الفصل الخامس: شجرة الذكر

الآن بعد أن عرفنا الكتاب والقرآن والسبع المثاني والذكر والفرقان والصراط المستقيم لنعط التعاريف الكاملة لكل منها:

1 – الكتاب: هو مجموعة المواضيع التي جاءت إلى محمد صلى الله عليه وسلم وحياً، وهو مجموع الآيات الموجودة بين دفتي المصحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس وفيه النبوة والرسالة وهو الرسالة فقط بالنسبة لموسى وعيسى.

الكتاب = الرسالة + النبوة.

2 – أم الكتاب: هي مجموعة الآيات التي تشكل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وفيها العبادات والحدود والتعليمات والفرقان “الصراط المستقيم والحكمة” وهي الكتاب المحكم {منه آيات محكمات هن أم الكتاب} وهي التي أوحيت من الله مباشرة وليس لها وجود مسبق قبل الإنزال والتنزيل ولا يوجد فيها جعل.

3 – النبوة: وفيها القرآن والسبع المثاني وتفصيل الكتاب: والنبوة تقسم حسب الآيات التالية:

أ‌ – الآيات المتشابهات: وهي القرآن والسبع المثاني.

ب‌ – آيات لا محكمات ولا متشابهات: تفصيل الكتاب.

أ- الآيات المتشابهات:

  1. القرآن “الحديث”: وهي مجموعة القوانين المخزنة في اللوح المحفوظ والإمام المبين وهي القوانين العامة الناظمة للوجود المتحكمة فيه من بداية الخلق إلى نهاية الثواب والعقاب في الجنة والنار “اللوح المحفوظ” والقوانين الجزئية لتصرف ظواهر الطبيعة وأحداث الإنسان بعد وقوعها “إمام مبين” وهي التي لها وجود مسبق قبل إنزالها وتنزيلها وهي التي جعلت عربية، والتشابه فيها حركة المحتوى مع ثبات النص، ويفهم فهماً نسبياً حسب الأرضية المعرفية للعصر.
  2. السبع المثاني “أحسن الحديث”: وهي سبع آيات فواتح للسور “متشابه مثان” مثل “ألم” وأربعة عشر حرفاً “صوتاً” وهي متشابهة وتفهم فهماً نسبياً حسب تطور المعارف للعصر وهي أحسن الحديث.

ب- آيات لا محكمات ولا متشابهات:

وهي الآيات التي تشرح محتويات الكتاب من قرآن وأم الكتاب والفرقان:

ومنه:

  • الكتاب = آيات محكمات + آيات متشابهات + آيات لا محكمات ولا متشابهات.

= أم الكتاب + القرآن + السبع المثاني + تفصيل الكتاب.

= أم الكتاب + “الحديث + أحسن الحديث” + تفصيل الكتاب.

  • الذكر: هو الصيغة اللغوية الإنسانية للكتاب كله والذي جاء بلسان عربي مبين وهو الصيغة التعبدية بغض النظر عن فهم المضمون وهو الذي تكفل الله بحفظه وهو محدث كله.
  • الفرقان: وهو الوصايا العشر التي جاءت إلى موسى وعيسى ومحمد وهي الآيات (151-152-153) من سورة الأنعام وهو جزء من أم الكتاب وهو الأخلاق المشتركة بين الديانات السماوية وجاء إلى موسى منسوخاً على الألواح مفروقاً عن الكتاب:

لنأخذ الآن الآيات الخمس الأولى من سورة الزخرف:

– الآية الأولى: {حم} من السبع المثاني.

– الآية الثانية: {والكتاب المبين} القصص.

– الآية الثالثة: {إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون} القرآن.

ونشير هنا بين معترضتين إلى أن هذه الهاء في “جعلناه” ليست عائدة على الكتاب المبين في الآية السابقة بل هي عين القرآن العربي: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}. لاحظ أنها جاءت بعد الفاصل.

– الآية الرابعة: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} القرآن في أم الكتاب عند الله علي حكيم.

– الآية الخامسة: {أفنضرب عنكم الذكر صفحاً إن كنتم قوماً مسرفين} الذكر هو الصيغة اللغوية العربية التعبدية للكتاب.

لاحظ هذه الآيات الخمس كيف شملت مركبات الكتاب.

لنأخذ الآن الآية الرابعة التي تقول: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} حيث وصف القرآن بأنه علي حكيم: وأن “علي حكيم” جاءت في مكان واحد آخر في الكتاب كله وذلك في قوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجابٍ أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم} (الشورى 51).

يتحدث هنا عن كيفية الوحي لكلام الله بقوله {يكلمه الله} ولا تشمل هذه الآية الرسالة لقوله: {قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي} (الأعراف 144). وهنا “علي حكيم” تعود على الموحى به وهو القرآن. وإذا سأل سائل: وكيف تم وحي الرسالة وبقية أجزاء الكتاب؟ هل بنفس الطريقة أو بطريقة أخرى؟ فتجيبه الآية التي تليها {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم} (الشورى 52) أي بنفس الطريقة للوحي التي ذكرت في الآية 50 أوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم الرسالة والنبوة، الرسالة في “روح من أمرنا”. و”الكتاب” الرسالة والنبوة معاً.

أمثلة على آيات الذكر.

أ- آيات أم الكتاب “الرسالة”:

آية المداينة “البقرة 282” آيات المحارم “النساء 22-23 آية منع تعدد الزوجات “النساء 3” آية الزينة “النور 31” آيات الإرث “النساء 11-12-176”.

ب- آيات القرآن:

آية البرهان على البعث بقانون التطور “الحج 5” آية قانون جدل هلاك شكل الشيء باستمرار في الطبيعة “الأنعام 95” شرح التطور “الأنعام 99”. آية الأزواج “الذاريات 49” آية بداية الخلق “الفجر 1-4” آيات الصور، الساعة، البعث، وصف الجنة والنار والحساب، أسماء الله الحسنى “آيات جدل الطبيعة” “آيات الله” والتي تبدأ بقوله “ومن آياته” “سورة يوسف” وكل القصص القرآني.

ج- آيات السبع المثاني:

الم . المص. الر. المر.

د- آيات تفصل الكتاب:

“الزخرف 2-5” “آل عمران 7” “يوسف 2-3” “يونس 37” “الرعد 37-39” “الإسراء 85”.

 

اترك تعليقاً