مساء الخير أستاذ دكتور محمد شحرور
أريد أن أشاطر حضرتكم تدبري لمسألة :هل أدم هو أول البشر أم لا ؟ قال ربنا سبحانه عن علم الملائكة : قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
و في أية خلق أدم : إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ ….بقليل من التمعن نجد أن : “بشر” عبارة عن “مفهوم” concept و “طين” عبارة عن “مادة” , ثم تجد رب العالمين تبارك و تعالى يقول في أية أخرى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ….بقي مفهوم “البشر” لكن تم تفصيل نوعية المادة أي نوعية الطين “صلصال من حمإ مسنون” , هذا يعني أن “المفهوم” معروف للملائكة و ما إحتاج لتفصيل هي المادة..أي أن الملائكة يعرفون مفهوم “بشر” فمن غير المعقول أن يخاطب رب العزة الملائكة بمفهوم لا يعرفونه و هو سبحانه الذي علمهم أليس كذلك ؟ و لأن الملائكة لم يدركوا الفرق بين هذا النوع الجديد من “البشر” المخلوق من صلصال و سابقيه إستغربوا جعل رب العزة من يسفك الدماء و يفسد خليفة في الأرض , فقام رب العرش العظيم بتبيان الفرق بين أدم و البشر السابقين عن طريق عرض جزء من طاقاته الكامنة في قصة تعليم أدم الأسماء ….و لو لم يكن الأمر كذلك فمن أين للملائكة أن يعلموا أن البشر مفسدون سفاكون للدماء ؟ و علم الغيب لله سبحانه و تعالى حصرا ؟؟ فأدم أول بشر من نوعه ,لكنه ليس أول بشر على الإطلاق.
أرجو أن أكون وفقت في شرح فكرتي.