أن تتوقع ما سيكون عليه أبناؤك لا يعني أنك فرضت عليهم أمراً ما، وأبو لهب أوصل نفسه إلى طريق اللاعودة بحيث كان من المستحيل أن يرجع عن معاداته لله ورسوله ولذلك بشره الله بمصيره، وهي عبرة لنا لألا نضع أنفسنا في موضع لا يمكن لنا أن نعود منه.
والله تعالى قال {لله الأمر من قبل ومن بعد} أما لحظة الآن فهي لنا، أي هو يعلم كل الخيارات التي أمامنا ولحظة الاختيار يتطابق اختيارنا مع علمه، وأشبه ذلك دائماً (ولله المثل الأعلى) براكب طائرة يرى تحته مجموعة شوارع تتفرع من دوار وتأتي سيارة فأنت ترى جميع الاحتمالات التي أمامها، وعندما تختار أحد الشوارع دون آخر تراها أيضاً، وترى نهاية هذا الطريق، وعلمك هذا لا يعني أنك فرضت على السيارة طريقاً دون آخر.