ابراهيم خليل الله – أحمد عيسى ابراهيم

ابراهيم خليل الله – أحمد عيسى ابراهيم

جميع الآراء الواردة في هذا الموضوع تعبر عن رأي كاتبها، وليس بالضرورة أن تكون متوافقة مع آراء الدكتور محمد شحرور وأفكاره

يقول تعالى في كتابه الحكيم:

{وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} النساء125

قبل أن نتدبر في هذه الآية علينا أن نستقرأ من كتاب الله إن كان الله سبحانه يتخذ أحداً من خلقه من البشر لأمر ما وعلينا أن نتبين الغاية من ذلك أهي لمنفعة وحاجة له سبحانه أم لأمر يخص خلقه من البشر.

فلو عدنا لكتاب الله ورتلنا الآيات التي ورد فيها الفعل (اتخذ ومشتقاته) والذي ينسب لله فلن نجد سوى هاتين الآيتين:

{وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} النساء125

{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (144)} / آل عمران

والمتدبر للآيات التي أوردناها من سورة آل عمران سيعلم من خلال السياق الذي تتحدث عنه أن الغاية من اتخاذ الله سبحانه من هؤلاء الناس المخاطبين شهداء هي لأمر يعود للناس كي تقوم حجته عليهم بالبينة والدليل، وهذا مصداقاً لقوله تعالى:

{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} الحج 78

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} البقرة 143

ومما سبق يتضح لنا أن الله سبحانه عندما يتخذ أحداً من خلقه من البشر لأمر ما فذلك يعود لأمر يخص البشر وليس لحاجة منه سبحانه لأنه غني عن العالمين.

وبعد ذلك علينا أن نستبين من كتاب الله (لماذا اتخذ الله إبراهيم خليلا)؟ وما معنى الخليل كذلك؟

وهذا لا يتثنى لنا حتى نرتل الآيات التي تحدثت وأوضحت لنا سيرة سيرة إبراهيم وصفاته ومنهاجه وهي الآتية:

{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ} الأنبياء 51

{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} البقرة 124

{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} الحج 26

{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} البقرة 125

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً} مريم 41

{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} النجم 37

{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} الأنبياء 69

{سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} الصافات 109

{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} آل عمران 97

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} النحل 120

{وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} النساء 125

{وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} البقرة 130

{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} النحل 123

{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} الحج 78

{وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} البقرة 135

{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الأنعام 161

{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} آل عمران 67

{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} آل عمران 68

{وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} الصافات 83

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} البقرة 126

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} البقرة 258

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} البقرة 260

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} الأنعام 74

{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} الأنعام 75

{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} الأنعام 83

{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ} التوبة 114

{وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} هود 69

{وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ} الحجر 51

{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ} هود 74

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ} هود 75

{يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ} هود 76

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} إبراهيم 35

{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً} مريم 46

{قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} الأنبياء 60

{قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ} الأنبياء 62

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} الشعراء 69

{وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ} العنكبوت 31

{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ} الصافات 104

{سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} الصافات 109

{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} ص 45

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} الزخرف 26

{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} الذاريات 24

{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} النجم 37

{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} الممتحنة 4

إن سياق الآيات التي رتلناها وما تبعها وما سبقها يوضح لنا جوانب هامة من شخصية إبراهيم وسيرته ومنهاجه ويمكننا أن نجملها في الآتي:

  • لقد آتاه الله سبحانه الرشد في مقتبل فتوته (كان حكيماً متدبراً صاحب بصر وبصيرة)
  • لم يكن أسيرا للموروثات العقائدية وتقاليد الآباء.
  • لا يسلم بالأمور على عواهنها بل كان قارئاً حصيفاً لها.
  • رحلته الروحية كانت فردية في وسط مليء بالشرك وبدأت من خلال التفكر في مظاهر الكون وتدبيره.
  • توصل لنتيجة أن لهذا الكون خالقاً مدبراً قيوم على ما بدى من مظاهره وما خفي منها وهو غني عنها وشهيد عليها.
  • جذبته هذه النتيجة بقلبه وجوارحه لهذا الخالق العظيم فغدا متعلقاً به وحده سبحانه وحنف عن كل ما دونه.
  • جاءته البشارات على صحة سيرته ومسيرته ثم اصطفاه الله سبحانه نبياً.
  • أظهر خلال سيرته حباً وولاء منقطع النظير وامتحن وابتلي بابنه البكر اسماعيل فكان وإياه جاهزين للتضحية فكان الفداء.
  • كان حليماً ورحيماً بمن اتبعوا ملته ومدافعاً عتيداً عنهم حتى أمام ملائكة الله.
  • كان كريماً ومضيافاً.
  • لم يمنعه حبه وتعظيمه لخالقه وعلمه بأنه المحيي المميت من أن ينظر بتدبر في كتاب الموت والحياة.
  • تبرأ من كل من أشركوا بالله بصرف النظر عن درجة قرباه.

هذه بعضاً من صفات وسيرة ومنهاج إبراهيم التي تحلى بها وطبقها حتى أوصلته إلى هذه المكانة والدرجة التي رفعه الله إليها(نبياً صديقاً وفيا ثم إماماً للناس كافة) فقد غدا مثلا وقدوة لكل سالك روحي إلى الله سبحانه، وهذا ما يسميه التنزيل الحكيم بــ (المقام) فلنرتل الآيات التي ورد فيها ذكر (المقام) حتى نتبين معناه:

{وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} إبراهيم 14

{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} الرحمن 46

{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} النازعات 40

{وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ} الصافات 164

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} الدخان 51

{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً} الإسراء 79

{إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً} الفرقان 66

{خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً} الفرقان 76

{قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} النمل 39

{فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} المائدة 107

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ} يونس 71

فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {57} وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ {58} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ {59} / الشعراء

{وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} الدخان 26

{وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً} الأحزاب 13

{الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} فاطر 35

وكما نرى من خلال هذه الآيات أن المقام ياخذ أبعاداً عدة منها:

  • المكانة والمنزلة والدرجة والشأن والاختصاص.
  • المكان الذي يقيم فيه المرء تدابيره وشؤونه.
  • المكان الذي يجلس عليه المرء.

ما يهمنا من هذه هو البعد الأول الذي ذكرناه لأنه هو بالذات الذي يوضح لنا مقام إبراهيم سيما إذا قارناه مع التوجيه والخطاب من الله سبحانه لرسوله الأمين محمد بقوله تعالى:

{أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً (79) وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً (80)} / الإسراء

{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً (7)} / المزمل

{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} المزمل 20

فقيام الليل كما نرى ليس المقصود منه إقامة الصلاة في الليل كما يظن البعض بل هو قراءة القرءآن (القراءة = ترتيل ـ ترتيب الايات التي تتحدث عن موضوع محدد سواء باستحضارها خطاً أم في الفكر + تدبرها جميعها كوحدة كاملة متكاملة حتى نستبين ما رمت إليه من هذا الموضوع من كل الجوانب)

والقرءان ذي الذكر هو صورة خطية عن كتاب الكون وصفات خالقه العظيم ومن يتدبره بعين البصر والبصيرة سيرفعه الله درجات وهذا هو معنى المقام المحمود.

وإبراهيم كان قارئاً حكيماً لكتاب الكون الذي أنزل فيه قرءآناً على شخص من ذريته الصالحة وهو محمد بن عبد الله.

ومما سبق يتضح لنا البيان:

{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} البقرة 124

{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} الحج 26

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98)} / آل عمران

{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} البقرة 125

فمقام إبراهيم يأخذ بعدين:

  • المكانة والدرجة التي رفعه الله إليها.
  • المكان (بيت الله + أول بيت وضع للناس على أثر الهبوط من الجنة… الخ) الذي بوأه الله لمعرفته بعد أن اندثرت معالمه فأقامه هو وابنه اسماعيل فكان فيه يقيم الصلاة ويهدي ويرشد ويعظ أتباعه ويقضي لهم… الخ.

وقد أمرنا الله سبحانه بأن نتخذ من هذين المقامين قبلة ومصلى لنا سواء:

  • بالتوجه الحسي لدى إقامة الصلاة إلى هذا المقام المبارك.
  • بالتوجه الفعلي والمعنوي لهذا المقام (الدرجة الرفيعة) الذي رفع الله سبحانه إبراهيم إليها وهذا متاح لكل من تبع ملته شرط أن يتخذ منه أسوة وقدوة حسنة في أفكاره وأفعاله وأقواله.

وقد بين الله سبحانه تعالى لنا أن هذا المقام متاح لكل مسلم مؤمن شرط الأخذ بأسبابه التي ذكرناها وفي ذلك يقول تعالى:

{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} آل عمران 68

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب 21

وخليل الله:

هو من صدّق الله في كل ما أمر ونهى وقدم البينة على ذلك في أفكاره وأقواله وأفعاله وكان في سيرته وفياً مخلصاً لله مهما كانت درجات الابتلاء والامتحان والتمحيص.

ذلك هو أبو الملة وإمام الناس ومصلاهم نبي الله إبراهيم، فهو المقرب الوجيه عند الله

فلا شرك كما يظن البعض فكيف للمخلوق أن يلزم الخالق بأمر هو من اختصاصه؟!

وهل تناسى هؤلاء قول الحي القيوم الحكيم الخبير:

{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} الكهف 26

(12) تعليقات
  1. ما هي الخلاصة من هذا البحث و ما هي رسالتك الى القارئ اريد ان اعرف النتيجة التي وصلت اليها من خلال هذه الدراسة و شكرا

  2. السلام عليكم

    رسالتي إلى القارئ أوضحتها في نهاية موضوعي وهي ذات شقين :

    1 ـ أمرنا الله سبحانه بأن نتخذ من هذين المقامين قبلة ومصلى لنا سواء :
    • بالتوجه الحسي لدى إقامة الصلاة إلى هذا المقام المبارك .
    • بالتوجه الفعلي والمعنوي لهذا المقام (الدرجة الرفيعة) الذي رفع الله سبحانه ابراهيم إليها وهذا متاح لكل من تبع ملته شرط أن يتخذ منه أسوة وقدوة حسنة في أفكاره وأفعاله وأقواله .
    وقد بين الله سبحانه تعالى لنا أن هذا المقام متاح لكل مسلم مؤمن شرط الأخذ بأسبابه التي ذكرناها وفي ذلك يقول تعالى :
    {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} آل عمران 68
    {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب21

    2 ـ رداً على الذين لايفقهون والذين يرون أن في البيان ( وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) شرك !!!! وهذا موضوع يسوق له بعض ضغاف البصيرة في الشبكة العنكبوتية ومنتشر في منتديات عدة .

  3. بسم الله الرحمن الرحيم
    عزيزي الاخ احمد عيسى ابراهيم
    تحية طيبة وبعد
    الاية الكريمة في سورة النساء بسم الله الرحمن الرحيم
    واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا صدق الله العظيم
    الله هنا هو المفعول به وليس الفاعل وابراهيم هو الفاعل 000وبمعنى اخر ابراهيم عليه السلام هو الذي اتخذ من الله خليلا وليس العكس ففي قواميس اللغة العربية الخلة هي من سيطر الحب والعشق على كافة كيان الانسان وهذا لا ينطبق على الذات الالهية اطلاقا
    قال تعالى ليس كمثله شيء صدق الله العظيم
    وشكرا0

  4. اهلا جميعا

    عزيزي احمد عيس اسعد الله اوقاتك على الدوام

    الخلة والخليل تعني الحاجة , ابراهيم عليه السلام افرد الله بالحاجة اليه وليس لغيره , وابراهيم ابو الانبياء ومن اولي العزم
    من الرسل , ولكن لا يمكن ان نفسر الاية [ان الله اتخذ ابراهيم خليلا, ولكن العكس.وحتى تفاسير القرأن يرد بها بعض الختلاف فمنهم من يرى ان الله اتخذ ابراهيم ومنهم من يرى العكس.
    وطالما نحن مؤمنون موحدون فيجب ان نفهم الاية على اساس ان ابراهيم اتخذ الله خليلا.
    وفي الحديث : “قال صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابى بكر خليلا “والمعنى وتكملة الحديث ان رسول الله قد اتخذ الله خليلا , طبعا اذا صح الحديث, مع تيقني بعدم حاجتنا للبحث في الحديث لفهم الاية.
    تحياتي وتقديري

  5. الأخ أنس

    تحية طيبة وبعد

    كلامك هذا  يناقض صريح البيان :
    {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }النساء125 

    وهذا البيان لايتعارض مع كون المعبود الحق سبحانه واحد في الكم  أحد صمد في الكينونة  ليس كمثلة شيء
    فالله سبحانه غني عن العالمين ومع ذلك اتخذ من الناس شهداء ليكونوا شهداء على الناس مع أنه هو الشهيد على كل شيء فهل ذلك يتعارض مع جلاله وقدرته ؟
    ثم متى كانت هذه التي تسميها قواميس اللغة هي الميزان الذي يوزن به  اللسان العربي المبين الذي نزل به كتاب الله
    إن كل ألسنة الناس مهما بلغت من الفصاحة والبيان تبقى أعجمية أمام اللسان العربي المبين وعليها إن انتهجت منهاج هدى رباني أن تبني ما سميته أنت ( قواميسها ) بناء على هذا اللسان لا أن تفعل العكس .
    الأخ Flyfree

    الخلة والخليل لا تعني الحاجة ابداً فعد إلى كتاب الله وتدبر ورود كلمة ( خليل ومشتقاتها ) فستعرف دليلها من سياق البيانات التي وردت فيها .
    وأما باقي ما تفضلت بقوله فجوابي عليه نفس الجواب الذي أجبته أعلاه للأخ أنس .
    تحياتي لكما

  6.  بسم الله الرحمن الرحيم
    الاخ احمد عيسى ابراهيم
    تحية طيبة وبعد
    اسعدني ردك وان اتى متاخرا جدا
    ولكن عندي سؤال:
    تقول ان كل السنة الناس–مهما بلغت من الفصاحة– تبقى اعجمية امام اللسان العربي المبين؟ ماذا تقصد باللسان العربي المبين؟ هل هو القران الكريم؟ الا تعتقد ان الغوص في بحار اللغة العربية وعلومها مثل البلاغة واللسانيات يعطي فهما اعمق للقران الكريم؟وقواميس اللغة العربية ايضا؟ 
    ساضرب مثالا على ذلك: كلمة قطع ما معناها؟ستجد جوابا تقليديا انه قص يد السارق من الرسغ او الكوع او الكتف حسب فهم المفسر للايات القرانية ولو رجعوا الى قواميس اللغة العربية لوجدوا ان معناها التقييد الشديد ووقف فاعلية اليد التي سرقت فترة من الزمن يحددها الامام–الحاكم–او من ينوب عنه ولو كان معناها القص لذكر الله البتر او البتك وحدد مكان البتر بدقة هل هي في الرسغ ام في الكوع ام في الكتف؟ 
    الا تتفق معي؟اما عن الشهادة فكلامك مقنع 0000وانا لا انكر محبة الله للانسان بدليل ورود ذلك في ايات قرانية صريحة ولكنني انكرت الخلة بسبب معناها في قواميس اللغة العربية لا اكثر ولا اقل –وقد اكون مخطئا
    تذكر انني رجل حقيقة لا رجل جدال…. 
    انتظر اجابتك بفارغ الصبر وتقبل تحياتي
    وشكرا0

  7. الأخ أنس المحترم
    تحية طيبة وبعد
    اللسان العربي المبين هو لسان كتاب الله سبحانه المنزل على رسوله الصادق الأمين محمد وكل ما دونه من ألسنة مهما ارتقت في البلاغ تبقى أعجمية تجاه بيانه ، وما أراه أنه لا يمكننا فهم دليل الكلمة في كتاب الله إلا من كتاب الله من خلال تتبع ورودها في الآيات والسياق الذي تتحدث عنه هذه الايات .
    وما تفضلت به أخي الكريم من غوص في بحار اللغة والعربية وعلومها … الخ فأنا أشاطرك الرأي فقط في علم اللسانيات وأرى أن الكاتب المجدد سمير ابراهيم حسن قد فتح لنا الباب للدخول في ( ملوت اللسان العربي ) ودليل الملة ( الحرف ) رغم أن ما قدمه لنا مشكوراً يتطلب دراسة أعمق واشمل ليتم بناء عليها تقديم ( جامع للسان العربي المبين ) بحيث يدرس في المدارس ويستغنى به عن ما نسميه معاجم اللغة وقواميسها .
    وما ضربته من مثل حول دليل كلمة قطع يمكنك أن تتبينه بوضوح في كتاب الله .
    احيي فيك أخي المحترم حب الحقيقة وشهادة الحق
    دمت بخير

  8. بسم الله الرحمن الرحيم
    تحية طيبة وبعد:
    اشكرك على الرد لكنني لم افهم عبارة –ملوت اللسان العربي– هل هو خطا نحوي منك غير مقصود؟ ام انني لم افهم العبارة جيدا ؟ ومع ذلك فانا لا زلت مقتنعا بان باقي علوم اللغة العربية تعطي فهما اعمق للقران الكريم وهذا ما حدث معي واستطيع ان اضرب لك الامثلة ولكن سوف اخرج عن الموضوع اذا فعلت ذلك….وانا اتفق معك تماما بان سياق الايات القرانية تعطي فهما للاية القرانية اكثر مما لو قطعناها من سياقها بشكل مقصود او غير مقصود…..اما عن الكاتب سمير ابراهيم حسن فانا لم اسمع به ولكن مع ذلك ساحاول البحث عنه واقتناء كتبه
    وتقبل تحياتي
    وشكرا0

  9. 16|10|2013
    الأخ \ احمد  عيسى تحية وبعد
    قرأت مقالتك والحوار   حول    قول  الحق  تعالى { واتخذ  الله  إبراهيم  خليلا }
    وإنى  أوضح الأمر  بإذن  الحق  ،  وهو    :  اتخاذ  الحق  سيدنا  ابراهيم  خليلا  تنصرف  الى  أن الحق  كني  الخليل بكنية  الخلة وهى   تقيدير  وتعظيم لكونه   امة  قانتا  له  فى رسالته  الإبراهيمية الحنفية ز
    هذا هو المراد    ، مع تحياتى

  10. بسم الله الرحمن الرحيم
    اعتقد ان   حضرات  القائمين  على  ادارة   الموقع   لم   يتم  استيعاب   لفظ  واتخذ   ، تعنى { جعل   } وتعنى  فى  لغة  العامة   فى  عصرنا    عندما   تصل  درجة  الإهتمام  والتقدير  لشحص   ما   يكون  التعبير  اللفظى   يوازى  المكانة  التقديرية { انت  حبيبى } و{ انت  اخوى } يأخذ  مكانة   { كنية \ دالة الإسم }  الكنية  من الكناية  ، ذكر  الشخص  بغير  ما يستدل عليه صريحا
    وهذا ينطبق   على  رسولنا   فى  كنيتى  {  يس } و { طه } اللتين مختلف  فيها

اترك تعليقاً