رد على الشيخ يوسف القرضاوي: فتنة المرأة

رد على الشيخ يوسف القرضاوي: فتنة المرأة

استعرضنا في مقالة سابقة حلقة من برنامج “الشريعة والحياة” بعنوان (حقوق اليتامى) استوقفتنا فيها أمور رأينا أن من واجب العاقل المؤمن بالله وملائكته واليوم الآخر، المصدق لرسله وكتبه، الغيور على عروبة قرآنه وثقافة أمته، الوقوف عندها بالتغيير تصويباً باللسان، بعد أن أصبح التغيير باليد مستحيلاً في ضوء ما أتقنه سلاطين الاستبداد وأعوانهم ومريدوهم من تكبيل الأيدي وتقييد للأرجل وتغييب للعقل وسلب للإرادة، تارة تحت عنوان: أطع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، وتارة أخرى تحت عنوان: الحاكم الظالم سيف الله في الأرض، وفي ضوء ما أتقنه من يدعي الإسلام الجهادي من قتل على الهوية وعلى إبداء الرأي، حتى تحولت أمتنا من خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر إلى قطيع من الخراف نصفهم يُقاد من قبل السادة العلماء الأفاضل، والنصف الآخر يقاد إلى الذبح من قبل مدَّعي الإسلام الجهادي.

بعيداً عن تصفيق المادحين وعن استنكار القادحين لما قلناه في مقالتنا السابقة باعتباره من طبائع الأمور، نستعرض اليوم حلقة أخرى من البرنامج ذاته أذاعتها فضائية الجزيرة بتاريخ 1-6-2008 تحدث فيها الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي عن “فتنة المرأة”.

يستهل السيد عثمان عثمان الحلقة فيقول: “يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران : 14]

ما حقيقة فتنة المرأة؟ وأي مسؤولية يتحملها الرجل؟ أين أصبحت تلك الفتنة بين موسع لدرجة تقييد حركة المرأة وبين متفنن في أزياء تصف أكثر مما تستر؟” أهـ.

ورحنا نبحث دون جدوى عن خيط يربط الآية بعنوان الحلقة، وعن علاقة تربط حب الشهوات التي زينها سبحانه للإنسان بفتنة المرأة من جانب، وبمدى مسؤولية الرجل من جانب ثان، وبحرية المرأة بين موسع ومضيق من جانب ثالث، وبالأزياء الفاضحة التي يجمع علماؤنا الأفاضل – وعلى رأسهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – على أنها أحد أهم أسلحة المرأة في ممارسة الفتنة من جانب رابع، حتى لا تتحول الحلقة إلى حكاية لا معنى لها، كتلك القصة المشهورة التي تروي أن دباً في الصحراء رمى لصاحبه كرة مطاطية فأنشد:

أعلمه الرماية كل يوم * * * فلما اشتد ساعده رماني

صحيح أننا سمعنا السيد عثمان يجزم في فقرته الاستهلالية بوجود خيط وعلاقة يربط هذه الحبات على تنافرها في مسبحة واحدة، وصحيح أن اللفظ – كما يقول علماء اللسان – دليل على ما في الفكر، وأن ما في الفكر دليل على ذوات الأشياء كما يراها صاحب الفكر، وصحيح أننا إن استوقفنا ما يستحق الوقوف بالتصويب أو بالاستنكار في عبارة ما فعلينا أن نتوجه بالنقد لقائلها، لولا أننا نعلم أن السيد عثمان مجرد مقدم لحلقات البرنامج لا يخرج دوره – مثل أي ممثل آخر – عن تلاوة ما كتبه له معد البرنامج وما أقرته مديرية البرامج وما سمحت به إدارة المحطة الفضائية. وإذا كان ذلك كذلك، وهو كذلك فعلاً وحقاً عند كل عاقل رشيد، فأين هو الآخر والرأي الآخر الذي اتخذته المحطة شعاراً تطالعنا به على صفحتها الأم بالرقعي والكوفي والثلث؟ الجواب على هذا السؤال ليس له محل في مقالتنا هذه، وقد يأتي في مقالة أخرى. في هذه المقالة سنقف عند ما قاله سماحته عن فتنة المرأة. يقول:

1 – “وبعد، فإن كلمة الفتنة كلمة يقصد بها الاختبار والابتلاء حتى إنها ذكرت في القرآن كلمة فتنة ثلاثين مرة ومشتقات الفتنة فتن يفتن وفاتن ومفتون ذكرت 28 مرة، يعني ذكرت في القرآن الفتنة بمشتقاتها 58 مرة” أهـ. ونقول نحن:

آ – الفتنة ليست كلمة، هي لفظة أو مفردة. وإلا فكيف نفهم – إن نحن خلطنا فلم نميز انطلاقاً من القول بالترادف – قوله تعالى: {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا} [التوبة : 40]، وقوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ} [آل عمران : 45].

ب – عدد المرات التي تذكر فيها اللفظة في التنزيل الحكيم لا علاقة له بمعنى اللفظة ولا دور له في تقوية وتأكيد المعنى إن كان كبيراُ أو في تضعيفه إن كان قليلاً صغيراً. من هنا فإن عبارة (حتى أنها) جاءت في غير محلها وعلى غير ما ينبغي. بدليل أن لفظ “رمضان” ورد مرة واحدة في آية البقرة 185، ولفظ “المرافق” ورد مرة واحدة في آية المائدة 6، ولم يؤثر ذلك على معناهما.

ج – لفظة الفتنة بمشتقاتها وردت 60 مرة في التنزيل الحكيم وليس 58 مرة كما قال سماحته.

2 – ويقول: “فالفتنة استعملت استعمالات كثيرة ومنها فتنة النساء، فالفتنة بالنساء يقصد بها اختبار الرجال، الرجل هل يعني يصمد أمام هذه التركيبة، لأن الله سبحانه وتعالى يعني جعل في كيان كل من الجنسين الرجل والمرأة الميل للآخر كل منهما يميل إلى الآخر بالفطرة منذ خلق الله آدم خلق له من جنسه زوجا وقال له {.. اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ..} [البقرة : 35]، لذلك لا تستغني عن عشير لك وأنيس لك فخلق له حواء. فالتركيبة الطبيعية للرجل والمرأة أن كلا منهما يميل إلى الآخر بحكم الغريزة الفطرية التي تسوقهما إلى أن يتكاثر النسل وتستمر هذه الحياة البشرية بهذه الغريزة الفطرية، ولكن جعل المرأة أكثر جاذبية للرجل من الرجل للمرأة.” أهـ. ونقول نحن:

ثمة خلط عجيب بين الأشياء في عبارات سماحته، لا أحد يستطيع أن يجزم إن كان خلطاً مقصوداً عن علم، أم كان خلطاً غير مقصود، أم هي – لا هذا ولا ذاك – مجرد زلقات متسرعة سبَّبَها الارتجال وعدم التحضير المسبق.

هناك – بلا ريب – فتنة نساء، وهناك فتنة بالنساء، والفرق بينهما لا يخفى على ذوي البصر والبصيرة. الأولى تعني ما جعله الله سبحانه في الأنثى من سحر وجمال ورقة طبع وعذوبة صوت ودفء عواطف، فهي بهذا المعنى فاتنة بذاتها تكوينياً، والذي لا يرى هذه الهبات الإلهية للمرأة يحتاج إلى طبيب عيون(1).

أما الثانية فتعني الإغراء والإغواء بفضل الأسلحة التكوينية التي ذكرناها، وفيها إشارة إلى الطرف المغوى المفتون دون ذكره لا تجدها في الأولى.

الطريف أن المتأمل لا يجد لهاتين الفتنتين ذكرا في أي من المواضع الستين التي ورد فيها ذكر الفتنة في التنزيل الحكيم، حيث لم يخرج فيها معنى الفتنة عن الامتحان والمحنة والاختبار والعمل بالترغيب أو بالترهيب على صرف المفتون عن الهدى وتحويله عما يؤمن به ويعتقده. ولقد نظرنا في هذه المواضع فوجدنا عدداً من الأشياء وصف بأنه فتنة لأن فيه معنى أو أكثر من معانيها:

  1. الإخراج من الديار محنة قاسية وتجربة مريرة هي عند الله أشد من القتل، ولهذا سماه سبحانه فتنة (انظر البقرة 191 و 217).
  2. الأموال والأولاد اختبار صعب قلَّ من ينجح في اجتيازه بعلامات عالية ولذا سماه سبحانه فتنة (أنظر الأنفال 28 والتغابن 15) وكل جهد يبذله الإنسان، في تثمير أمواله بالحلال وفي تربية أولاده على المثل العليا ومكارم الأخلاق، له أجره الكبير عند الله، ولهذا قال تعالى في خاتمة التغابن 15 {وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}[التغابن : 15].
  3. محاولة صرف الناس عن الهدى بالترغيب أو بالترهيب أو بكليهما معاً مسألة كبيرة وشديدة عند الله تعالى لكونها تتعارض عمودياً مع حرية اختيار الإنسان لدينه وعقيدته، ولهذا سماها سبحانه فتنة (أنظر البقرة 193 والأنفال 39 والتوبة 48 والمائدة 49 والأعراف 27).
  4. أما الفتنة بمعنى المحنة والامتحان والاختبار فهي الأغلب والأعم في جميع المواضع التي ذكرت فيها وعلى رأسها قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء : 35]. (انظر على سبيل المثال لا الحصر البقرة 102 والأنفال 25 والإسراء 60 والقمر 27).

ولو ضيق المجال لوقفنا عند معنى الفتنة في التنزيل الحكيم آية فآية تأكيداً لما ذهبنا إليه. فمن أين جاء سماحته بفتنة النساء التي يقصد بها اختبار صمود الرجال أمام الغواية؟ ولماذا يعتبر الميل الجنسي بلية ومصيبة ولا بد للرجل من أن يصمد أمامها؟ سنحاول نحن بالنيابة عنه أن نجيب على هذه التساؤلات وغيرها ونضع النقاط على حروفها في فقراتنا التالية.

ب – يقول سماحته: “ولكن الله جعل المرأة أكثر جاذبية للرجل من الرجل للمرأة” أهـ. ونقول نحن: سبحان الله! ألا يكفينا قول القائلين من علمائنا الأفاضل “لا دور للعقل ولا مكان له في الشريعة الإسلامية” و “القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن”؟ ألم يقرأ سماحته قوله تعالى: في قصة يوسف (ع) مع امرأة عزيز مصر {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف : 24]. ألم يستوقفه تقديم المرأة على الرجل في الآية؟ وقول تعالى: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً} [يوسف : 30]، ألم يقدم سبحانه الزانية على الزاني في سورة النور؟ ألم يقرأ سماحته خبر المرأة التي سمعها عمر بن الخطاب تنشد في غياب زوجها المجاهد:

ولولا حياء واتقاء وعفة * * * لزلزل من هذا السرير قوائمه

ج – لقد بحثنا عن أصل ما يزعمه سماحته عن فتنة النساء بعد أن لم نجدها في التنزيل الحكيم فوجدناها عند اليهود في عهدهم القديم وعند النصارى في عهدهم الجديد. مجموعة من معارف زائفة وخرافات مضحكة تحكي عن بدء الخلق (التكوين)، وعن جنة سماوية عاش فيها آدم وحواء مع الله وملائكته، وعن شجرة للمعرفة من أكل منها استمنى أمرهما ربهما ألا يأكلا منها. ثم تحكي عن إغواء إبليس لحواء وإغوائها لآدم، وكيف أكلا من الشجرة ومارسا الجنس فكانت الخطيئة الأولى رمز النجاسة والدنس التي طردتهما من الجنة والتي لعبت فيها حواء الدور الأول فاستحقت عقاب ربها بأن حكم عليها بآلام المخاض والولادة. هذه المهازل التوراتية هي التي تسللت إلى تفاسير المفسرين وتواريخ المؤرخين تحت ستار “حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج”، وهي التي استند إليها هامانات المؤسسات الدينية في تكفير ومحاربة ومحاكمة علماء أصل الأنواع ودارسي مسألة النشوء والارتقاء.

د – ويقول سماحته: “الله لم يخلق الناس كالملائكة، الملائكة يعني عقول لا شهوة لها، الأنعام شهوة ولا عقول لها، الإنسان عقل وشهوة” أهـ. ونقول نحن:

  1. ثمة خلط في الفقرة بين الشهوة والغريزة، وبين العقل والإرادة، قاد سماحته إلى الخلط بين الكائن البشري كعنصر من عناصر المملكة الحيوانية قبل أن ينفخ فيه تعالى من روحه، وبين الكائن الإنساني الذي خصه تعالى بالعقل وكرمه وفضله على سائر خلقه ليكون خليفة له في الأرض.
  2. كان الصحيح لو أنه قال (الملائكة لا عقول لها ولا شهوات ولا غرائز، الأنعام غرائز لا عقول لها ولا شهوات، الإنسان غريزة وعقل وشهوة). أما زعمه أن الملائكة عقول فزعم ينقضه قوله تعالى: يصف فيه الملائكة: {عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم : 6]. وأما زعمه أن الأنعام شهوات لا عقول لها فالتناقض فيه واضح، لأن الشهوة بنت العقل، ولأن العقل معرفة وإدراك، فكلما زادت المعارف كثرت الشهوات وتعددت، ومن هنا فإن الجاهل الذي لا يعرف شيئاً لا يشتهي شيئاً. فالجنس غريزة، ولكن العطور وغرف النوم ولباس النوم شهوات، والطعام غريزة، لكن الشواء والشوربة والعصير، وكل ما هو نتاج المعرفة الإنسانية هو من الشهوات، لذا عندما قال تعالى عن قوم لوط {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً} [الأعراف : 81] ليقول أنهم كانوا واعين تماماً لما يقومون به، وليس جرَّاء جانب غريزي جيني.

هـ – ثمة جوقات في مجتمعاتنا العربي والإسلامية لكل منها تخصصها واختصاصها. منها جوقة للمصفقين مهمتها التهليل والتكبير استحساناً لسادة المنابر والشاشات بغض النظر عما يقولونه. ومنها جوقة للمستنكرين وظيفتها تبدأ بالصياح والصفير استهجاناً لكل من يجرؤ على النقد والتصويب بغض النظر عن أدلته وحججه، وقد تنتهي بالشتم أو بالتكفير أو بالاتهام بالعمالة والتخريب، وقد تصل إلى استصدار الأحكام القضائية بالنفي ومصادرة الأموال وطلاق الزوجات.

قد يصيح بنا أحد أعضاء جوقة المستنكرين قائلاً: ألم تسمع حديث النبي (ص) يقول “ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء”؟ نقول: قد سمعنا الإمام البخاري يرويه في صحيحه عن أسامة بن زيد، وسمعنا سماحته يستشهد به في حلقته التلفزيونية. ولكن، إن كان سماحته بعد تأمل وتحليل رائع لحديث منسوب للإمام علي بن أبي طالب يقول: “أنا لا أظن أن علياً بن أبي طالب حكيم الأمة قال هذا الكلام” ألا يحق لنا بعد عرض حديث منسوب للنبي (ص) على القرآن وتأمله وتحليله ألا نظن أنه ليس من كلام النبي؟ أم أن لسماحته وحده أن يظن كما يحب؟

نصل أخيراً إلى فقرة يقول سماحته فيها: “والآية اللي أنت بدأت بها هذه الحلقة {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران : 14]، النساء والبنين يعني الأولاد والقناطير المقنطرة الأموال فكلها زينة وكلها فتنة” أهـ. ونقول نحن:

  1. لا علاقة لآية آل عمران 14 بفتنة النساء ولا بالنساء من قريب أو بعيد، ولا علاقة لفعل (زيِّن) من حيث الدلالة بالزينة لا من قريب ولا من بعيد، وبناء عليه فإن الاتكاء على الآية كشاهد لإثبات أن فتنة النساء مذمومة في التنزيل الحكيم أمر على غير ما ينبغي.
  2. زُيِّنَ للناس: أي حبب للناس، تماماً كما في قوله تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات : 7]. ولقد ورد هذا الفعل في التنزيل الحكيم 27 مرة، 6 مرات منها بمعنى التبرج و 21 مرة بمعنى التحبب إحداها في الآية موضوع البحث.

ونلاحظ أن الفعل ورد بصيغة المبني للمجهول، ونائب الفاعل فيه إما الله أو الشيطان، ففي بعض الآيات ورد الله فاعلاً لفعل زين كما في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ} [النمل : 4]. وفي أكثرها ورد الشيطان فاعلاً كما في قوله تعالى: {تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} [النحل : 63]، فأيهما هو نائب الفاعل في عبارة (زين للناس)؟ والجواب: هو الله إن كانت في الحلال، ومن الشيطان إن كانت في الحرام.

– الناس: جمع مفرده إنسان، يشمل الذكور والإناث العقلاء بدلالة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى} [الحجرات : 13]، والإنسان هو العاقل المنفوخ فيه من روح الله والمصطفى لخلافة الله في الأرض. وهو المخلوق الذي له شيطان هو والجن. فالملائكة ليس لها شياطين، والبهائم كذلك ليس لها شياطين. فإن كان المقصود بالنساء جمع امرأة، والبنين هم الذكور من الأولاد، فكيف وضعهم في نفس الآية مع الأنعام؟ نحن نعلم أن الأنعام تعني البغال والحمير والخيل والبقر والغنم والإبل والماعز والخنازير؟ ثم كيف نقول أن الله كرَّم بني آدم؟ وكذلك إن قلنا إن البنين في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ} [الشعراء : 132-133]، فهنا وضع الذكور من الأولاد مع البهائم، فأين هو هذا التكريم لبني آدم؟

أما كيف نفهم هذه البنود الستة في الآية فهو كما يلي:

– الشهوات: جمع مفرده شهوة وهي كل ما يميل إليه الإنسان العاقل ويستحليه. والشهوات رغبات واعية تتولد عن العقل والمعرفة، ومن هنا نجد أن فاقد العقل (المجنون) وفاقد المعرفة (الجاهل) لا يشتهيان شيئاً. أما الغرائز فهي رغبات غير واعية منشؤها فيزيولوجي بحت، ولهذا لا يمكن اعتبار الميل الجنسي إلى المرأة من ضمن الشهوات – كما فعل سماحته – بل هو من الغرائز، بدليل أننا نجده عند جميع الكائنات الحية العاقلة وغير العاقلة. والله تعالى في آل عمران 14 يعدد لنا ست شهوات زينت للناس العقلاء، وقد شرحنا الفرق بين غريزة الطعام وشهوة الطعام، وبين غريزة الجنس وشهوات الجنس:

– أولها النساء. والنساء لفظ ورد في التنزيل الحكيم على وجهين. الأول جمع مفرده امرأة كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء} [الطلاق : 1]، والثاني جمع مفرده نسيء ورد في قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة : 37]. والنسيء هو المتأخر (الجديد) من الأشياء ومن هنا أطلقوا على البيع الآجل اسم البيع بالنسيئة. لقد اعتبر سماحته لفظة النساء في آل عمران 14 بمعناها الأول أي جمع مفرده امرأة وهذا محال. لأن الميل للمرأة غريزة وليس شهوة، ولأن الناس الذين حببت إليهم الشهوات هم من الذكور والإناث فكيف تشتهي النساء النساء؟

وقد وردت لفظة النساء على أنها المتأخرات في الآيات التالية:

  • في الآية 14 آل عمران {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}.
  • سورة النساء سميت كذلك لأن الأحكام التي وردت فيها تم تأخيرها إلى الرسالة المحمدية.
  • الآية 31 من سورة النور {أَوْ نِسَائِهِنَّ} أي ما تلى ذلك من الذكور، أي ابن الابن وابن ابن الأخ… إلخ. وكذلك الآية 55 من سورة الأحزاب.
  • الآية 223 من سورة البقرة {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ} أي كل ما استجد من الأشياء إلى أن تقوم الساعة هو مكسب لكم فاستعملوه أنى شئتم واتقوا الله في استعماله.
  • الآية 34 من سورة النساء {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} هنا النساء هم الذكور والإناث ذوي الكفاءة التي تلي كفاءة الرجال، وهنا الرجال هم من الذكور والإناث.

– ثانيها: البنين. هذه اللفظة وردت في التنزيل الحكيم على وجهين. الأول جمعُ جمعٍ مفرده ابن كما في قوله تعالى: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثاً} [الإسراء : 40]. والثاني جمعُ جمعٍ مفرده بناء كما في قوله تعالى: {وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً [المدّثر : 12-13]. ولقد اعتبر سماحته أن البنين في الآية هم الذكور من الأولاد وهذا محال. لأن ميل الإنسان ليكون له أولاد ليس من الشهوات التي زينها الشيطان للناس، وإلا فكيف نفهم دعاء زكريا لربه كي يهبه ولداً يرثه ويرث آل يعقوب؟ هل كان زكريا منقاداً لشهوة زينها له الشيطان في دعائه هذا؟

– ثالثها: القناطير المقنطرة من الذهب والفضة. القنطار: وزن لا حد له تقصد به الكثرة، وقيل هو ألف دينار وقيل هو ألف ومئتا أوقية. والمقنطرة هي الحلي المصنعة، لأن الإنسان لا يشتهي الذهب والفضة وهي خامات في باطن الأرض، ولكن بعد استخراجها وتصنيعها. وكل صناعات الحلي والنقد الذهبي والفضي عبارة عن منحنيات (قناطر).

– رابعها: الخيل المسومة أي السمينة المعلمة والمجهزة بكامل لوازمها من أفخر الأنواع من لجام وسرج ورِكاب وغير ذلك.

– خامسها: الأنعام. وتطلق على الإبل والبقر والغنم ويدخل هذا الاسم الماعز والغزلان والخنازير.

– سادسها: الحرث، ولها في اللسان العربي أصلان، الأول: الجمع والكسب عموماً، وبهذا المعنى جاء قوله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا} [الشورى : 20]. والثاني أخص من الأول، ويعني المحصول الزراعي الذي يجنيه الإنسان من العمل في الزراعة، وبهذا المعنى جاء قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ [الواقعة : 63-64]. والحرث الوارد في آية آل عمران 14 هو الجمع والكسب الدنيوي عموماً لأنه المذموم في آية الشورى 20. ونرى أن الحرث لا يعني الجنس أبداً لا من قريب ولا من بعيد، أي {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ} [البقرة : 223] لا علاقة لها بالجنس.

(1) في موضع آخر من الحلقة، يسأل السيد عثمان: هل المرأة فتنة؟ فيجيب سماحته: لا، المرأة في ذاتها ليست فتنة. ناسياً أن الشاعر العربي حين يتحدث عن جمال الخيل فهو يقصد الفرس وليس الحصان وحين يتغنى بجمال الإبل فهو يقصد الناقة وليس الجمل وحين يصف عيون محبوبته فهو يشبهها بعيون المها أي إناث الغزلان البرية.

(66) تعليقات
  1. شكرا اخ عماد لانك لفت نظرى لموضوع ان ادم ليس هو اول البشر اشكرك انت على حق وانى اخطأت فى هذة المعلومة لذلك تجدنى كتبت فى مواضيعى من بعدها ان ادم ليس اول انسان على كوكب الارض وانه يوجد الانسان الافريقى
    والانسان الجليدى ويأجوج وماجوج
    شكرا
    فانا ليس عالم انما رجل يبحث عن الحقيقه وحيثما اجدها اقف عندها واصحح من نفسى

  2. العفو منك، ولكن لا أجد أنني قلت هذا هنا في هذه الصفحة ولكن يمكن أنك تقصد ذلك في صفحة أخرى لم أعد أذكرها. أنا أقول أن آدم هو أول (إنسان) وليس أول (بشر). الإنسان هو البشر (جسد ونفس بشرية) نفخ فيه الروح (معرفة وتشريع) وكان آدم هو أول بشر له روح أي أول إنسان وكان قبله البشر دون روح.

  3. عندما انجب ادم البنات ليس من المعقول ان يكون زوج ابته لاخيها ان الله لا يأمر بالسوء
    اذا ادم الخليفه بعد خلقه تزوج من حواء التى وجدها على كوكب الارض فالجنة هى نفسها كوكب الارض
    وهبوط ادم وحواء من الجنة للارض اى نزل على سبيل المثال من شمال الكرة الارضيه الى الجنوب وهذا هو الهبوط
    وادم عليه السلام هو الخليفه جاء بعد خلق بشر اخرين كانوا موجودون على الارض ولكن لم يكونوا مستخلفين
    وهم سبب تعجب الملائكة من ان بشر سيكون خليفه فهم يعلمون ان البشر كانوا يفسدون فى الارض
    ويسفكون الدماء ويبدوا ان فى البدايه خلق الانسان الافريقى والانسان الجليدى والانسان الصينى
    لذلك تجد الانسان الافريقى يعيش مثل الحيوان وبدون ديانات ويمتون مثل الصراصير فى الكوارث الطبيعيه
    وكأنهم هم فعلا انسان دارون تطور انسان القرد وايضا الانسان الجليد الذى وجدو انه كان من مليون سنة
    وبشر بحجم هائل للجسم وجدوة مدفون رأسة فقط بحجم جسم الانسان مثلنا واكبر بكثير

    الغريب فى الموضوع موضوع فترة الانسان على الارض حتى يوم القيامة تجد ان بعد الموت اصحاب النار يتسألون
    عن عدد السنوات التى كانت للارض
    منهم من يرى انها كانت ساعه وهو يتحدث عن عمرة هو شخصيا ومنهم من يرى انها يوم ومنهم من يجيب على السؤال المحير
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَآدّينَ * قَالَ إِن لّبِثْتُمْ إِلاّ قَلِيلاً لّوْ أَنّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللّهُ الْمَلِكُ الْحَقّ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ رَبّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ
    صدق الله العظيم

    هنا السؤال عن عدد ايام عمرهم هم وليس عمر الارض المهم انك تجد انه يوجد ناس اطلق عليهم العادين
    يوجد من يحب الحساب وكان مهتم بالفلك ودوران السنين ونهاية العالم

    بسم الله الرحمن الرحيم
     يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً (104)
    صدق الله العظيم

    هنا تجد الايه توضح ان النفخ فى السور سيكون بعد تمام العشر وطبعا سيكون السؤال هو عشر ماذا ستجد 104 انهم عشرة ايام
    اى ان يوما عند ربك الف سنه مما تعدون اذا عشرة الالف سنه هى عمر ادم على الارض من نزوله حتى النفخ فى السور
    لامن المجرمون عبر العصور سيجتمعون وسيكونون لونهم ازرق ويتخافتون بينهم عن طول عمر الارض قصة حياة ادم من البداية حتى النهاية
    وايضا نجد ان امة النبى محمد عليه السلام امة وسط وهذا يعنى ان النبى كان وسط العشرة الالاف سنة اى من ادم حتى النبى محمد خمسة الاف سنة ومن النبى محمد حتى قيام الساعه خمسة الالف سنة اذا نحذف 1500 تقريبا اذا يتبقى من الان للقيامة
    ثلاث الالف سنه ونصف حتى ينفخ فى الصور
    اذا سيستمر الاسلام حتى لا يوجد على الارض من يفهم القران او يعرفة ويصبح الناس مثل البهائم فيمتون موت الصراصير
    الغريب ان سورة طة نفسها تجد انها تتحدث عن ان يوم القيامة سيعرف للبشر وهى نفسها التى تحمل سر يوم القيامة
    متى سيكون ولكن من سيعرف متى سيكون هم الكفار انفسهم ولكن الجحمد لله نحن لا نعرف وكل ما كتبت هو تخمين
    ولكنى احب ان اصل بالقارئ الى ان موعد يوم القيامة موجود بسورة طة وله علاقة بالايات الثلاثة 102 و 103 و 104

    بسم الله الرحمن الرحيم
     إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)
    صدق الله العظيم
    فى هذة السورة تجد هذة الايه توضح ان الله سبحانه وتعالى يقول اكاد اخفيها اى انها موجودة وقريبه من الناس فى هذة السورة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ

    صدق الله العظيم

    كان الفراعنه يعتقدون انهم بينهم وبين يوم القيامة وقت قصير جدا وانهم مجرد موتهم سيقمون ليستخدموا اشيائهم لذلك دفنوا الطعام معتقدين انهم سيقمون ويجدوا الطعام كما هو وكانوا يخافون من الحساب ورسموا على معابدهم الملائكة والميزان والقلب فى الميزان
    نحن نفس الشئ نعتقد ان القيامة على الابواب واننا فى اخر الزمان نفس تفكير الفراعنه

    المهم الموت يخرج بالانسان من الزمن فالفراعنه كانوا على حق هم ماتوا وانتهت الحياة ودخلوا فى عالم الجنة والنار لان الموت يفقد الانسان الاحساس بالزمن لذلك تجد اهل الكهف كمات لبثوا ولم يشعروا بالزمن
    انهم خرجوا من زمننا ودخولو فى عالم اخر
    نحن نفس الشئ موتنا يعنى انتهاء الحياة فى ثوانى ووجود انفسنا نحاسب لذلك يجب ان نخاف من الله
    سبحانه وتعالى

  4. سيدي الدكتور …السلام عليكم
    أستميحك عذرا لجرأتي لاكتب :
    ذكرتم قبل نهاية المقالة وفي بند 2_أن زين تعني حبب وكان شاهدكم الاية 7 من سورة الحجرات…..قال جل وعلا :( ولكن حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم …)  الا يعني ذلك معنى آخر مختلف بالضرورة ؟أسال لاتعلم وشكرا ودمتم بحفظه ورعايته .

  5. طبعا ارتاح لما قاله الدكتور شحرور حول تفسيره لمفردة النساء ، وانما هى راحة منقوصة ويغلفها الشك ، فمعقولة ان علماء اللغة الاوائل لم يفطنوا الى التميز بين مفردة النساء فى سياق الايات ، ولو ان ماذهب اليه الدكتور شحرور صحيح صحة المطمئن لحلت مشكلة كبيرة فى فهم جانب مهم من القر آن ، اسأل الله الهداية لنا جميعا والتوفيق والفلاح للدكتور شحرور يارب
     

  6. اقرؤوا كتاب الله بجراءه لا تخافوا منه ولا تخافوا عليه لان الله لا ينهزم…………. شكرا دكتور
    من الحماقه ان تتوقع الحصول على نتائج مختلفة وانت تكرر نفس الشئ……… شكرا انشتاين

  7. بعد التحية سيدي الفاضل محمد شحرور لقد سمعت منك في احد المقابلات تقول بان الله فضل الانثى على الذكر مستشهدا بذلك بقول بقوله تعالى إِذْ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَىٰ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلأُنْثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ *فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يٰمَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللًّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).ولكن يا سيدي هنا الكلام ليس لله تعالى ولكن حاكياً عن ( ٱمْرَأَتُ عِمْرَانَ) وانا لم ارئ في كتاب الله تفضيل للرجال على النساء ولا للنساء على الرجال وانما الميزان  عند اللهيَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ وهكذا لا يوجد تفضيل او تعارض في الايات  

  8. السيد /محمد شحرور   السلام عليكم وبعد
    دائما نتعلم من اخطاء بعض  وانا واعظ مثلكم انصحك لله عز وجل ان (كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون)
    والاولي بك بدلا من الالفاظ القاسية في النقد ان تتوجه لفضيلة الشيخ بالنصح له شخصيا
    لانك تعلم يا سيدي ان فوق كل ذي علم عليم
    وانه قد يفتح الله  لك بما لم يفتح لغيرك
    وان العلم رحم بين اهله ومن حق الرحم ان تقيل عثرتها وتستر عورتها وان ترد غيبتها
    كان في وسعك ان ترسل للشيخ عبر موقعه  ام ان الامر شيئ في النفس
    ورحم الله من اهدي الي عيوبي  فالانتقاد يا سيدي يكن في صورة هديه وليس بالفاظ جارحه ……………………….

  9. دخيل العلي
    الموضوع : الرد
    21 ديسمبر 2012 عند 6:13 م
    اقرؤوا كتاب الله بجراءه لا تخافوا منه ولا تخافوا عليه لان الله لا ينهزم…………. شكرا دكتور
    من الحماقه ان تتوقع الحصول على نتائج مختلفة وانت تكرر نفس الشئ……… شكرا انشتاين
    الرد من محمد حلمى
    انشتين غبى لو كان علم بوجود القران لما قال هذا الكلام لان القران كلما قرأت كلما وجدت جديدا فكرر القران ورتله ترتيلا تجد فى كل مرة شيئا جميلا
    وليس هذا فقط فكلما قمت ببناء طوبهع فوق طوبه وجدت انك انجزت شكلا جديدا
    وايضا التكرر يعلم الحمار وتكرر الكتابه يحسنها وتكرار القراءة يزيد الثقافه
    اذا انشتين اخطأ فى العبارة

  10. من الغريب  ان يصف السيد محمد حلمي  عالما كبيرا مثل انشتاين صاحب النظريات التي غيرت وجه العلم ونقلت العالم نقلات  كبيرة  بانه غبي  تعقيبا على مقولته هذه … ولا ادرى كيف يضيع السيد محمد حلمي وقته ووقتنا بهذا الهراء
    ان مقولة انشتاين  يا سيدي لا تتعلق باعادة القراءة او اعادة تكرارعمل ما بقصد التدريب عليه واتقانه كما يتعلم الحمار
    الموضوع يتعلق بالمنهج … والنتائج
    فتغيير المنهج يوصل الى نتائج جديدة … والثبات على المنهج لن يوصل الى نتائج  مختلفة  وجديدة  مهما  تهيء للباحث انه جاء بجديد …ان النتائج تبقى نفسها مع السقوط في وهم انها جديدة ومختلفة…لان التجديد سيكون شكلي او مظهري فقط
    فكل تغيير في المنهج  يحمل معه  احتمالات كثيرة للوصول الى نتائج جديدة وهذا من مميزات البحث العلمي الحديث  الذي لايزال مفكرونا في الوطن العربي   بعيدين عنه كثيرا   مع الاسف  .
     
     

  11. تقريبا معظم المقال مقنع ومريح أكثر مما تعلمنا سابقا.. لكن استوقفني هذا المعنى:

    الآية 34 من سورة النساء {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} هنا النساء هم الذكور والإناث ذوي الكفاءة التي تلي كفاءة الرجال، وهنا الرجال هم من الذكور والإناث.

    كيف توصف المرأة بالرجل!

  12. كلام جميل لكن سوالي عن قولك عن معنى النساء في القران
    ( والنساء لفظ ورد في التنزيل الحكيم على وجهين. الأول جمع مفرده امرأة كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء} [الطلاق : 1]، والثاني جمع مفرده نسيء ورد في قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة : 37]. والنسيء هو المتأخر (الجديد))
    ثم ذكرت امثله مثل نساوكم حرث لكم
    فعلى اي اساس احكمت ان نساءء هنا نسيء؟
    وكذلك
    لآية 34 من سورة النساء {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} هنا النساء هم الذكور والإناث ذوي الكفاءة التي تلي كفاءة الرجال، وهنا الرجال هم من الذكور والإناث
    مافهمت شي شو الفرق بين الرجال والنساء في هذه الايه ما الفرق بين الذكور والاناث في النساء عن الذكور والاناث في الرجال؟؟؟؟؟

    بصراحه هالكلام يخليني اشكك بالتفكر بكلامك والاقتناع به


    الأخ محمد
    في قوله تعالى {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} (البقرة 223) فالحرث هو متاع أي أشياء والمرأة لا يمكن أن تكون مع الأشياء وإلا لناقض ذلك قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى} (الحجرات 13)، و “أنى” تفيد المكان والزمان، فلو كان المقصود هو المرأة لناقض ذلك الآية التي تسبق {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة 222) حيث حدد الله تعالى مكان الإتيان.
    أما قوله {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (النساء 34) فالرجال هم الأكثر كفاءة ذكوراً أم إناثاً، فليس كل رجل ذكراً وليس كل النساء إناث، والعرب وصفوا المرأة صاحبة الرأي المميز بأنها رجلة وتجمع على رجال، (راجع لسان العرب وغيره لتجد ذلك واضحاً) وكذلك النساء تطلق على الذكور والإناث اﻷقل كفاءة، وسميت “نساء” لأنها جاءت متأخرة في تطور الكائنات الحية، أي آخر إصدار لرب العالمين،(وهي آخر إصدار في كل شيء)، لذا قال {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ} ولم يقل (على بعضهن).

  13. مقال الدكتور محمد شحرور يضع تصور عقلاني وعلمي بعيدا عن فهم الموروث الديني الذي إعتقد أن كلامه مقدس وأن كتبه توازي كتاب التنزيل الحكيم لا سمح الله، فالصحيحان ليسا قرآن كريم ولا تنزيل حكيم، وكل ما جاء به السلف والتابعين وتابعي التابعين ليس سوى مجهود بشري جانبه الصواب أحيانا والخطأ غالبا لأن طبيعة المعرفه العلميه المتطوره لم تكن متوفره من جهة ومن الجهة الأخرى نظام الحكم الأوتقراطي الديكتاتوري الذي ساد عصور الأمويين والعباسيين وما بعدهم من مماليك وإحتلال عثماني…فنص التنزيل الحكيم ثابت ولكن لأنه صالح لكل زمان ومكان لا بدّ أن يكون التفسير يتوافق مع كل عصر…الله حي لا يموت وكلامه لا يموت فهو باقٍ والتفاعل يكون بين الأحياء وليس بين الأحياء والأموات، وللأسف فإن أكثر من ألف سنه التفاعل هو بين الأحياء الأموات وبين الأموات الفعليين، وهذا أنتج لنا ما حذرنا منه ربّ العالمين من السير بدون بصيره خلف ما جاء به آباؤنا. والله أعلم

  14. الكلام جدا جدا مقنع
    لكن لي استفسار
    لماذا كان هناك عطف في قوله فالصالحات قانتات …الى اخر الايه
    الكلام مقنع في بداية تفسير الايه (الرجال قوامون ..)لكن حصل عندي لبس لماذا تتمه الايه كانت تخص المراة والنساء؟؟اتمنى مساعدتي للفهم


    الأخت باحثة
    جرت العادة في كل المجتمعات أن تكون القوامة للذكر، لكن التنزيل الحكيم جعلها للأفضل، ووضع شروطها حين تكون للأنثى، وتأتي تتمتها في الآية: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} (النساء 128)

  15. بالحقيقة أفكار السيد شحرور لا تعدو عن كونها نموذج متفرد من نماذج التحشيش الفكري. ولا ادل على ذلك الا كونه يبيح لنفسه تفسير القران الكريم بينما ينفي السنة والحديث. حيث ان الرسول صل الله عليه وسلم أول بتبيان كل ذلك للعامة من المسلمين وهو اولى بذلك من فيلسوف يشق له طريق في عالم الافتراء والبهتان…كذلك أين هو من الرعيل الذي عاش بين ظهراني رسول الله صل الله عليه وسلم والذي نشر تعاليم الاسلام كما عهدها وفهمها من رسول الله صل الله عليه وسلم… وكذلك من تبعهم ونهج نهجهم.
    وما أشير اليه هو ما يكتنزه عقل هذا المتفلسف وفكره الناعم من حقد وكره للاسلام هو كونه لا يحترم الرسول صل الله علي وسلم عندما يذكره في كثير من المواضع وفي مقابلاته التي تثير اشمئزاز الكثيرين لما فيها من هجني وخروج عن جادة الصواب…. حيث لا يذكر الصلاة عليه.. .. بل يشير اليه هكذا .. وب كأنه يشير الى سوقة او الى شيئ ما والنبي الكرين لا يحتاج له

اترك تعليقاً