الأخ مصعب أخطأت في كثير من الأفكار وصححتها، منها موضوع الناسخ والمنسوخ مثلاً، والشهادة والشهيد، وسورة التوبة، وكل يوم أجد في التنزيل الحكيم مسألة بحاجة لحل، وبكل الأحوال منهجي يعتمد تصحيح ذاته، وفي كل كتاب جديد أصحح ما اعتبرته خطأً. بالنسبة لموضوع الغلام، العبد الصالح آتاه الله من علمه اللدني، بمعنى ماذا لدينا الآن في الزمان والمكان، أي ضمن دائرته الموجود فيها، فعلم أن الغلام ، وهو ليس طفلاً وإنما بلغ مرحلة الغلمة، في طريقه لارتكاب جريمة تسبب الأذى لأهله، وعقوبة الولد العاق في شريعة موسى هي القتل لذلك ارتأى قتله، وحالة العبد الصالح خاصة، لذلك لم يتقبلها موسى، إذ يمثل موسى سلطة القانون الذي لا يمكن أن يحاكم بدون أدلة، بينما يمثل العبد الصالح سلطة المعرفة (كجهاز الاستخبارات الذي يملك معلومات لا يكشفها) وتصرف بموجب هذه المعرفة. والعبرة من القصة أننا لا يمكن أن نقيس العدالة الإلهية المطلقة بعدالتنا النسبية، والله تعالى قد يتدخل في أمر ما لكن من ضمن الظروف الموضوعية الحاصلة لا خارجها، فالشاب عاق وسيرتكب جريمة وأبواه صالحان وعقوبة العاق هي القتل (في شريعة موسى)