفطروا قبل حلول الليل متناسيين ان الأصل فى الموضوع انك فى أحد طرفى النهار، والطرف الثانى هو غروب الشمس فإنك يجب أن تكون فى حالة صلاة فإذا ما انتهيت من الصلاة وحل عليك الليل فرغت لتناول طعام الإفطار لقوله تعالى: ” وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ” (هود 114)
– اختلق بعض الناس قضايا جدلية لا أصل لها وهى إختلاف بداية الصيام فى الدول الإسلامية وظنوا انه يجب أن يوحدوا الصيام فى جميع الدول الإسلامية. ويبرع أحدهم فى إقناعك بأهمية الموضوع قائلاً لابد ان نصوم ونفطر مع السعودية وإذا سألته لماذا هذا يا أخى يقول لك حتى تتوحد فريضة الحج ايضاً. والحق فى هذا الأمر أن القرآن قد قال: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (البقرة 185)
– وهذا معناه ان على من علم بحلول شهر رمضان أن يبدأ الصيام وكذلك على من علم بحلول شهر شوال فعليه الإفطار. وشهد هنا بمعنى علم كأن رأى بنفسه أو علم من شخص آخر ثقة او بحساب فلكى او نحوه لأن كل ذلك إنما هو من وسائل شهود الشهر.
– ومن الطبيعى ان الله سبحانه وتعالى خالق الشمس والقمر والضباب والغيوم وكافة الظواهر الطبيعية يعلم انه لا تظهر الشمس ولا القمر لكل سكان الأرض فى موعد واحد فإذن هو يعلم ان حكمته اقتضت ان لا يتوحد موعد الصيام والإفطار لكل سكان الأرض وهى قض ية واضحة غير جدلية.
– اما حكاية توافق بدايات الشهور العربية فى كافة البلاد الإسلامية لتوحيد بداية شعيرة الحج فهذا لبث آخر. فالحقيقة أن على من ينوى ان يقوم بتنفيذ شريعة الحج ان يلتزم فى مواقيته بالكعبة المشرفة وليس بأى مكان آخر. وحيث ان الحج يتم الى البيت العتيق فلابد من التزام أوقات البيت وليس اى مكان آخر وليس له أى علاقة بضرورة توحيد بدايات الشهور العربية. وتوقيت مكه هو المحك فى فريضة الحج.
والله يقول ايضاً ” الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ
فِي الْحَجِّ” (الحج 197)
* واختلق بعض الناس أحاديث كاذبة تزعم ان صيام يوم عرفه كصيام الدهر كله، وبالغوا فى فضل صيام يوم عاشوراء، وهذا ليس له أى علاقة بالقرآن ولا بالدين الإسلامى. ولا يمثل اى فرضية لصيام هذه المناسبات.
اقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم
مها محمد علي التيناوي
تحية عطرة للدكتور عبد العاطي. مع جزيل الشكر لهذه المشاركة وهذا الجهد. وأدعو الله التوفيق لنا جميعا لما يحب ويرضى ولإعلاء كلمة الحق .
إلا أنه لي تعقيب صغير حول قضاء الأيام التي أفطارها القادر على الصيام مع دفع الفدية إذ أنه ما من كلمة أو آية تشير على القضاء مع الفدية . إذ أنه من اختار الإطعام دفع الفدية وانتهى الأمر وما من قضاء لهذه الأيام . وإنما القضاء هو من كان مريض أو مسافر ولقد أوضحت السبب لما كان القضاء هنا في البحث.
تقبل مني فائق احترامي وتقديري . وبارك لك جهودك………..المهاااااااا
ريماز
السلام عليكم اولا لي تعليق في اية قول الله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}وهل أراد باللذين يطيقونه المرضى والمسافرين؟
هنا اقول نعم هي راجعة الى المرضى والمسافرين لان اذا قلنا اولا: المرض مثلا انا عندي برد(نزله)اذا عندي رخصة بان افطر لكن في نفس الوقت استطيع ان اصوم هنا اذا فطرت معناها فدية طعام مسكين ليس عدة من ايام اخر و المريضون بالسكري مثلا فدية طعام مسكين.
ثانيا: بالنسبة للسفر يختلف، زمان الناس تسافر لايام كثيرة بالدواب الان بالطائرة او القطر ممكن يصوموا وممكن مايصوموا عندهم رخصة وهنا ايضا اذا فطر فدية طعام مسكين. وفي النهاية يقول سبحانه وتعالى وان تصوموا خيرا لكم.
ثالثا : سؤالي يخص المرأة لماذا تفطر المرأة في رمضان عندما تأتيها (الدورة الشهرية) من قال لكي فهل الدورة الشهرية مرض اقول لا لانها في طبيعتنا وهي لاتبطل الصيام بل ذكرها رب العالمين بان لا نقرب الصلاة فهل يعقل بان لا يذكرها في الصيام.
مها محمد علي التيناوي
تحية عطرة:
بشأن الشق الأول من السؤال : هي ليست عائدة للمرضى أو المسافر لأنه لو كان عندك نزلة برد فهي ليست مرض عضال ويمكن أن تصومي بعد شهر الصيام وبعد الشفاء ، أم مرض السكري أو أي مرض عضال هنا لاتجب عليهم الفدية أصلا لأنهم بالأصل غير قادرين على الصيام وبالتالي هم غير مكلفين ، والتكليف هو للأصحاء وليس لغير القادرين أي كالمرضى المزمنين أو الطاعنين بالسن ، السؤال وهل هم اختاروا المرض المزمن أو الطعن بالسن ؟؟؟ الاختيار يقع على القادر وليس لغير القادر ، هذا من جانب ومن جانب آخر وهل كل المرضى المزمنين أو الطاعنين بالسن قادرين على الفدية ليوجب الله عليهم الفدية ؟؟؟ أرجو منك قرأت البحث ومن ثم نتابع الحوار إن كان لديك تساؤلات.
أما بشأن سؤالك عن إفطار المرأة في الدورة الشهرية ، فأنا لم أذكر أنها توجب الإفطار بل على العكس أنا برأي الشخصي أنها لا تبطل الصيام ولو كانت كذلك لأتى بها نص كما أتى بأن اعتزلوا النساء بالمحيض ، وأنا أوافقك الرأي بهذا الخصوص ، وللأسف بعض الفقهاء اقترب من هذا إلا أنه عاد عن رأيه متمسكا بحجة أن حديث وحيد ويتيم تناول هذا الموضوع ومع الأسف هو حديث ضعيف هذا إن أخذنا بالحديث … ومن جانب آخر إن كل ما يدخل الجوف هو مفطر حسبما زعم السلف والفقهاء ونحن نسئل إن كان كل ما يدخل الجوف هو مفطر فما علاقة الدورة الشهرية بالإفطار لاسيما هي تخرج من الجسم لاتدخل !! اعتقد بهذا يكون رداً على أن الدورة الشهرية لاتبطل الصيام……. لك أرق تحياتي ودمتي غاليتي
بنت البحرين
لقد قرأت بحثك الطويل الا انى ارى انك ذهبت بعيدا فى فرضيتك التى تقول ان الصيام اختياريا بمعنى من اراد الصيام فليصم و من اراد عدم الصيام فعليه الفديه رغم الفائده الماديه و التكافل الاجتماعى الذى سيجنيه المجتمع من ذلك فالأغنياء لن يصوموا وسيدفعون الفديه اما الفقراء فليس امامهم الا الصوم و أخذ الفديه من الأغنياء !! أعتقد ان العدل الالهى يتخقق اكثر بصوم الجميع الأغنياء و الفقراء و هى عباده روحانيه بحته.
اؤيد رد الأستاذ اسماعيل ستيتيه
تحياتى للجميع
مها التيناوي
عزيزتي ابنة البحرين
ما قدمته هو رأي ناتج عن تحليلي وفهمي للنص .. ويبقى رأي ومن لديه حجة أقوى فاليأتي بها .. وأنتي تقولين أن العدل الإلهي يتحقق بصوم الجميع أغنياء وفقراء وهي عباده روحية بحته .. السؤال وهل سيتحقق التكافل الاجتماعي من خلال العبادة الروحانية البحته .. وهل سيكون نصيب للفقراء من مال الأغنياء هذا أولا .. ومن جانب أخر وهل فقط من سيمتنع عن الصيام هم الأغنياء فقط ؟؟ نحن قلنا أن الفدية تعود على من لم يصوم وتقدر قيمتها حسب أمكانية الفرد بمعنى الذي يأكل باليوم بدولار وجب عليه أن يفدي بكل يوم بدولار ومن يأكل بمئة دولار وجب عليه الفدية بمئة دولار وما من نسبة محدده كما قال الفقة الأسبق .. لو عدتي للنص القرآني فأول تكليف نزل هو الإنفاق من قبل الصيام والصلاة وكل الشعائر الدينية .. دمتي بود آنستي
محايد
أشكر لك بشده على هذا البحث المنطقي تماما بما يتناسب مع الحريات والمقبولات على الله , وأقول للإخوه المعارضين في نقطه أن المفترض الفديه للمريض والمسافر بدل القضاء . هنا الله ارجعك للخيار الاصلي أما الصوم او الفديه بعد الشفاء , إن شئت تقضيه صوما او فديه ,وان تصوموا خيراً لكم
محمد حلمى
قول الله تعالى: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين
تعنى من يفطر وهو صائم قبل الموعد عليه ان يطعم مسكين وايضا المعنى من لا يرغب فى الصوم عليه ان يطعم مسكين عن كل يوم ولكن الاجر عظيم لمن يصوم لذلك وان تصومةا خيرا لكم
اما لماذا كلمة يطيقونه لان لو قيل الذين لا يطيقونه سيكون ان المعنى ان الله يكلف النفس ما لا تطيق وهذا يتعارض مع القران ولكن معنى يطيقونه اى ان الله سبحانه وتعالى فرض شئ يطالق ولكن بعض البشر
نفوسهم ترى انهم غير قادرين عليه فهنا الامر صحيح ولكن النفس البشريه ضعيفه
فكان المعنى ان فديه اى بديل عن الصوم
وهذا الكلام يختلف عن موضوع المريض الذى يحب الصوم ولكن له رخصة ان يصوم فى ايام اخر
وفى النهايه وان تصوموا خيرا لكم اى ان الاجر العظيم للصائم اكثر من صاحب الفديه
محمد حلمى
الصيام فى شهر رمضان اختيارى اما ان يصوم الشخص ويأخذ اجر عظيم او انه يفطر ويدفع فديه اطعام مسكين
والحاله الثالثه ان لا يصوم ولا يدفع فديه ويكون كافر اى رافض لتنفيذ امر الله بالصيام
وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين
اى القادرون على الصوم ولكنهم نفوسهم ضعيفة ترغب فى الفطر والرخصة لهم هى اطعام مسكين عن كل يوم صوم
خولة محمد
الشكر الجزيل للاخت الباحثة فلقد اثريت الموضوع ببحثك
محمد حلمى
بسم الله الرحمن الرحيم
شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون
صدق الله العظيم
ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون
ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون
ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون
اى ان بعد الصيام يجب تقديم قربان هدى ذبيحة لله بعد الصيام ويتم التكبير عليه ب بسم الله الله اكبر
والعجيب ان الناس قد فهمت من تقديم الهدى بعد الحج هدى بلغ الكعبة انه تقديم القربان بينما فى اياة شهر رمضان
غيروا المعنى
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
صدق الله العظيم
لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
هذا هو التكبير على الهدى وليس المعنى التهليل يوم العيد فالتهليل والتكبير فى صلاة العيد شئ عظيم وله قيمة عند الله وهو من التسبيحات التى يحبها الله سبحانه وتعالى
ولكن المقصود من تكبير الله على الهدى اى تقديم القربان والبسمله والتكبير اثناء تقديم القربان لله
محمد حلمى
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ
قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ
فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
صدق اله العظيم
فى الايه تجد ثمانى حجج فلماذا لم يقل ثمانى سنوات او ثمانى اعوام
الاجابة لان لوقال ثمانى سنوات فستكون خطأ لان السنة الشمسيه الميلاديه لم تكن قد علمها الانسان
وهى بدأت مع ميلاد المسيح عيسى عليه السلام ولو كان قال سبحانه وتعالى ثمانى اعوام فالعام الهجرى القمرى لم يكن يعلمه الناس لان الناس لم تعرف العام الهجرى الا فى عهد النبى محمد
فالطبيعى ان يقول شعيب عليه السلام لموسى عليه السلام ثمانى حجج لنتعلم مجموعة اشياء من الايه
ان العام الهلالى هو يبدأ بهلال شهر ذى الحجة وهو يتكون من اربع شهور حرم متتاليه وهى شهور الحج يمكن للناس الذهاب فيها لادء الحج ومرخص ان يحج الشخص قبل الهلال ذى الحجة بيومين
او يتأخر يومين بعد انتهاء الاربع شهور الحرم مباشرة ثم يأتى الشهور العاديه الثمانيه حتى ظهور الهلال الخاص بذى الحجة وهو يوم الحج الاكبر لان الناس تنتظر هلال ذى الحجة فيجتمع اهل الارض فى يوم الهلال للحج ثم يـأتى الناس تباعا لمدة اربع شهور ويومين لاداء الحج
محمد حلمى
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ
ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ
ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ
حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ
صدق الله العظيم
بعد بناء الكعبه بيد ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ظهر هلال ذى الحجة فأمر الله سبحانه وتعالى ابراهيم عليه السلام ان يأذن فى الناس بالحج ومن هنا وجب على الامة الاسلاميه ان تخصص رجل يوم ظهور هلال ذى الحجة ان ينادى على الناس ان هلال الحج قد بدأ وهذا الاذان يعنى ان بدايه 122 يوم يمكن فيهم اداء الحج
وايضا نتعلم من اية زواج نبى الله موسى المذكور فيها ثمانى حجج ان توقيت الحوار مع نبى الله شعيب هو وقت ظهور الهلال الخاص بذى الحجة اى يوم الحج الاكبر الذى هو اليوم الاول من ذى الحجة الذى يفتح باب الاربع شهور حرم يمكن فيها للناس الذهاب للحج وايضا تعلمنا الايه ان موسى عليه السلام كان يعرف الحج وايضا شعيب
بعد قضاء الاجل الفترة المتفق عليها سواء ثمانيه او عشرة انتهى الاجل فى نفس التوقيت الاول من ذى الحجة فحدث موضوع
رؤية موسى عليه النار على جبل الطور يوم الحج الاكبر وكان شتاء قارس لان موسى عليه السلام كان يبحث عن نار ليحضر منها قبس كى يصطلون ثم جاء موسى عليه السلام ليأخذ امر من الله ان يذهب الى فرعون ليأخذ بنى اسرائيل الى الارض المقدسة التى هى الان السعوديه والهدف هو ان يأخذهم للحج والاستنتاج يأتى من كلمة عبدت بنى اسرائيل
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ
وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ
وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ
قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ
فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ
أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ
وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ
قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ
فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ
وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ
صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ
فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ
وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ
فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ
قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ
فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
صدق الله العظيم
عرض زواج موسى عليه السلام من ابنة شعيب كان بعد ان تعرف شعيب عليه السلام على قصة موسى مع فرعون
وتحدث نبى الله موسى عن قتله احد قوم فرعون ومن خلال القصة علم بنات شعيب ان موسى رجل قوى امين
علموا انه قوى لانه عمل الماء من البئر وسقى لهما الانعام فلم يظهر عليه التعب نتيجة لمجهود حمل الماء وكمية الانعام
كانت كبيرة ولم يطمع فى ان يأخذ شئ من ممتلكات الأمرأتان وسقى لهما لوجه الله فلما ذهبت الامرأتان الى ابيهم شعيب الشيخ كبير السن اخبرو ابيهم ان رجل قام بهذة الخدمة دون ان يطمع فى الممتلكات وانه عانى المشقه دون يظهر عليه التعب لانه قوى وبعد ان حكى موسى عليه السلام القصة علم شعيب ان موسى عليه السلام يبحث عن مأوى وعمل وانه اعذب
فعرض عليه زواج احد بناته على ان يكون المهر هو العمل ثمانى او عشر سنوات اى حجج لان المواقيت كانت تحسب بهلال الحج
فى ذى الحجة
بسم الله الرحمن الرحيم
يسالونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بان تاتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون
صدق الله العظيم
الاهله كلها مواقيت وواحد منهم يضاف عليه انه هلال الحج وهو هلال ذى الحجة واول يوم فيه هو يوم الحج الاكبر
لان الناس تنتظرة فيتجمعون فيه لاداء الحج ويبدأ الحج فى ال 122 يوم من يوم الحج الاكبر واذا تقدم احد بيومين فلا اثم عليه فيصبح مجموع 124 يوم صالحا للحج واداء المناسك
محمد حلمى
يوجد بالقران ايات تم انزالها فى مناسبه معينه وقد انتهت المناسبه مثل
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضات ازواجك والله غفور رحيم
صدق الله العظيم
الايه كانت تخاطب الرسول عليه السلام تعاتبه على امر تحريم محلل وانتهى الموضوع وزمن الايه
ولكن الحكمة فى وجود الايه هى ان نتعلم الا نحرم ما احل الله
ومثال اخر
بسم الله الرحمن الرحيم
لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ
إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
صدق الله العظيم
ايات تاريخيه تعطى اخبار وعظة لموقف حدث مع الرسول ويتعلم منها المسلم العظمة الا يضع نفسه فى موقف نفس موقف هؤلاء الذين رضوا ان يكونوا مع الخوالف اثناء نداء الجهاد لله
واقصد من الموضوع ان القران يوجد ايات كانت لوقتها ولحدث معين واصبح خبر نبأ نتعلم منه ونأخذ العبرة فى عمل الخير والابتعاد عن اعمال السوء
وايضا توجد ايات سارية المفعول وهى لكل زمان ومكان
فالايات التى تبدأ بيا ايها الناس او يا ايها الذين امنوا فهى ايات مستمرة الزمن
لانستطيع ان نقول انها فعل ماضى وانتهى لانها سارية المفعول
وايضا يوجد ايات سارية المفعول فى كل زمن والى الابد مثل اية الكرسى والفاتحة وايات كثيرة
فيوجد ايات كانت تكلم مؤمنيين الصحابة وتأمرهم باتبع الرسول وطاعتة وان من يطيع الرسول فقد اطاع الله
وايضا يوجد اية نهاية الرساله وان مهمة الرسول هى البلاغ فقط
وايضا يوجد ايات تبرئ الرسول من القوم بعد وفاة الرسول لان المهمة كانت ابلاغ الرساله فقط
مثل الايه القادمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
صدق الله العظيم
الموت اخلاء طرف للانبياء بعد الموت بعد تمام الرساله
بسم الله الرحمن الرحيم
وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين
صدق الله العظيم
ايات زمن المجهول للمستمع ومعلومة للمخاطب والموجه له الخطاب فقط
وهى الايات التى تبدأ بكلمة ((((( وإذ ))))))
وايضا يوجد ايات تتحدث فى زمن ما بعد الزمن مثل لمن الملك اليوم لله الواحد القهار
وايضا ايات زمنها زمن الجنة والنار مثل الايات الموجودة بسورة الرحمن
ويوجد ايات بشرى بالجنة وايات انذار بالنار
ما هى فائدة هذا الكلام
الفائدة ان يوجد ايات بها طاقة فعاله تستخدم فى العلاج بالقران وايات بها طاقة حارقة لان زمن الايه مستمر وفيها زجر شديد فالقران ملئ بالعجائب والعظمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالصَّافَّاتِ صَفًّا
فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا
فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا
صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا
فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا
وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا
فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا
فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا
عُذْرًا أَوْ نُذْرًا
صدق الله العظيم
الحكيم هو من يعرف ذمن الايه ويستخدمها فينتج له طاقة فعاله
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
صدق الله العظيم
محمد حلمى
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تاويلا
صدق الله العظيم
الايه 59 من سورة النساء زمن الايه فى عصر الرسول تخاطب المؤمنيين المتواجدين فى عصر الرسول ان يطيعوا الله اى كلام القران ويطيعوا الرسول اى التعليمات التى يصدرها لهم والارشاد
اما بعد الرسول اصبحت الايه بالنسبة لنا الرسول مات والمقصود منها طاعة كلام الله الذى جاء على لسان الرسول وبذلك نكون تابعين للرسول طائعين له اما تأليف الاحاديث والقول انها اقول الرسول ويجب علينا طاعتها
فهذا ليس مهمة الرسول لان الرسول لا ينطق عن هوى نفسه بالاحاديث انما ينطق بالحق وهو الرساله
بسم الله الرحمن الرحيم
فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ
وَمَا لا تُبْصِرُونَ
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ
وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ
لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ
ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ
فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ
صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب
صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
واطيعوا الله واطيعوا الرسول فان توليتم فانما على رسولنا البلاغ المبين
صدق الله العظيم
المبين هو الواضح الحروف كما نزلت وليس معنى المبين التفسير لان التأويل له يوم التاتويل لانه لا يعلم تأويل القران الا الله سبحانه وتعالى
مها التيناوي
كل الشكر للأخ محمد حلمي ،
إضافة على قولك أخ حلمي فإن الطاعة وجبت على الحي وليس على الميت .. وطاعة الرسول بعصرنا هي بما أتى به من الله بالرسالة فالله حي لا يموت .. والرسول لا يعطي تشريع أو أحكام فذلك لله وحده ..إنما هو حامل وناقل للرسالة .. إنما محمد النبي يعطي تعاليم وله أن ينهي ويأمر بما لايخلف التنزيل أي حسب الظرف الزمكاني .. وقوله عز وجل أطع الرسول ولم يقل النبي هذه دلالة على طاعته بما في الرسله الموكل إليه نقلها .. ولو قال تعالى أطيعو النبي لكن وجب علينا طاعته بكل ما قال من خارج الرسولة وما تسمى الأحاديث النبوية .. دمت بخير أخي الكريم وبارك الله بك
أرق تحياتي
محمد حلمى
الحمد لله الذى يخرج النور من باطن الظلمات ويهدى من يشاء من العباد ويقول فبشر عباد الذين يسمعون القول فيتبعون احسنة ويقول ايضا اتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم ويقول ومن احسن من الله قيلا ويقول فباى حديث بعد الله وايته يؤمنون ويقول عن الرسول ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ولقطعنا منه الوتين ويقول فهل على الرسول الا البلاغ المبين ويقول عن قرانه وقران فصلناة تفصيلا وقال تبيانا لكل شئ ويقول اولم يكفيهم ان انزلنا عليك الكتاب ويقول عن الذين كتبوا علم الاحاديث وما هو بعلم يوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ويقول على شيوخ القنوات التى تنشر الضلال الدينى ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا وهو الد الخصام ويقول عنهم واذا قيل لهم لاتفسدو فى لارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لايشعرون
اشكر الاخت مها التيناوى واشعر بالسعادة ان الله سبحانه وتعالى يكثر من عبادة الصالحين تدريجينا ويجعلهم مثل نجوم السماء يخرجون جواهر الدين من القران المهجور بالبحث والفكر المنطقى العلمى المبنى عن البحث عن الحكمة واتباعها وعدم التكبر عن اكتشاف الشخص انه اخطئ فى شئ والاعتراف بالصحيح واتباع الحق مهما كان واينما كان وهذا هو معنى كلمة (((((((((((( الحنيفيه )))))))))))
فالحنيفيه هى اتباع الحق والاخلاص لله
عبد الكريم حيدر سلام مغلس
اتفق مع د.عبد العاطي شحرور في الموضوع : قول في الصيـــــــــــام واتوقف برأى خاص حول صلاة المرأة الحائضة
“.وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” (البقرة 222). واصاب في قوله لايوجد مايمنع المرأة الصوم اثناء الحيض وليست بحكم المرض او السفر
ولكنها بحكم الجنب لايام الحيض وشرط الحالتين الطهارة لقوله تعالى { وان كنتم جنبا فالطهروا } وجوب الغسل للجنب شرط الطهارة وقوله تعالى { فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ } بعد انتهاء فترة الحيض وجب الغسل لاكتمال شرط الطهارة وبالتالى يسقط الصلاة عن المرأة الحائض { انَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”}
اللهم حبب الايمان لنفوسنا وذينه في قلوبنا انك انت السميع العليم