مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • admin
    مدير عام
    #16774 |

    أحترم وجهة نظرك.

    أبو علي
    زائر
    #13550 |

    مساء الخير دكتور شحرور , و أعتذر مسبقا عن طول الطرح.
    رب و إله .على الرغم من الأهمية القصوى التي يكتسيها فهم المصطلحين إلا أنني لم أجد في أبحاث غيري ما يشرح معناهما , و الرأي الشائع حتى الأن هو للشيخ الشعراوي الذي يقول (بالمختصر) :الله تعالى “رب” الناس شاء الناس أم أبو و الله تعالى “الإله” هو إختياري (الرأي في الأصل يرجع للرازي على ما أعتقد), و قد إتبعه في هذا الدكتور محمد شحرور و كلاهما أظن جانب الصواب لأن من منظور الله لنا هو “إلهنا” و “ربنا” و نحن “عباده” شئنا أم أبينا لكن من منظور البشر نحو الله تعالى هناك من يؤمن بالله ربا و إلها و هناك غير ذلك و لو لم يكن الأمر كذلك لما قال رب العرش العظيم :
    وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)
    و الأمثلة مثل الأية الكريمة لا تكاد تعد و لا تحصى ,فأين المشكلة إذا ؟ المشكلة في فهمنا الخاطئ لمصطلح “عبد” و هذا الفهم الخاطئ أدى بنا إلى حالة من الحيرة و التوهان عند محاولة فهمنا لمصطلحي الرب و الإله , حيث تعتقد الأغلبية الساحقة أن العبادة هي الإيمان و إقامة الشعائر و الطاعة و هيمن على تفكيرها أن الصلاة بالسجود و الركوع و الصيام و الشعائر الأخرى هي طريقة العبادة و هذا خطأ, و هناك من خالف هذا الرأي و هو الدكتور محمد شحرور حيث قال أن فعل “عبد” من أفعال الأضداد و يعني أن تطيع الله بملئ إرادتك و تعصيه بملئ إرادتك و قام بشرح لسورة الكافرون(جانب الصواب مثلما سترى لاحقا ) و كذلك لأية ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ” إذ أن شرحا مثل هذا يعني أننا خلقنا لنفعل ما نشاء تجاه رب العالمين و هذا عبثي بإمتياز و برأيي حشو لا يليق بكتاب الله تعالى و يبدو كتبرير من “يدافع عن نفسه” و يناقض الكثير من أيات الذكر الحكيم إذن فهو نسبيا مخطئ و أرى أنسب لو قال الدكتور شحرور “ليعبدون : تعني أن يستعملوا إرادتهم الحرة في إتباع ما أأمرهم به” و لهذا وجب العقاب على من يعصي أوامر رب العالمين و يفسق عليها. ماذا لو إعتبرنا أن هناك عبادتان و ليس واحدة .
    الله سبحانه و تعالى له مقامان (بالنسبة لنا) : مقام الرب و مقام الإله :
    1.مقام الرب : مقام مادي و أني (لحظي) و ملموس و للحاضر و المستقبل .و إنعكاسات إتباع هذا المقام تكون دنيوية و أخروية.
    2.مقام الإله : مقام غيبي بحت و للمستقبل(أي الأخرة), يحتمل شيئا من ثلاث : الإيمان , الكفر , الشرك , نتائج إختيارك إحدى هاته الإحتمالات الثلاث تلمسها يوم الحساب.
    لكلتا المقامين عبادتاه من صلاة و زكاة و صوم و إتباع.
    1. عبادة مقام الرب يستلزم منك إتباع قوانين رب العالمين الدنيوية و الإبتعاد عن نواهيه و محرماته , و الصلاة فيه تتم بتنفيذ أوامر رب العالمين الدنيوية و فيه أيضا زكاة و صيام , قد يبدو هذا شيئا غريبا للكثيرين و يطالبون بدليل يثبت وجود صلاة كالتي أقول أو الزكاة أو الصيام و الأدلة كثر من كتاب الله لكن لم نتمعن بالقدر الكافي كقوله تعالى :
    قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ
    لو كان الحديث هنا عن الصلاة الشعائرية , فما دخل صلاة سيدنا شعيب بأموال قومه ؟؟؟؟ و الصحيح أن الصلاة المقصودة هنا هي صلاة مقام الربوبية و هي عدم أكل أموال الناس بالباطل . و لك مثال أخر حيث يقول رب العالمين :
    مريم – الآية 54وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا
    مريم – الآية 55وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا
    عند قراءتك للأيتين ,ما ظنك ؟ أن سيدنا إسماعيل كان يأمر أهله بالصلاة الشعائرية ؟ أليس هذا إكراها و هو منهي عنه ؟؟؟ فالكلام هنا عن إقامة الصلاة إيتاء الزكاة لمقام الربوبية ,أي أنه كان يأمرهم بإتباع قوانين رب العالمين و ايتاء الزكاة (بالمناسبة الزكاة عبادة لمقام الربوبية).و أيضا قوله تعالى :
    أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
    ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون , هل الكلام هنا عن الصلاة الشعائرية ؟ بطبيعة الحال لا ,كلمة “المصلين” المقصود بها الذين يأتمرون بأوامر الله من مقام “الربوبية” أي يحترمون القوانين الدنيوية لكنهم ساهون عن الصلاة الشعائرية (صلاة مقام الألوهية) و يراؤون (من الرياء) و يمنعون الماعون (يمنعون خروج الصدقات و هي أي الصدقات من عبادات مقام الألوهية).
    و لو كان الأمر غير ما ذكرت لوقعنا في نفس اللبس الذي وقع فيه المفسرون القدامى(و لك أن تراجع أقوال السلف في هذا).
    هذا عن صلاة مقام الربوبية و كنت قد قلت أن الزكاة هي عبادة لمقام الربوبية أما الصدقة فهي لمقام الألوهية لكن ماذا عن قولي أن هناك صياما لمقام الربوبية ؟ إقرأ قوله جل و علا :
    النساء – الآية 92وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
    المجادلة – الآية 4فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
    المائدة – الآية 89لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
    هل هنا الصيام عبادة ؟ الإجابة نعم لكن لمقام الربوبية و هدفه دنيوي و نتائجه دنيوية و هي تهذيب النفس و تطويعها .
    2.عبادة مقام الإله يستلزم منك إيمانك و تصديقك بأن الله إلهك , و العبادات لهذا المقام شعائرية غيبية لا ترجو منها نتائج دنيوية من صلاة (فرضا أو نافلة) و صدقات (مالية أو غير مالية و لا تنسى الزكاة عبادة لمقام ربوبيته سبحانه ) و صيام (فرض شهر رمضان أو النافلة) أو حج , هذا المقام لا توجد فيه معصية بل فيه كفر أو إيمان و كذلك لا يحتمل الخطأ و لا يوجد فيه غفران , لا بد أن تكون “موحدا” و غير هذا ليس مقبولا …الأخطاء في مقام الربوبية يمكن أن يغفرها لك رب العالمين (ما عدا الشرك و الكفر بربوبيته سبحانه بطبيعة الحال) . هذا كل ما يخص هذا المقام .
    لماذا هذان المقامان لا يكادان يفترقان في كتاب رب العالمين ؟؟؟ و الجواب لأنه لا يمكن أن يفترقا و ما يفعله الناس هاته الأيام هو تفريق المقامين ..و السبب هو التراث الذي زرع في عقول الناس أن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة و أن الشعائر و تطبيقها أليا هي الطريق إلى ذلك , فأصبح الناس يعبدون الله سبحانه من مقام الألوهية و لا يعبدونه من مقام الربوبية فتجد أحدهم يفعل الفواحش و المنكرات و يصلي و يصوم و هو شبه متأكد بأن ثوابه الجنة ….و لك أيضا في الغرب عبرة فكثير منهم يعبدون الله تعالى من مقام الربوبية دون أن يعلموا و يدعون إلى العدل و السلام و يكفرون به إلها واحدا أحدا و تجد “فقيها” يؤمن بالله تعالى من مقام الألوهية و يدعو إلى القتل و الدمار و إظهار الولاء للطواغيت لأنه لا يعبد الله سبحانه من مقام الربوبية , لذا لا يمكن إطلاقا عبادة الله تعالى في مقام دون الأخر .
    و أخيرا شرح سورة الكافرون و لماذا توجد أية مكررة حيث قال تعالى :
    قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)

    لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) : المقصود عبادة الله سبحانه ك “رب” .
    وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ : المقصود عبادة الله سبحانه “إلها واحدا أحدا” و لهذا جاءت “عابد” مبنية للمستقبل لأن المقام غيبي.
    أما قوله جل و علا : قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81)
    فهو واضح جلي : إذا كان للرب سبحانه و تعالى “ولد” فأنا أول من سيتبع أوامر هذا الولد , كأنه يقول : كيف يكون للرحمن ولد (تعالى سبحانه علوا كبيرا) و لا يأمر و لا يتبعه الناس و لا يحكم ؟؟؟؟؟

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.