21122019 المنتديات الأسئلة والأجوبة احب ان يتكلم الدكتور عن موضوع يهمنا جميعا وهو الابتلاء والفتنة اللذان وردا في مواضع متعددة في الذكر

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • محمد وفا
    زائر
    #8991 |

    احب ان يتكلم الدكتور عن موضوع يهمنا جميعا وهو الابتلاء والفتنة اللذان وردا في مواضع متعددة في الذكر الحكيم،ما الفرق بينهما وكيف يعرف المؤمن أنه مصاب بـ احدهما او كلاهما وكيف يتعامل المؤمن معهما

    admin
    مدير عام
    #10584 |

    الأخ محمد الابتلاء هو نوع من الامتحان بنوعيه الإيجابي والسلبي، له وجود كقانون موضوعي ساري على كل أهل الأرض لقوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا} (الكهف 7)، وقوله: {فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} (الفجر15-16). ومعنى أن الابتلاء قانون موضوعي يعني أنّنا نلمسه في اختلاف الدخل بين الناس مثلاً، فلو تساوى الدخل بينهم كما يتمنى بعضهم، لماتت كل الطموحات لدى الأفراد، ولأصيب المجتمع بالشلل. أما الابتلاء الشخصي فهو محدد الموضوع وخاص بالشخص نفسه، والله عزّ وجلّ ابتلى إبراهيم بمجموعة من القوانين الموضوعية لفهمها، وقد نجح إبراهيم في ذلك {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} (البقرة 124)، كما ابتلى محمداً (ص) بالنبوة والرسالة معاً وقد نجح فيهما. في حين يختلف معنى البلاء عن ذلك، فهو الامتحان السلبي كما حصل لقوم موسى مع فرعون في قوله تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} (البقرة49)، إذ نلاحظ هنا أن البلاء جاء بشكل جماعي ناتج عن ادعاء فرعون الربوبية وتحويله بني إسرائيل إلى عبيد. الفتنة لا تكون أساساً إلا من قبل طرف قوي على طرف أضعف منه. فقوله تعالى لموسى: (..وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا..) (طه40)، معناه أنّ موسى أصبح إنساناً قوياً لايقابله أحد في مواجهة مباشرة. والدولة الديكتاتورية عندما تعتقل انسانا ما تختلف معه في الرأي فإنما لكي تفتنه عن آرائه: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا..) (البروج10). كذلك يمكن لامرأة ما أن تفتن رجلا بإغرائه بمفاتنها وجعله في موقف ضعيف أمامها وهي في موقف أقوى منه، فتطلب منه أمورا لا يقبلها عادة. وكذلك الأموال والأولاد فتنة لأن الإنسان يصبح ضعيفا أمامهما. أما المناسبات التي استعمل فيها الفقهاء عبارة: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها) فذلك هراء لأنهم عكسوا معنى الفتنة، لأنه عندما يحتج الضعيف على القوي لا يعتبر ذلك فتنة

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.